استمرار الهجوم الاوربي وتصاعده على الحجاب

 

 

قال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي يوم الثلاثاء ان على المسلمات المهاجرات ألا "يختبئن" تماما وراء حجاب كامل اذا كن يردن الاندماج في المجتمع وأن يصبحن جزءا من مستقبل ايطاليا.

ومنذ أن تولى برودي منصبه قادما من يسار الوسط عالج قضية التدفق الكبير للوافدين من شمال افريقيا من خلال سعيه الى الحصول على مساعدة الاتحاد الاوروبي في حراسة البحر المتوسط وفي نفس الوقت اتجه الى التعجيل باندماج الموجودين بالفعل في ايطاليا ليصبحوا مواطنين.

وعندما سئل برودي في مقابلة بشأن تصريحات جاك سترو وزير الخارجية البريطاني السابق ورئيس مجلس العموم التي اثارت جدلا محتدما في بريطانيا قال الزعيم الايطالي ان النقاب يجعل علاقات المجتمع "أصعب".

وقال برودي لرويترز "لا يتعين تغطية الوجه. اذا ارتدت المرأة حجابا فلا بأس ولكن يتعين رؤيتها."

ولكن موقف الزعيم الايطالي الذي شغل منصب رئيس المفوضية الاوروبية من قبل يتميز بالثبات. وقال "المهاجرون جزء من مستقبلنا."

وتردد تعليقات برودي صدى تصريحات سترو الذي قال ان الحجاب يمثل "تصريحا واضحا بالانفصال والاختلاف". وايد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وجهة نظر سترو ووصف النقاب بأنه "علامة انفصال".

ولا تقيد بريطانيا مثل ايطاليا ارتداء الحجاب بصفة خاصة ولكن كانت لديها في الماضي قوانين ضد تغطية الوجه في الاماكن العامة لاسباب أمنية.

بينما لدى فرنسا قانون يحظر ارتداء الرموز الدينية البارزة مثل الحجاب والطاقية اليهودية والصلبان المسيحية الكبيرة في المدارس.

واثار برودي غضب يمين الوسط المعارض بزعامة سلفه سيلفيو برلسكوني بسبب سياسته المتعلقة بالهجرة حيث اقترح تقليل فترة الحصول على الجنسية الايطالية الى النصف لتصبح خمس سنوات فقط في مقابل احترام القوانين الايطالية.

وقال برودي "المشكلة تتعلق بأن تكون هناك قواعد واضحة لذا فاذا تصرفوا واحترموا القانون واذا كانوا مواطنين صالحين يصبح بمقدورهم أن يكونوا مواطنين ايطاليين."

وتشير استطلاعات للرأي الى ان المهاجرين يمثلون مصدر قلق كبير للناخبين من يمين الوسط في ايطاليا الذين تغلب عليهم برودي بفارق ضئيل للغاية في انتخابات ابريل نيسان.

وقال برودي انها "مشكلة ليست فقط للناخبين من جناح اليمين ولكنها مشكلة الجميع... لانها المرة الاولى التي يصبح فيهل بلد كان يهاجر منه الناس الى بلد يستقبل موجة من المهاجرين."

ولكن سياسة برودي تناقض سياسة حكومة برلسكوني التي كانت عبارة عن ائتلاف ضم حزب رابطة الشمال اليميني المتشدد والتي اتخذت موقفا متشددا في الغالب من المهاجرين.

وقال برودي "كانت سياسة الجناح اليميني تتمثل في أن يغلقوا عيونهم ويتركوا المهاجرين يدخلون (ولكنهم) كانوا صارمين للغاية من الناحية النظرية. سياستي هي ان نسمح لانفسنا بان نوجه الهجرة ونضمن للمهاجرين حقوقهم ونحاول أن نكون واقعيين بشأن هذا التدفق البشري."

وقال برودي ان ايطاليا وبعض جيرانها في جنوب اوروبا سيطرحون سياسة مشتركة للاتحاد الاوروبي تتعلق بالهجرة في قمة تعقد في فنلندا في وقت لاحق من الاسبوع الحالي ومن المأمول أن يتخذ قرار في قمة تالية في بروكسل في ديسمبر كانون الاول.

بدوره تدخل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في النقاش بشأن تكامل المسلمين في المجتمع البريطاني يوم الثلاثاء ووصف ارتداء النقاب من جانب بعض النساء المسلمات بأنه "علامة على الانفصال."

وتفجر الجدل في بريطانيا بشأن ارتداء النقاب حيث اتهم بعض زعماء الطائفة المسلمة التي يبلغ قوامها 1.8 مليون نسمة الحكومة باثارة مشاعر الخوف من الاسلام.

وكان تشدد بعض المسلمين البريطانيين الشبان قد أثار تساؤلات بشأن هل فعلت بريطانيا ما يكفي لتكامل المسلمين في المجتمع. وأثارت هذه الحالة بلبلة عندما قتل مهاجمون انتحاريون مسلمون 52 شخصا في مواصلات لندن في يوليو تموز من العام الماضي.

واقترب بلير الذي كان يشجع حتى الان على اجراء مناقشات بشأن التكامل دون ان يعبر عن رأي بشأن النقاب أكثر ما يكون من اتخاذ موقف منحاز.

وعندما سئل عما اذا كانت امرأة ترتدي النقاب يمكنها ان تقدم اسهاما كاملا في المجتمع البريطاني رد بلير بقوله "انه علامة على الانفصال وهذا هو السبب الذي جعل اشخاصا اخرين من خارج المجتمع يشعرون بعدم الارتياح."

وقال "لا أحد يريد ان يقول ان الناس ليس لهم الحق في ان يفعلوا ذلك .. لكنني اعتقد اننا نحتاج الى مواجهة هذه القضية بشأن كيفية تكامل الناس بطريقة مناسبة مع مجتمعنا وكل الادلة تدل على انه عندما يتكامل الناس أكثر فان يحققون الكثير ايضا."

واضاف بلير في مؤتمره الصحفي الشهري "انني لا اقول ان أي شخص يجب ان يجبر على عمل أي شيء."

وقال بلير ايضا انه يؤيد بالكامل هيئة التعليم المحلية التي تعاملت مع حالة المدرسة المنقبة التي تم ايقافها عن العمل لارتدائها النقاب.

وقالت عيشة عزمي (24 عاما) ان النقاب لم يكن مشكلة ابدا بالنسبة للتلاميذ في المدرسة التي تعمل بها في شمال انجلترا.

وأبلغت المدرسة عيشة عزمي بأنها يمكنها ارتداء النقاب في الطرقات لكنها يجب ان تخلعه اثناء التدريس لكنها رفضت. وتنظر قضيتها الان محكمة عمالية.

وأصبحت قضية النقاب تحت الاضواء هذا الشهر عندما قال وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو ان النساء المسلمات اللاتي يرتدين النقاب يجعلن العلاقات في المجتمع أكثر صعوبة.

ودعا بلير الى اجراء مناقشات بشأن كيفية تكامل المسلمين في المجتمع البريطاني. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 19/تشرين الاول  /2006 -25/رمضان /1427