مراحل صنع الانتحاري الاعرابي.....

 وسام السيد طاهر

بحكم تنقلي المستمر حل بي الرحال في احدى دول المغرب العربي التي بقينا نسمع عنها من دون ان نعرف ماهي.

وبحكم الحالة المادية سكنت في مناطق توصف بالشعبية او المخصصة لذوي الدخل المحدود...

وهي مناطق متشابهه في كل بقاع الارض.....

وبعدها بدات تتوسع علاقاتي بحكم كوني عراقي وقادم جديد للمنطقة صارت لي روابط مع شباب فيها.

واسر طيبه .

وبدات احس بالذي يمكن ان يكسر الغربة المرة.

الا وهو العلاقات الانسانية البسيطه.

وكلما ازدادت معرفتي بالناس زاد عدد التشابهات والاختلافات مع مجتمعنا.

وفي مساء يوم طرق بابي بشدة وهي عادة طبيعية هنا.

فتحت الباب فاذا باسرة من الجيران تصحب احد معارفها الذي عرف نفسة بانة والد (فلان)وانا لم اهتم بالاسم لانني اردت ان اعرف الخلاصة.

فكانت القضية ان ابنه ذهب قبل حوالي 20 يوما صوب سوريا ومنها الى العراق ويطلب مني ان اعطيه ارقام تلفونات ليتصل باحد يعرف ابنه.بوصفي عراقي.

بعد ان سمع انه(استُشهد).........

احترت كيف اجيب هذا الاب فهو لايقتنع ان العراق بلد شعبه خمس اضعاف حجم هذا البلد وليس لي صلات تمكنني من اعطاءة ارقام للاتصال.

بعد ان وعدته انني ساحاول انصرف وهو غير مقتنع.

في اليوم الثاني بدات احاول فهم ماحدث بالامس عن طريق بعض الشباب .

فاذا اواجه بكوني اسكن بين بيوت انتحاريين منهم من رأى جهنم ومنهم من ينتظر.

فخلال اسبوعين انطلق من هذا المكان 17 انتحاري صوب العراق.........

وهو امر كبير جدا وخصوصا ان عدد سكان المنطقة حوالي ال70 الف..

وبعدها عرفت ان هنالك شركة تبعد عني حوالي كيلو متر واحد هي الواجهة الرئيسية للامر....

وكانت الشركة اسمها شركة وادي .... للحج والعمرة...وهي شركة رسمية لها مقرات في اماكن نفوذ الدعاة....

عرفت ان الطريق نحو العراق يبتدئ بدعوة بعض الشباب التافه الى عمرة (مجانية) على حساب الشركة ولمدة شهر في مكه بشرط انه لايخرج عن البرنامج المحدد له.

وهو عبارة عن محاضرات غسل دماغ متتالية تستمر بحسب قدرة الفرد وعقليته ...

ثم يتم ارجاعه الى بلدة ويقولون له خذ هذه الاموال وتعال المرة القادمة وبصحبتك اثنين من معارفك الشباب.

وبنفس الطريقة يتم استقبال القادمين الجدد.

بعدها يتم تصنيفهم في مكة وبحسب راي الشيخ  الى (استشهادي) او (داعيه) يجلب لهم الجدد.

الانتحاريين يبقون في بلدهم لمدة تتراوح بين 2 او 3 اسابيع.

بعدها تاتيهم الاشارة بالمغادرة الى سوريا .

حيث يكون موعدهم دوما في مكان محدد بساحة المرجة.

للانتحاري اتصال واحد يقوم به لتطمين اهله وخصوصا انهم لايعرفون بكل هذه القضية الى ان يتصل من العراق.

يتم الاتصال ليلة المهمة حيث ان معظم المتصلين كانوا غير طبيعيين بكلامهم ويطلبون المغفرة من الاهل ويتحدثون بصوت باك.....عن قرب الوصول الى مرضاة الله.

لحد الان مئات الشباب سلكوا هذا الطريق وفي كل مجلس اسمع ان فلان(استشهد) بالعراق ...

والامر يتم بمعرفة تامة من حكومة هذا البلد التي تريد ان تتخلص من اوساخها في مكان ثاني

حيث انهم يلقون القبض على أي راجع من سوريا من الشباب......

وهو وواسطته.

هذا الامر يتم عبر اموال طائلة ومقدرات رهيبه تتيح للدعاة بناء البيوت والتزوج والتمتع بملذات الدنيا.....

وبس ربك يستر.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  27/ايلول /2006 -3/رمضان /1427