بين رافضي ومؤيدي زيارة المالكي للولايات المتحدة ثمة رؤية اُخرى

عبدالامير علي الهماشي

   لاشك ان الحظ لم يحالف السيد نوري المالكي في زيارته للندن وواشنطن بسبب اندلاع القتال بين المقاومة الاسلامية في لبنان والدولة العبرية..

فقد اُثيرت النقاشات واُطلقت الدعوات لالغاء أو تأجيل هذه الزيارة بسبب الهجوم التدميري على لبنان والتأييد الامريكي المطلق لهذا التدمير ومنع المجتمع الدولي من التدخل لايقاف النزيف الدموي والاستهلاكي لكل ما يساعد على الحياة في هذا البلد...0

وقد تطرف المحتجون والمؤيدون لزيارة رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن ولكل منهما حجته في ذلك وقبل أن نبين الرؤية الوسط لابد من القول أن اصحاب الاراء هم من الطائفة الشيعية الذين يرون في رئيس الوزراء السيد نوري المالكي رئيس وزراء للشيعة فقط وليس لكل العراقيين !!! لذلك لن اُناقش بقية الاراء 

أولا: المعترضون

يرى هؤلاء المعترضون والمطالبون بالغاء الزيارة أن الولايات المتحدة قد ساندت (الدولة العبرية) في هجومها على حزب الله(لبنان)وبما أن نوري المالكي ينتمي للطائفة الشيعية فعليه أن يساند شيعة لبنان  وأقل ما يمكن فعله هو إلغاء  زيارته الى واشنطن!!!!!!!!!!0

لإن أبناء الطائفة تربطهم عقيدة وهدف واحد وما يصيب أبناء الطائفة في لبنان وغيرها يصيبنا وما تكسبه سيدر على الطائفة في العراق وهكذا دواليك

ويحلل اصحاب هذا الموقف العملية بأنها إستهداف لكل الشيعة في العالم وهي خطة مبرمجة للقضاء عليهم قد إبتدأت بوادرها في العراق بطريقة مخفية فقد ظهرت بطريقة واضحة في جنوب لبنان وبيروت وستمتد الى جميع المناطق.....0

وعليه فإن المالكي لابد له من رفض الزيارة ليتأسى بإئمة أهل البيت برفضه للظلم فزيارته تمثل إقرارا وموافقة للدعم الذي قدمته وتقدمه واشنطن لتل أبيب!!!0

وتطرف بعض أصحاب هذا الرأي وربطوا بين الخيانة والزيارة على أنها تمثل خيانة للامة الاسلامية عامة وللطائفة الشيعية بصورة خاصة!!!!!!!0

ثانيا :المؤيدون

يرى هؤلاء أن شيعة العراق كانوا دوما كبش الفداء للاخرين ومع ذلك تلاحقهم نعوت (شيعة الكوفة) أينما حلوا مع أبناء الطائفة من البلدان الاخرى ...0

وقد نُسيت قضيتهم ومحنتهم أيام الطاغية وخصوصا من (حزب الله) حيث الاولوية كانت لسياسة الحزب وتوازناته في العالم العربي.

وقد اُستقبل الصحاف في لبنان دون إعتراض من الحزب بُعيد استشهاد محمد صادق الصدر

 ولم يقم الجهاز الاعلامي للحزب من خلال تلفزيونه المنار) بالاشارة الى محنة شيعة العراق طيلة الفترة التي كان  الطاغية مسلطا سيفه على رقاب العراقيين

وأجرت فضائية المنار لقاءات مع المسؤولين العراقيين ومنهم (ناجي صبري)وزير الخارجية في ذكرى استشهاد محمد باقر الصدر ولم تُشر الفضائية المذكورة الى ذكرى شهادته طوال الفترة الماضية إلا بعد سقوط الطاغية!!!0

وتجاهل خطاب حزب الله كثيرا محنة أبناء المقابر الجماعية وطالب الامين العام بمصالحة الطاغية حيث يتصالح القاتل مع المقتول لرص الصفوف بين الجماهير والحكام لمواجهة العدو التقليدي !!!!0

وبعد سقوط الطاغية لعبت (المنار) النافذة الاعلامية لحزب الله دورا كبيرا في إيذاء مشاعر أبناء المقابر الجماعية ولطالما وصفت الارهابين بالمقاومين وكان قتيل الفلوجة شهيدا، وضحية النجف قتيلا في نشرات الاخبار!!!!!!

فيرى أصحاب هذا الرأي أننا غير ملزمين باحد وعلى شيعة العراق أن ترى مستقبلها في قضية تقديم الاولى كما هي سياسة الحزب!!!!!!!!!!

ثالثا :الرأي الوسط البين بين

لاأعتقد أن المالكي سيعدل عن زيارة واشنطن لانه يمثل جميع العراقيين عربهم وأكرادهم مسلميهم ومسحيهم وبقية الاديان،سنتهم وشيعتهم وكل الطوائف الاخرى هذا أولا.

أما ثانيا :عند قراءة المصالح المترتبة من هذه الزيارة على العراقيين يمكن أن نجد الاعذار ولايمكن الحديث في السياسة على الطريقة العشائرية ولايمكن غلق الابواب أمام مستقبل العراق وادخاله في نفق أشد ظلاما مماهو فيه.

ثالثا: المالكي وحكومته كانوا من السبّاقين الى إدانة العدوان على لبنان وهو ما لفت انتباه المسؤولين الامريكان حتى عبر أحدهم بانه حر ويعبر عن رأيه كرئيس حكومة لدولة مستقلة، وان الحكومة العراقية  تبرعت بمبلغ 130_150 مليون دولار أمريكي  شعورا بالمسؤولية تجاه الشعب اللبناني الشقيق.

رابعا: ولاتعني زيارة المالكي تأييدا لما يراه الفريق الثاني وما تصريحاته واتصالاته بالمسؤولين اللبنانيين إلا دليلا على مواساته ومواساة الشعب العراقي حسب ظروفه الموضوعية التي يمر بها بلده العراق.

ان الحسابات السياسة لابد لها من الابتعاد عن المواقف الانفعالية و من غير المنطقي أن نتعامل بلونين فقط ونترك خمسة ألوان اخرى لغيرنا.

المالكي يزور واشنطن شعورا بالمسؤولية تجاه أبناء وطنه دون تخليه عن إلتزاماته تجاه الاشقاء في لبنان.

وبعيدا عن التطرف في الاراء نعيش محنة لبنان ولاننسى محنتنا وبعيدا عن مزايدة المزايدين ندعم لبنان بكل ماتسمح به ظروفنا في الوقت الحالي ولانتخلى عن مسؤولياتنا الوطنية والعربية.

[email protected]  

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  29/تموز /2006 -3  /رجب/1427