هل تتورط أمريكا عسكريا مع  حزب الله!!؟

عبدالامير علي الهماشي

 الولايات المتحدة ترى في حزب الله أحد أكبر العقبات في طريق مشروعها الشرق أوسطي المسمى بالشرق الاوسط الجديد وهو مازال عنصر قلق لحليفتها في المنطقة (الدولة العبرية)وتعدى الامر ليقلق الدول العربية (المعتدلة)التي صرح قادتها بصورة علنية محذريين من هذا الخطر،حيث اعتبر الملك الاردني حزب الله رأس الهلال الشيعي في المنطقة يقابله الراس الثاني ايران.

  وكذلك تصريحات القادة السعوديين واخرها تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك..

ومن هذا كله تتحين الولايات المتحدة الفرصة تلو الاخرى لتقليص نفوذ هذا الحزب كأضعف الاهداف إن لم تستطع تفكيكه وتدمير آلته العسكرية

وقد حانت الفرصة ا(الذهبية) التي انتظرتها الولايات المتحدة للعمل العسكري من خلال حليفتها الدولة العبرية على خلفية أسر جنديين وقتل آخريين على الحدود بين فلسطين ولبنان بعدما فشلت الجهود السياسية بحصر هذا الحزب وتقليص نفوذه بالرغم من صدور قرار دولي متعلق بلبنان و المرقم 1559.

وقد أعطت الولايات المتحدة مطلق الحرية لحليفتها للانتقام من لبنان لطالما إنتظرته طيلة سنين عديدة حيث نرى العقوبة الجماعية لكل لبنان وخصوصا الجنوب الذي يمثل الامتداد الشعبي لحزب الله وهذا ما تفعله بالضاحية الجنوبية في بيروت

وتحاول الدولة العبرية أن تنجز  مهمة نزع سلاح حزب الله وتفكيكه نيابة عن الولايات المتحدة ليكون لها ما تريد من رسم مستقبل هذه المنطقة وخصوصا في الحدود القريبة منها حيث شعرت الدولة العبرية بالامتعاض الشديد عندما حُيدت عن العمل العسكري في عاصفة الصحراء لتحرير الكويت سنة 1991 حيث لم تشارك باي نشاط عسكري علني، وكانت النتيجة اشتراكها في مؤتمر ضمها مع الدول العربية نتج عنها اتفاقات سرعان ما أفرغتها من مضمونها.

ولكن التساؤل في هذه المعركة التي كانت تأمل الولايات المتحدة ان لاتطول أكثر من المهلة المحددة في حرب سريعة ذات نتائج باهرة هل تستطيع الدولة العبرية تحقيق نصر عسكري وسريع؟

من التقارير الاخبارية وتضارب التصريحات بين السياسين والعسكريين في تل أبيب يرى المراقبون تخبطا في الرؤى الانية لهذه الحرب ويعزون هذا الامر الى فشل الالة العسكرية في تدمير قدرة حزب الله العسكرية وان ما حصل هو تدمير بنية لبنان التحتية ليس الا وبقاء قذائف حزب الله تنزل على المدن الشمالية المتاخمة للحدود.

ويبدو ان الولايات المتحدة تريد ان تمنح الدولة العبرية المزيد من الوقت لتنفيذ مهمتها وهذا ما أشار اليه الامين العام لحزب الله في لقائه مع فضائية الجزيرة عبر مدير مكتبها هناك (غسان بن جدو)في لقاء جاء ضمن الحرب النفسية والاعلامية التي يجيدها حزب الله حيث قال: لو ان اولمرت اراد ان يتوقف لقال له بوش استمر1.

وهذا ماتفعله الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة بحيث أنها أبطلت انعقاد القمة العربية وأفرغت اجتماع روما من أهدافه قبل انعقاده ولم يأتي بأي جديد على مستوى وقف اطلاق النار وقد أشارت وزيرة الخارجية الامريكية بأنها لن تسمح بالعودة الى ماقبل هذه الاحداث!!2

من حديث الامين العام لحزب الله ومن إشارات وزيرة الخارجية الامريكية بما أسمته مخاضا لشرق أوسط جديد يتبين أن المعركةهي بين حزب الله والولايات المتحدة بصورة غير مباشرة

السؤال الى متى تبقى الولايات المتحدة على هذه الحال؟

قد لاتلوح في الافق بوادر تدخل أمريكي مباشر بعدوان على لبنان حتى هذه اللحظة ولكن مع الفشل المستمر لحليفتها ميدانيا وسياسيا قد يدفعها الى التدخل مباشرة لحسم هذه الحرب وما يعيق هذا التدخل امور منها:

أولا: ان تل |أبيب مازالت لاتريد التدخل المباشر من واشنطن لحسابات تخص الشأن الداخلي وحسابات تخص الشأن التفاوضي مع العرب مستقبلا.

ثانيا: مايزال الوضع الامريكي الداخلي مرتبكا نتيجة الضغوط التي يمارسها اعضاء الحزب اليمقراطي لاحراج الادارة الحالية وقرب الانتخابات الامريكية لاعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الامريكي وهو سلاح ذو حدين اذ قد يدفع هذا الامر الى امر خارجي كبير يلفت الانظار عن ما يسمى بالفشل في العراق. 

ثالثا:عدم جاهزية الولايات المتحدة بنقل القوات البرية الى هذه المنطقة والضربات الجوية لاتأتي بجديد مع ما تقوم به القوات الاسرائيلية في هذا المجال.

رابعا: المخاوف التي قد تحدثها مثل هذه العملية من خلط الاوراق في المنطقة مما لم تحسبه حتى هذه اللحظة وقد حذر المحلل البريطاني روجر هاردي حيث قال في تعليقه على تطورات الاحداث لمحطة البي بي سي البريطانية :(ان الشرق الاوسط يواجه مستقبلا مجهولا)3

خامسا: المبررات القانونية لمثل هذه الحرب وهذا التدخل، فحتى هذه اللحظة وبالرغم من إدراج حزب الله في لائحة الارهاب الامريكية الا أنه لم تُسجل الولايات المتحدة أي نشاط إرهابي لحزب الله خارج حدود لبنان منذ العفو اللبناني الذي صدر بعد إتفاق الطائف.

ولم تستطع الولايات المتحدة تفعيل قضايا المطلوبين عماد مغنية و حسن عزالدين وعلي عطوى)المتهمين بالمشاركة في الهجوم على مقر مشاة البحرية الامريكية عام 1983 وكذلك محمد حمادة المتهم بخطف طائرة عام 1985_دي دبليو _وقُتل فيها أحد أفراد مشاة البحرية صادف تواجده على الطائرة اثناء العملية. 

وقد قضى مدة الحكم في السجون الالمانية ورفضت المانيا تسليمه الى الولايات المتحدة وعاد الى لبنان وكذلك رفضت الحكومة اللبنانية تسليمه والاخرين بحجج عديدة لم تقنع الولايات المتحدة إلا أنها لم تُفعل هذه القضايا لاسباب لست بصدد مناقشتها في هذا المجال.

ولكن هل تحتاج الولايات المتحدة لاسباب قانونية للمشاركة في  العدوان على لبنان؟

لقد عودتنا الولايات المتحدة على فعل ماتستطيع فعله اذا ما تورطت (اسرائيل ) في حروبها مع العرب ومع استمرار الحرب دون نتيجة ترجح كفة تل أبيب لفرض شروطها قد يدفع بالولايات المتحدة الى المشاركة عسكريا وستجد مبررات عديدة لهذا الفعل في ظل تأييد عربي ودولي لما تقوم به تل أبيب.

[email protected] 

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 3/تموز /2006 -8/رجب/1427