مصطلحات ومفاهيم من قاموس النبأ: الاختلاف الوظيفي.. الإرث الثقافي.. الإبداعية.. الاتجاه الاجتماعي

 

الاختلاف الوظيفي:

الاختلاف الوظيفي هو ذلك النشاط الذي يساهم في انهيار ثقافة أو مجتمع ما. وقد انتقد ميرتون merton- بحق- الفروض المشكوك فيها، التي تقوم عليها النظرية الوظيفية، ومؤادها:- أن كل نشاط ضروري للنظام الاجتماعي، وأن كل عنصر اجتماعي له وظيفة إيجابية، وأن بعض الوظائف بالذات ضروري أو لا غناء عنه للمجتمع قارن: وظيفة، والوظيفة (المذهب الوظيفي).

الأدب الشعبي:

Folk fitaion

الأدب الشعبي نوع من الحلق الأدبي الشعبي: ويعد الأدب الشعبي جزءاً هاماً من التراث الشعبي ويضتمن: الحكايات الشعبية، والأغاني الشعبية وأهازيح الطقوس الدينية rigmaroles، والألغاز، والاهازيج rhymes ..إلخ. انظر الجزء الثاني من هذا القاموس، والخاص بالأدب الشعبي، حيث تجد فيه تفصيل الكلام عن هذا الأنواع.

الإرث الثقافي:

Culture heritage

الإرث الثقافي هو الثقافة أو النتاج الثقافي الموروث من أجيال سابقة. إلا أنه يجب التمييز بين الإرث الثقافي والإرث الثقافي المشترك.

ارجع أيضاً إلى مادة: ثقافة.

الإبداعية

استعداد للإبداع، والابتكار، وتحقيق الذات.

ينطبق هذا المفهوم على الطفل الذي يلعب على شاطئ البحر، ويبني قصوراً من الرمل بمقدار ما ينطبق على من يرتجل لحناً جديداً يدندن بكلمة، أو من يبتكر قصة، أو رسماً أو حلاً جديداً لمشكل من المشكلات. فثمة، في قاعدة هذا التصرف، تلك القدرات على تنظيم (أو إعادة تنظيم) عناصر الحقل الإدراكي أو المعلومات التي نحوزها، سواء كان الأمر ذا علاقة بالرمل، بالكلمات، بالأصوات أو المبادئ الرياضية. فالإبداعية ميل طبيعي موجود في حالة الكمون لدى الأفراد كلهم وكل الأعمار. إنها ذات علاقة وثيقة، بوصفها مرتبطة بالخيال والإعلام، بالوسط المادي، والسوسيولوجي، والثقافي، والأشخاص الذين يحيطون بالفرد؛ وتحتاج، لتظهر، إلى شروط نفسية وجدانية ملائمة. وربما تكون التربية عائقاً للإبداعية، ولاسيما عندما تطمح إلى أن تُخضع الأفراد إلى نمط معيّن، ذلك أنها تولّد عندئذ الخوف من الانحراف والامتثالية الاجتماعية. وربما يكون النقد البسيط أيضاً كابحاً؛ أما ((الحرفية))، فيحتمل أن تصيب الإبداعية بالعقم، ولو أنها تتيح اكتساب مهارة تقنيّة معيّنة. فتعليم الطفل أن يرسم ربما يكون حرمانه إلى الأبد من أن يعبّر عن فرديته. والمبدع الأصيل ليس ((صانعاً)). والإبداعية تحتاج إلى السمة التقنية أقلّ من حاجتها إلى العفوية التي تسوق الفرد بفعل حركتها الخاصة إلى الخلق. فالطفل الذي لم يعان بعدُ عبء تربية قسرية، ويدع رغباته وخيالاته تنبعث لأنه لا يزال غير عارف بضروب الكفّ، طفل خلاق على وجه الخصوص. إنه يبدع كما يحلم أو كما يلعب، إذ يحقّق رغباته على حال شبه هلوسي. فإبداعيته في خدمة دوافعه. والإنسان الذي سيكونه هذا الطفل فيما بعد ينبغي له، حتى يستعيد عفويته ونضارة نفسه ويتعلم أن يتحرر من معارفه ومن، على نحو أكثر أيضا، ضروب قمعه وكبته، أن يقبل أن يكون ذاته، أي أن يكون مختلفاً عن الآخرين. وعندئذ سيكون حراً ويمكنه أن يستخدم وسائله الخاصة ليبدع في الزمن الراهن. وليس لدى المبدعين فقط قدرات فكرية خاصة، وخيال مبدع على وجه الخصوص  بل لديهم أيضاً صفات حساسية، واستقبالية، وحركية، وأصالة، ومرونة، وأستقلال،مادام صحيحا أن الابداعيةلاتستخدم الذكاء وحده بل الشخص برمته. والأفراد الأكثر إبداعاً يمكننا اكتشافهم بروائز مصنوعة لهذا الغرض، ولكن الوسائل الاكثر يقينا تظل ايضا معطيات السيرة ومعرفة  اهتماماتهم وإنجازاتهم الشخصية.

الاتجاه الاجتماعي

Social attitude

الاتجاه استعداد مكتسب للارتكاس دائماً، على نحو معيّن، على شخص، فكرة، أو شيء. والاتجاه إجتماعي عندما يكون لموضوعه مدى اجتماعي، عام (الاتجاهات الشخصية مستبعدة إذن). فنزعة التمركز على الإتنية إذاً، ونزعة السلام، والاشتراكية، اتجاهات اجتماعية، في حين أن حب الكلاب، والموسيقى المشخّصة، والجبنة، اتجاهات شخصية.

ويتقن علماء النفس قياس الاتجاهات منذ بداية السنوات العشرين من هذا القرن، بعد أن وضع ل. ل. ثورستون (1887- 1955) المبادئ الإحصائية وبنى السلالم الأولى للاتجاهات إزاء الكنيسة، والجنوح، إلخ. ولبناء سلّم، نعدّ عدداً كبيراً من الأقوال عن الموضوع المختار، بعضها مناسب، وبعضها غير مناسب، يقوم عدة حكام بتدوين علامة عليها من 1إلى 10، كل منهم على انفراد. وتتيح مواجهة الحكام ترتيبها، إذ تعزى إليها قيمة عددية (العناصر، أي الأقوال التي لا يتّفق عليها الحكام، تعتبر قليلة الوضوح وتستبعد) ولا يحتفظ للسلّم النهائي إلا بالأقوال التي تكون انحرافاتها متساوية، من الأكثر مناسبة إلى الأكثر اتصافاً بأنها غير مناسبة. ويكون السلم عندئذ ممكن التطبيق على جماعات من الأفراد. وكلّ فرد منهم ينال علامة عددية، وفق العناصر التي يقبلها أو يرفضها، علامة تحدد موقعه الصحيح على السلّم. ويجري البرهان على صحة هذه الأداة بواسطة جماعات الضبط (المراقبة). والواقع أننا يمكننا أن نتوقّع أن ينال أعضاء من حزب محافظ علامات ضعيفة في سلّم قياس الاتجاهات الاشتراكية، كذلك سيكون لأولئك الذين يرغبون في مجتمع ذي نزعة ((عقلانية)) علامات ضعيفة في سلم اتجاهات الاعتقاد بالله. وبيّنت دراسات الصحة، التي جرت بعدد كبير، أن لمثل هذه القياسات دقة كبيرة حقاً.

وليست الاتجاهات مستقلّة بعضها عن بعض؛ إنها تكون بنيات (نماذج) يمكننا أن ندرسها إذ نحسب الارتباطات بين النتائج لعدّة سلالم. وهكذا فإن اتجاهاً مؤيداً للدين يرتبط على وجه العموم ارتباطاً إيجابياً مع الانتساب إلى الرأسمالية وسلبياً مع الانتساب إلى فكرة الجنس الحر... فبين غالبية الاتجاهات الاجتماعية ارتباطات قوية من هذا النوع. ويتيح تحليل عاملي لهذه الارتباطات الإحصائية أن يبيّن الميول (أو العوامل الأساسية) التحتية. فالعامل الأول الذي يبدو على هذا النحو هو الراديكالية، المقابل لنزعة المحافظة، كما يتوقّع الحسّ السليم ذلك.

والعامل الثاني، المستقل عن الأول، هو المثالية_ الواقعية. إن المثاليين يعتقدون أن السلوكات تحدّدها المفاهيم الأخلاقية والدينية، في حين أن أصحاب النزعة الواقعية يعتقدون بالقوة والمناورة. وتتمايز الأحزاب السياسية تبعاً لهذين العاملين،وبوسعتا القول إن الشيوعيين واقعيون- راديكاليون، والفاشيين واقعيون محافظون، في حين أن الاشتراكيين والمحافظين هم، على التوالي، راديكاليون ومحافظون، ولكن في منطقة وسطى بالنسبة للنزعة الواقعية. وهكذا يتوزّع ناخبو هذه الأحزاب وفق شكل هو حدوة حصان، يحتلّ الشيوعيون والفاشيون طرفي الحدوة والليبيراليون يحتلّون المنحنى.

وثمة أعمال حديثة بيّنت أن الاتجاهات ليست مكتسبة فحسب، ولكنها ذات مصدر وراثي أيضاً. وتبيّن دراسات التوائم الحقيقية والكاذبة اتفاقاً لدى الحقيقة أكبر بكثير منه لدى الكاذبة، بالنسبة للراديكالية والنزعة الواقعية على حدّ سواء؛ ويبيّن التحليل الإحصائي  أن أكثر من نصف الانحرافات بكثير ذو علاقة بالجهاز الوراثي. وهذا النصيب الوراثي وسيط على وجه الاحتمال بالنسبة لعوامل الشخصية. وهكذا فإن الانبساطيين هم واقعيون بالحري والانطوائيين مثاليون بالحري. ومن المعلوم الآن أن عوامل وراثية تحدّد الشخصية بنسبة كبيرة، ومن الممكن أن تؤثر هذه العوامل في الاتجاهات الاجتماعية تأثيراً مباشراً.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 3/تموز /2006 -8/رجب/1427