نحن والسيستاني..  من يقلد من؟

د – حسين ابو سعود

 بعد  سقوط النظام  البعثي في العراق تعالت اصوات هنا واصوات هناك تتميز بالنشاز تجمعها الطوباية والتهريج والنشاز، وهي تنال  من المرجعية الدينية ممثلة بالمرجع الاعلى السيد السيستاني:-

متى يتكلم السيستاني، ومتى يصدر فتوى الجهاد ضد امريكا، ومتى يؤلب ضد ايران، ومتى يحشد الناس ضد تركيا، ومتى يستنكر موقف السعودية ومتى ينتقص الكويت، ومتى يستهجن تصريحات الرئيس الفنزويلي..

لماذا سافر السيد الى الخارج ولم يبق في العراق، ولماذا تلقى العلاج في لندن ولم يتلقاه في باريس، لماذا عاد الى العراق بعد العلاج ولم يبق في الخارج، لماذا لا ينتقد الاكراد ويفتي ضد التركمان ويؤلب ضد العرب،

لماذا تكفل فلان، ولماذا لم يفت بحل المليشيات، لماذا لم يصدر بيانا يدين فيه نمور التاميل ويؤيد جبهة البوليساريو.

ولاحظوا باني لم اضع علامات الاستفهام امام هذه الاسئلة  لانها تحتاج الى اكوام منها اخشى نفاذها من الحاسوب.

اقول سيل من التوجيهات (المقدسة) التي تصدر من قبل العلمانيين والمؤمنين والقوميين  والملاحدة ومن السنة والشيعة والعرب والعجم الى مقام المرجع يطلبون منه تأليب اليمين ضد اليسار واليسار ضد اليمين وكأن الرجل كاتب عرضحال يكتب لهم ما يملون عليه مقابل دراهم معدودة، ولم يبق ايها السادة الا ان تكتبوا انتم ما تشاؤن من بيانات باقلامكم الشريفة  وتطلبون منه تثبيت التوقيع والختم المبارك عليها دون ان يقرأها، وهذا لن يحدث مطلقا.

 فيا ايها الناس متى ستعرفون بان الامام السيستاني هو المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العالم  وانه يعرف متى يتحرك  فلا  تجبروه على الحركة ويعلم متى يتحدث فلا تملوا عليه،  وكفى توجيهات لاتتحقق.

وبدأ بعض المثقفين المحسوبين على جهات معروفة بالاصطياد في الماء العكر باشاعة ان السيد المرجع قد توسط في دعم بعض الجهات في الانتخابات  وانه غير راض عن ادائها، وان الذين دعمهم قد خيبوا اماله تماما وعليه ان يتبرأ منهم علنا، مع ان اصحاب هذه النغمة يعلمون علم اليقين بان امال السيد المرجع لا تلتقي الا مع امال الجماهير، وانه يدعو للعراق الكبير وليس لمجموعة دون مجموعة، وان الرجل الذي اعتبره العالم صمام الامان للشعب العراقي لايمكن ان يكون مع جهة ضد جهة ولن يكون  الا مع الحق ضد الباطل.

كما خرج البعض يطالب بدهاء بفتوى للسيستاني يدعو فيه الى الجهاد ضد الارهابيين ليؤدي ذلك الى اشعال فتيل حرب اهلية لا تبقي ولاتذر، وكأن السيد منعهم من قتل القتلة لو ثبت انهم قتلة، واقول من منع الحكومة واصحاب  الشان من قتل القتلة  والمفخخين ومن قال بان تطبيق القانون يحتاج الى فتوى؟

كل هذا الضجيج المفتعل وكأنه ليس في العراق ساسة وزعماء وعلماء غير  السيستاني وان كان هذا الامر يظهر بجلاء علو مكانة السيد ورفعة مقامه، غير ان هؤلاء يريدونه ان يتبعهم لا ان يتبعونه وهم يعرفون جيدا بان من استطاع العيش في اجواء مكهربة كالتي كانت في عهد صدام يستطيع العيش في اجواء مثلها او اسوأ منها و لن ينجر الى شباك المتامرين، واذا كانت هناك جبهة واحدة مقابل السيد الامام في العهد البائد فقد تعددت الجبهات الان وهي تعمل يائسة على النيل من المقام العالي للسيد وتوريط المرجعية في امور نأت عنها في مختلف الادوار.

وفي خضم هذا الجو اليائس وامام هذا السيل من التوجيهات اللامسئولة نجد فيضا من الفكر النير  من اقلام منصفة تقطر تفهما واحتراما وتقديرا للمواقف الجليلة لسماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني دام ظله، حتى دعا بعضهم الى منحه جائزة نوبل العالمية للسلام ظنا منهم بان ذلك سيوفي حق هذه الشخصية المقدسة.

فيا ايها الناس : من يقلد من؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 24/اب /2006 -29/رجب/1427