الإعلام والحرب النفسية الو معك جيش الدفاع

بقلم: فادي عدوان

لم تشهد أي حقبة زمنية عبر التاريخ نشاطا إعلاميا بكل هذه الفاعلية والتأثير مثل هذه الفترة التي يكاد أن نسميها فترة ذهبية لما لها من تطور عالي المستوي من التقنية والتطور في هذه الأيام,  يصل الإعلام إلي كل بيت وإلي كل إنسان حيث تحول العالم إلي بقعة صغيرة وأصبح سهولة الوصول إلي أي مكان في العالم وفي أسرع لحظة, واليوم نجد التزاحم الإعلامي يطفو علي السطح بمختلف ألوانه وأشكاله من إذاعة وتلفزيون وصحف والجديد هو الشبكة العنكبوتية الانترنت.

نظرا لكبر المسئولية علي العاتق الإعلامي استغل المهنيون من الاعلامين هذا الصرح الإعلامي إلي استخدامات أخري في جميع المجالات ولكن كانت إحداها الحرب الإعلامية في الحرب النفسية.

هذه الحرب النفسية التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في كل الحروب التي خاضها ضد العرب يتكرر مرة أخري في الحرب ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الممثلة في الفصائل الفلسطينية والشعب اللبناني ومقاومته المتمثلة في حزب الله, وقد بنيت إسرائيل استراتيجية حربها النفسية علي إشاعات ومزاعم وأكاذيب لثبت للعالم العربي أن إسرائيل قوة عظمي لا تقهر لتخشي العرب أي حرب ضد إسرائيل وتبقي إسرائيل هي القوة الرادعة في المنطقة.

وإذا كانت إسرائيل تشن حربها النفسية لإقناع العالم بأن إسرائيل دولة متقدمة فإنها تصف العرب بأنهم شعوب متخلفة وان الإسلام الخطر القادم علي السلام، وأن ما لدى العرب من قوة مصدرها الطاقة.

وظل هذا الاعتقاد سائدا نظرا لضعف وسائل الإعلام العربية الرسمية التي انتهجت السلام كخيار استراتيجي بعكس إسرائيل ألت طورت هذا الإعلام لتستفيد منه في إعلامها الحربي حيث عملت إذاعة وتلفزيون ينطقان باللغة العربية بعكس الحكومات العربية التي كرست الإعلام بما يخدم مصالحها إلي أن جاء زمن العولمة والتنافس الإعلامي الشديد بين الشرق والغرب, وبزوغ فجر أعلامي عربي جديد حر بعيدا عن الرسميات, كان حصاده القنوات الإخبارية المتخصصة والقنوات الفضائية الخاصة التي تحاول كشفت الحقائق التي تخفيها إسرائيل عن المشاهد العربي.

ابتدعت الحكومة الإسرائيلية أساليب جديدة لمجابهة الفلسطينيين المدنيين منهم والمقاومة في كل مرة إسرائيل تحاول أولا علي الجبهة الفلسطينية:كلما تريد اجتياح منطقة ما في الأراضي الفلسطينية تطلق اسم علي العملية ما يعمل ضجيج في اسم هذه العملية وتصور الآليات والمركبات العسكرية عبر التلفاز وتجهز عتادها العسكري واللقاءات مع المحليين العسكريين بضرورة هذه العملية وتحديد الوقت الزمني لها والأهداف المرجوة من نجاح العملية العسكرية يستخدم الجيش الإسرائيلي مكبرات الصوت لإرهاب الناس ليخلو منازلهم تمهيدا لتجريفها علاوة علي ذلك تعمل إسرائيل علي توزيع المنشورات والتحريض ضد المقاومة الفلسطينية لانقسام الشارع ضد المقاومة من مخاطر العملية, بقتل المدنيين وهدم مزيد من المنازل الفلسطينية كل هذه الأساليب الخبيثة التي تستخدمها إسرائيل لم تكن كالأسلوب القذر الذي تستخدمه حديثا إلا وهو الاتصال هاتفيا علي منازل الفلسطينيين وبالأخص منازل المقاومة الفلسطينية "الو معك جيش الدفاع الإسرائيلي عليك إخلاء منزلك ليتم تدميره" تطلب منهم إخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها وتدميرها, لم ففي رد المقاومة الفلسطينية لديها الكثير اليوم الإعلام الحر والإذاعات الخاصة بكل فصيل فلسطيني مقاوم يرد علي الحرب النفسية الإسرائيلية ويكشف الحقائق للفلسطينيين ويكشف زيف الإسرائيليين,

واستفادت أيضا المقاومة في كثير من الدروس ردا علي الاحتلال الإسرائيلي بتصوير وأرشفة كل عملية بطولية لهم لان الاحتلال يكذب ويخادع بنتائج كل عملية للمقاومة.

ثانيا علي الصعيد اللبناني: لكن لم تكن مهمة الجيش الإسرائيلي سهلة في هجمته علي لبنان والمقاومة اللبنانية في ظل الحرب المفتوحة بين كلا الجانبين, في كل مرة تخادع الحكومة الإسرائيلية الرأي العام الإسرائيلي في ضعف المقاومة لكن المقاومة فاجأت الاحتلال الاسرئايلي بمستوي القدرة علي إيصال صورايخ حزب الله إلي العمق الإسرائيلي وبث الحرب الإعلامية عبر قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله التي ربما يصدقها الإسرائيليون أكثر من وسائلهم إعلامية لصدق هذه الوسيلة الإعلامية, فيما يصدق الشعب الإسرائيلي الأمين العام لحزب الله أكثر ما يصدقون قادتهم لأنه إذا قال فعل ونتذكر في أول خطاب إعلامي حربي ألقاه نصرا لله عندما قال في خطابه انظروا إلي البارجة الإسرائيلية وهي تحترق وفعلا صدق القول, كل هذا تطور خطير في مستوي الأعلام الحربي للمقاومة.

ثالثا القنوات الإخبارية المتخصصة: ربما التحول إلي النهج الديمقراطي في الدول العربية كانت نتاج العديد من القنوات الإخبارية التي تكشف الحقيقة علي ارض الواقع ولعل "قناة الجزيرة وقناة العربية "تلك القنوات الإخبارية التي تبث أخبار علي مدار الساعة, صورت الأحداث مباشرة حيث المشاهد من شدة المعارك يخشى أن يخرج الصاروخ من التلفزيون لما له من السرعة والآنية للحدث, كشف الاحتلال الإسرائيلي خطورة هذه القنوات الفضائية في حربه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني حيث منعت قوات الاحتلال مراسلو وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية بالتغطية إلا في مناطق محدد وأشياء محددة لكي لا تظهر الحقائق للرأي العام الإسرائيلي لما تقوم به حكومتهم اتجاههم, من جهة أخري كشفت هذه القنوات للعالم كله الدمار والوحشية والمجازر الإسرائيلية التي ترتكبها بحق الشعوب ضد المدنيين والأطفال ليعرف العالم ديمقراطية هذه الدولة المجنونة في الشرق الأوسط, ولعل مجزرة قانا "الثانية" هي احدي المجازر الجديدة التي ارتكبتها اسرائيل فهنيا لنا بتلك السواعد الإعلامية الجبارة شكرا لكم.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 7/تموز /2006 -12/رجب/1427