كركوك والمطر وسنوات القفر

حسين ابو سعود

 حزينا اقف على اعتاب السفر، هذه حقائبي جهزتها للرحيل، لم جئت الان؟ اين كنت عندما كنت مركوما في الزوايا تفضحني المرايا، وترهبني العناكب العمياء، وكانت اسراب البعوض تطلى الوان الاحلام باللون الاسود، وكان الليل يخيفني والشيخوخة تتوعدني، اين كنت عندما كانت الكابة تلاحقني في الارصفة الجرداء، كنت اريد ان اتلمس جدران وطني المغتصب، ابحث عن حضن امراة، لقد تكدس الغبار على الماضي،الاحزان تقاسمتني والالوان غادرتني، اخاف من خيل العسس ان تتبعني.

وطني لن يرجع، ولن تعود الطيور الى ضفاف نهر الخاصة، لن تزهر الحقول ثانية، ساغني من هنا لبيتنا القديم، لطفلي الصغير،للنار التي في داخلي، لقد كان عندي وطن وكانت لي حبيبة، في يوم من الايام..

 

يا ايتها الغيوم الى اين السفر؟

والى اين يسير بك هذا القمر؟

مالك لا تراوديني بجسدك الهلامي

اين وقع اقدامك؟

 اين الاثر؟

فهذه المدينة الصفراءعطشى

تحمل الحزن بين عينيها

 مثل صبية غجرية

لم لا تهطلين عليها رعداوبرقا ومطر

رحل ابناءها مع الراحلين

انهم يتسكعوا الان  احتجاجا

 في المقاهي المسكونة بالدهشة

والشبق والرعشة

حيث الصوت والضوء والمداخن

وتدافع البشر

اهطلي في المدينة المسورة بالاسى

والحشرجات

هناك مرابع الشعراء

واشجار الصفصاف

هناك الجوع والجفاف

ارحلي ايتها الاشواق

نحو العراق

نحو الاحزان الملتصقة بجدران كركوك

 يا مدينتي العطشى

لو فاتتك الغيوم تصبري

تحملي

فالماء لا ياتي من السماء فقط

وقد تتفجر الارض يوما بالينابيع

ويصيبك منها بلل

لا تبحثي عن عذر للسقوط

ظلي شامخة

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 12/اب /2006 -17/رجب/1427