منتدى عالمي يناقش مستقبل الانترنت وهيمنة امريكا

  

افتتح صباح الاثنين في ضاحية اثينا المنتدى العالمي الاول حول ادارة الانترنت لاجراء مناقشات لا سابق لها بين ممثلي اكثر من تسعين دولة والمحركين الاساسيين للشبكة.

ويحضر هذا المنتدى الذي نظم برعاية الامم المتحدة بعد القمة العالمية الاخيرة حول مجتمع المعلوماتية منذ عام اكثر من 1200 شخص للبحث في قضايا عدة من بينها الاجرام المعلوماتي ومكافحة القرصنة وحرية التعبير على الشبكة.

وستطرح هيمنة الولايات المتحدة على ادارة الشبكة في المناقشات على الارجح وان لم تكن هذه القضية الشائكة مدرجة على جدول اعمال المنتدى الذي لا يملك سلطة قرار.

وسيشارك ممثلون عن دول والشركات الكبرى العاملة على الانترنت وخصوصا "ياهو" و"غوغل" و"مايكروسوفت" الى جانب المؤسسات الدولية الكبرى مثل الاتحاد الاوروبي ومنظمة الامن والتنمية الاقتصادية في اوروبا ومجلس اوروبا.

وتعتزم منظمات الدفاع عن حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية انتهاز فرصة المنتدى لادانة الرقابة على الانترنت التي تمارسها دول عدة والمساعدة التي تقدمها بعض شركات المعلوماتية لها لملاحقة المنشقين على الشبكة وخصوصا الصين.

وحول المسائل الامنية التي تلقى توافقا اكبر يمكن ان يفضي المنتدى الى تفاهم حول "الممارسات الجيدة" خصوصا في مجال مكافحة القرصنة وحماية المعلومات الشخصية.

وستنظم المناقشات في ثماني جلسات كبرى وحوالى ثلاين ورشة عمل في فندق منتجع فولياميني الضاحية الجنوبية للعاصمة اليونانية.

ووبينما كان الكثيرون يشككون في مدى الإقبال على حضور هذه الندوة المفتوحة للمناقشة، حيث توقع أكثرهم تفاؤلاً ألا يتعدى عدد المشاركين الـ 500 فرد، أظهر مشاركة أكثر من 1500 مشترك في المنتدى عكس ذلك تماما، الأمر الذي يعتبر مؤشرا على أهمية هذا الموضوع وعلى مدى الحاجة إلى مناقشته واتخاذ قرارات حاسمة بشأنه. ومن المتوقع أن يتم بحث عدد من القضايا الخاصة بالشبكة العنكبوتية، على رأسها الجرائم التي ترتكب عبر الانترنت إضافة عمليات مكافحة القرصنة الالكترونية وحرية التعبير على الشبكة.

إلا أن باحثة الانترنت جانيت هوفمان، التي شاركت في التحضير للمنتدى، ترى بضرورة عدم وضع الكثير من الآمال والتوقعات على هذا المنتدى. ففي رأيها لا يمكن الوصول إلى قرارات ملموسة خلاله، مضيفة "الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بحضور الجميع، وبتحقيق التنوع". وخلال ثماني جلسات كبرى وثلاثين ورشة عمل ناقش ممثلو الحكومات ورجال الاقتصاد والمنظمات الدولية والمجتمع المدني فكرة النهوض بنظام جديد للانترنت. وتسعى الأمم المتحدة إلى إقامة هذا المنتدى سنوياً على مدى الخمس سنوات القادمة، لتكوين قاعدة أساسية لنظام التحكم في الانترنت والوصول إلى نتائج محددة. وتضيف هوفمان: "نحن لا نسعى إلى صياغة قرارات نهائية مقيدة للمعنيين من الناحية القانونية، لكننا نتمنى أن يكون لنا تأثير على الجهات المعنية باتخاذ القرارات". 

الآسيويون معترضون على السيطرة الأمريكية على الشبكة ويقترحون ابتكار شبكة موازية هيمن موضوع إدارة الانترنت على مواضيع النقاش الأخرى، والسؤالأن الأهم الذي تم طرحهما للمناقشة هو كيف يمكن إدارة انترنت المستقبل، ومن الذي تحق له هذه الإدارة؟ فحتى الآن قامت بهذا الدور "هيئة الانترنت لتحديد الأسماء والأرقام" ( أي.سي.اه.ان.ان. ICANN)، وهي الجمعية الأمريكية غير النفعية التي تتحكم بالانترنت WWW، وتخصص الأسماء والعناوين الخاصة للهيئات المعنية أو الأفراد أو المنظمات مثل de, com, org. وهذا الأمر يعد شوكة في حلق عدد من الدول الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين والهند والبرازيل التي ترفض سيطرة الولايات المتحدة على الشبكة العالمية، خاصة وأن عدد المستخدمين في الدول الآسيوية يكاد يفوق عددهم في الولايات المتحدة. كما وتثير سيطرة الحروف اللاتينية على الشبكة تحفظ الآسيويين الذين تقدموا باقتراح فصل الشبكة، بمعنى أن يكون هناك عدداً من الشبكات المتوازية بدلا من شبكة واحدة.  خبير الاتصالات راينر كولن رفض فكرة تجزئة الشبكة معتبرا ذلك بمثابة وضع عقبات أمام حرية الغوص والبحر في عالم الانترنت.

يذكر أن قضايا يومية أخرى مثل الرسائل غير المرغوب فيها (SPAMS) والفيروسات والأمان في العالم الافتراضي، والشفافية، وإن كانت هذه الكلمة تلاقي جدلاً واسعاً، كانت في صلب النقاشات التي دارت في المؤتمر. راينر كولن اعتبر أن الاتجاه إلى مزيد من السيطرة على الانترنت يعد أمراً خطيراً يمس حرية الأشخاص.

 وأضاف كولن: "هناك اهتمام متزايد بالأمور الاقتصادية والتحريات التي تطالب بها الدول المختلفة لتحقيق الأمن، ووسط هذه الاهتمامات تضيع حقوق الفرد وتنسى". ففي زمن الإرهاب، تطالب الدول والحكومات بمزيد من السيطرة على الانترنت، فيما يرى الناشطون في حقوق الإنسان وحرية الأفراد في ذلك خطراً على الحريات العامة ويجدون فيها احتمالا كبيرا لسوء الاستغلال.

شبكة النبأ المعلوماتية--الاربعاء 1/تشرين الثاني  /2006 -9/شوال /1427