مسلمون شبان يصومون رمضان في حرم الجامعات الامريكية

 

 

يستطيع طلاب مسلمون يدرسون في جامعات أميركية أن يمارسوا معتقداتهم الدينية بعيدا عن بلادهم، وكثير من الشبان يلتزمون كلية بصوم رمضان من تلقاء أنفسهم.

وقال جو ألدريدج، قس الجامعة الأميركية ومدير مركز الحياة الروحية في الجامعة بواشنطن في مقابلة مع نشرة واشنطن، إن حضور مآدب الإفطار في حرم الجامعة هو وسيلة لكي يتصل الطلاب المسلمون بمسلمين آخرين ويعيدوا تأكيد التزامهم بعقيدتهم.

وقال ألدريدج إن هؤلاء الطلاب يتصرفون بحافز ذاتي، ومع أن كل شيء في الثقافة الأميركية يغريهم بأن يبطلوا صيامهم لكنهم يحافظون على صيام رمضان بصورة متشددة."

والمعروف أنه خلال شهر رمضان، الذي ينتهي هذا العام في 22 تشرين الأول/أكتوبر أو حوالي ذلك التاريخ، وفقا لرؤية الهلال، يمتنع المسلمون عن الأكل أو الشرب خلال ساعات النهار ويكسرون صيامهم عند غروب الشمس. ويقصد بمآدب الإفطار أن تكون تجمعات للمجتمعات حيث يدعو المسلمون عائلاتهم وأصدقاءهم للانضمام إليهم في وجبات طعام احتفاليه. وذلك يعني أنه في الكليات والجامعات الأميركية يأتي الطلاب المسلمون عادة إلى مآدب الإفطار بدافع الرغبة في رؤية بعضهم بعضا بقدر الحاجة لأن يأكلوا ويشربوا.

في الجامعة الأميركية، يحضر بين 50 و60 طالبا مآدب إفطار تقيمها في نهاية الأسبوع جمعية الطلاب المسلمين. وينظم الإفطار عادة ويستضيفه طلاب أفراد، وعائلاتهم ومطاعم وشركات محلية. وإضافة إلى الصيام، يشجع المسلمون على القيام بأعمال خيرية أثناء شهر رمضان.

ووفقا لأريكا براون، القسيسة في جامعة نورث وستيرن في ايفانستون، إلينوي، ورئيسة الجمعية الوطنية لقساوسة الكليات والجامعات، فإن معظم الكليات والجامعات الأميركية الخاصة تستخدم مرشدين دينيين كقساوسة أديان وتتولى مدارس كثيرة رعاية جمعيات طلبة إسلامية في أحرامها. وأوضحت براون أن الجامعات الرسمية تنفق أموالا خاصة من أجل هذه الغايات، لأنه في الولايات المتحدة لا يجوز أن تستعمل الأموال العامة من أجل معظم النشاطات الدينية.

قالت نفيسة شيبرد، وهي طالبة في السنة الجامعية الثانية ورئيسة جمعية الطلاب المسلمين في الجامعة الأميركية، "عندما يصوم المسلمون أثناء رمضان، فنحن ندمج عقيدتنا بحياتنا. وأثناء صيامنا طيلة النهار، نذهب مع ذلك إلى المدرسة، ولا نتقاعس عن الامتحانات، وبعضنا يمارس ألعابا رياضية ونحن نعمل جميع الأشياء التي يفترض بنا أن نعملها هنا. إن الصيام يجعلنا نفكر بالله دائما طيلة النهار."

ويستمتع الطلاب الذين يسكنون في منازلهم ويذهبون إلى الجامعة الأميركية ليحضروا الدروس، بصيام رمضان بشكل خاص في حرم الجامعة لأنها الفترة الوحيدة في السنة التي يستطيعون فيها أن يجتمعوا ويأكلوا ويقوموا بنشاط اجتماعي مع طلاب مسلمين آخرين من أعمارهم.

وفي جامعة هارفارد في ولاية مساتشوستس، يحضر نائيل كاجي، الطالب في السنة الأولى مآدب الإفطار التي تقدمها جمعية هارفارد الإسلامية، كل ليلة. وكاجي طالب فريد حيث أنه يحفظ القرآن كله عن ظهر قلب وهو لذلك يؤم المصلين كل مساء في صلاة المغرب، مكملا تلاوة الآيات القرآنية من حيث توقف في الليلة السابقة. وبنهاية شهر رمضان يكون قد تلا القرآن الكريم كله غيبا.

وقالت عسلي بشير وهي طالبة في الصف الجامعي الثاني إنها تستمتع بإفطارات رمضان في هارفارد لأنها تجمع بين المسلمين، الأمر لا يحدث عادة في حرم الجامعة. وعندما لا تتمكن من تناول الإفطار الذي تقيمه جمعية هارفرد الإسلامية، تجلس وتنتظر مع نظرائها غير المسلمين في قاعة الطعام حتى  اللحظة التي تستطيع فيها أن تأكل.

وقالت بشير، "إذا فعلت كل شيء – الصلاة، والصيام، والامتناع عن العادات والأفكار السيئة، فإنك تحل نفسك من خطاياك. فبعد قليل، الجوع يذهب. وبصورة مثالية، يفترض بك أن تستيقظ باكرا قبل الفجر لكي تتناول وجبة السحور."

وقال كاجي إن هناك مستوى مختلفا للرفقة أثناء صيام رمضان في حرم الجامعة بسبب الافتقار إلى تأثير العائلة، لكن بهذه الطريقة، تأدية الصيام تجعلك تصبح حتى شيئا شخصيا أكثر. وعلى الرغم من أن عشاء هارفارد قد يختلف عن ذاك الذي تحضره عائلته في المنزل، فإن جميع الإفطارات تبدأ بتمر مجفف مع ماء، وحليب أو "حليب قرنفلي اللون" مصنوع من الرمان. ويساعد التقيد بهذه التقاليد والعادات الطلاب على أن يشعروا بأنهم في بيوتهم وهم بعيدون عنها.

وقال كاجي، "إن أبوي لا يتصلون بي ويسألوني إذا كنت أصوم. ولا أحد في الحرم الجامعي يراقب ما إذا كنت صائما. إنك عندما تتخذ الخيار بنفسك ذلك يجعل الأمر ذا معنى أكثر."

وقد اختصر كاجي، وهو من فريق سباق الزوارق في هارفارد، من تمارينه، لكنه ما يزال يتمرن يوميا بعد الظهر، مما يجعله يفقد كل مخزون من الطاقة قبل تناول الإفطار. وهو يقول، "عليك أن تعيد توجيه نفسك اجتماعيا لكي ترى مركزك في المجتمع. إن الصيام يذكرني بأولئك الأشخاص الجياع لأنهم لا يملكون شيئا. من الناحية السيكولوجية أنا أتذكر مزية الصبر، رغم الجوع."

في الجامعة الأميركية، يشجع الأساتذة على عدم إعطاء امتحانات مهمة للطلاب أثناء شهر رمضان أو إعطائها في وقت مبكر وليس في ساعة متأخرة من النهار.

وقالت بشير، "إننا لا نطلب أشياء خاصة أثناء رمضان. إننا نكيف أنفسنا معه."

وكثير من الجامعات الأميركية لديها جمعيات من ديانات متعددة. فمآدب الإفطار في جامعة هارفارد مثلا، التي يحضرها ليليا حوالى 100 طالب، غالبا ما تقيمها جمعيات أخرى ذات ديانات متعددة في الحرم الجامعي، بما فيها جمعية هارفارد لجنوب آسيا. وخلال عطلتي يوم الغفران  وسوكوت اليهوديتين، أقام مآدب الإفطار جمعية هارفارد هيلل ومنظمة الطلاب اليهود في الحرم الجامعي، وجمعية هارفارد الإسلامية.

وقال كاجي، "إن العشاء المشترك يظهر جوهر التواصل بين الأديان، ونحن يجري تذكيرنا بالعلاقة بين مختلف الأديان."

وقالت بشير، إنه في العام 2005، شكل طلاب السنة الجامعية الأولى اليهود والمسلمون الذين اجتمعوا في مأدبة إفطار في هارفارد رابطة "جام" أي اليهود والمسلمون وما زال أفرادها يجتمعون مساء كل أربعاء طيلة العام لتناول العشاء. وقال ألدريدج إنه عندما يحضر زوار دوليون إلى الجامعة الأميركية فإنهم يبدون دهشتهم لوجود طلاب مسلمين ويهود في رئاسة الجمعية.

وقال ألدريدج "إننا نرحب بالأشخاص من جميع الديانات كي يصبح الناس من أية ديانة أعضاء في مجتمعنا."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت21/تشرين الاول  /2006 -27/رمضان /1427