مصير الفوضى الخلاقة الديناميكية الجديدة!

الدكتورة أحلام فؤاد السيد

 هلْ بدأت كرة الثلج في التدحرج لتبلغ حجماً لن تقوى على الوقوف في وجهها أي قوة ؟ !

خلال الحرب الإسرائيلية الوحشية على لبنان أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1696 والخاص بملاحقة البرنامج النووي الإيراني فكان القرار رسالة تحذير و أول قرار يُلزِم إيران بوقف تخصيب اليورانيوم قبل نهاية شهر أب، وإلا فإن مجلس الأمن سيدرُس كيفية اتّـخاذ التدابير المناسبة بمقتضى المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يشير إلى إمكانية فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليها.

وفي نفس الإتجاه تقريبا أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1701 الخاص بلبنان والذي انتصر لإسرائيل، وأراد تعويض هزيمتها العسكرية الأخلاقية الكبيرة.

لكن كل من القراريين 1696 و 1701  فضفاض الى حد ما، وهناك تشابك واضح وخطير ومعقد بين مساري القرارين المذكورين وإمكانية تطبيق كل منهما يتوقف على الأخر الى درجة كبيرة. 

إذن الموقف خطير ومعقد ودقيق وجميع الإحتمالات واردة ومنها إغراق دولة جديدة اخرى بعد لبنان والعراق وافغانستان في الفوضى المدمرة وذلك بعد مواجهة وحشية همجية عسكرية.

مما يؤكد ذلك أيضا يعبر عنه بعض المنظرين الستراتيجيين الصهيونيين الثوريين الذين استعادوا في  تيار المحافظين الجدد مواقعهم بعد التخبط الأميركي في العراق والذي يتلخص بالضغط الخانق على الإدارة الإميركية للتحول فورا مما يسمى بالفوضى الخلاقة الستاتيكية (الثابتة) القائمة الى الفوضى الخلاقة الديناميكية (المتحركة) للإلتفاف على المأزق في العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب !!

ويبدو أنهم نجحوا مرحليا في مساعيهم غير الحميدة في إتجاه الفوضى المدمرة الديناميكية بزجهم لبنان بعد أفغانستان والعراق في اتون الفوضى المدمرة الكبيرة والعمل متواصل لإقحام دول أخرى وواحدة تلو الأخرى وعاجلا. وذلك بعد أن كان الجدل حاميا في الإدارة الإميركية ساخنا في المقدار المطلوب اوالمسموح به مما يسمونه بالفوضى الخلاقة حيث كان بعض المسئولين في الإدارة الإميركية يردد على إستحياء بأن الفوضى القليلة ليس أمرا سيئاً  !!

لماذا ؟

وكيف أنقلبت المعادلة ؟

ومنْ قلب المعادلة ؟

هذه أسئلة بحاجة الى دراسة وإتعاظ والأهم حاليا التأكيد على أن المنطقة باتت في كف عفريت والسلام العالمي كله في خطر كبير، ومن أسباب المأزق الركون الى الفوضى الخلاقة الطويلة التي دمرت الشعوب وذبحت الأبرياء والأطفال والشيوخ وهدمت البيوت وخربت البلاد ببناه التحتية والفوقية ووحدت الإرهاب ودحرت وتدحرالإعتدال والإصلاح و... الخ.

فكيف ستكون الأحوال والأوضاع إذا نجحت القوى المذكورة في إغواء الإدارة الإميركية  للتحول الى ما يسمونه الفوضى الخلاقة الديناميكية (المتحركة) ؟

ستكون اكثر قتامة ومأساوية دون أدنى شك ولجميع الأطراف وعلى رأسها نفس الإدارة الإميركية الحالية والمطلوب من جميع الأطراف:

عدم الهروب الى الأمام ومعالجة التناقض بين الأهداف والوسائل والعودة الى الحكمة وضبط النفس والحواروالتعاون والتوازن الخلاق والحل الوسط والمرحلية والحلول السلمية والتعايش والصمود والإصلاح الداخلي الجذري الجاد ونبذ الصراع والطائفية والإحتراب والمغامرات غير المحسوبة وسحب الذرائع من هذه الجهة اوتلك.

فمن دون ذلك يجب أن نقول نعم بدأت كرة الثلج في التدحرج لتبلغ حجماً لن تقوى على الوقوف في وجهها أي قوة ؟ !

*معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات – واشنطن

http://www.siironline.org

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  5/ايلول /2006 -11/شعبان/1427