تلاميــــذ الشيطــــان

د. وليد سعيد البياتي

شيطان اليمن

علي عبدالله صالح، نسخة اخرى مشوهة من طواغيت العصر الحديث ودكتاتوريات العرب، هو الاخر احد تلاميذ مدرسة البعث، تربى في احضان عفلق والبكر، ثم صاحب شيطان عصرة صدام ليشرب تعاليمة المنحطة وافكارة المتردية في كره كل ماهو اسلامي اصيل وشيعي خاصة، والحديث عنه وعن قزم الاردن يصب في مجرى واحد، لكن شيطان اليمن يريد ان يتفرد بعد ان ضعفت سلطة الطواغيت اثر الضربات المدمرة التي ما انفكت تنهال على رؤوسهم الخاوية من كل شيء الا من الحقد المستمر على الشيعة، فاذا كان قزم الاردن قد فرش البساط الاحمر لابنة الطاغية مادامت قد فتحت له حساباتها وغير حساباتها كما سنذكر بعد حين، فان طاغية اليمن الرفيق الاوحد علي عبد الله صالح قد جعل من صنعاء برميلا للقمامة يتجمع عليه وحوله ذباب البعث ليتم تلويث مابقي طاهرا في المجتمع اليمني الاصيل، وليقول لنا ان البعث الكريه باق برائحته العفنة وبكومة النفايات ولو بنكرات الرجال من امثال عزت الدوري، وصدق الشاعر اليمني الاصيل عبد الله البردوني حين قال مخاطبا ابي تمام في الفيته التي اقيمت في العراق وقتها فصدح: (ماذا احدث عن صنعاء يا ابتي... مليحة عاشقاها السل والجرب).

 هكذا اراد اليمن ليتمكن من حكمها واذلال رجالاتها، يمكن له ان يقدم لنا من التبريرات مايشاء، يمكن له ان يخدعنا ببعض التصريحات العتيقة التي تتلبس لباس العروبة مرة، والمروءة اخرى، يمكن له ان يقسم لنا بما يعتقدة من الالهة ان الزرقاوي بريء وصدام كان انسانا شريفا طاهر السريرة، وان عزت الدوري يملك قلب طفل ولد توا، ولكن قبل ان نبحث في تصديق مقالته نطرح عليه تساؤلا في غاية البراءة ونحن نقول: "يارجل اليمن الاوحد الم تملأ عينيك الاف الجثث المقطعة الرؤوس كما هي على عهد بني امية دائما منذ عهد الحسين بن علي عليهما السلام، وقبلها كما فعل خالد بن الوليد بمالك بن نويرة؟؟ الم تتلطخ يداك بالدماء الزاكية التي انتهكها البعث سابقا والقاعدة لاحقا؟؟ ألم تزكم انفك رائحة الجرائم التي ترتكب باسم البعث في كل يوم في العراق وبايدي من انت تبسط عليهم غطاء حمايتك؟؟ ألم ترتعش فرائصك للعذارى الذين رضيت ان تنتهك حرماتهم واعراضهم برعايتك للقتلة؟؟ بالتأكيد لم تهتز لك شعرة واحدة، وبالتأكيد انك لاتشعر بوجع الندم، فالندم الطريق الى الطهارة اما انت فمن اين لك ان تندم، فكل الذين يقتلون وتقطع رؤوسهم هم من الشيعة!! كل الاعراض التي انتهكت هي اعراض شيعية!! وكل الدماء التي سالت هي دماء شيعية!!، فما ضيرالشيعة لو ذبحوا وقتلوا وانتهكت اعراضهم واستبيحت نسائهم، مادام كل ذلك سيعني توطيد عروش بعض الظلاميين والجبابرة من امثالك؟! بالتأكيد ان للتاريخ احكاما ومواقف اخرى اكثر انسانية من بذاءات البعث واحلاف الشيطان، فللدماء طلاب ثأر، والجهلة فقط هم من تجاوزوا عبر التاريخ، فتجاوزهم التاريخ نفسه ورمى به في صناديق القمامة حيث امثالهم من عفن اشباه الرجال، فللرجولة قيم لا ينال شرفها اتباع مدرسة ابي جهل، وابي سفيان، واذا كان لهولاء بعض الشأن فأي شان لكم؟؟

 

قزم آخر

عبد الله بن الحسين، اسم يحمل معان كبيرة لا تتناسب وفأر، ولكن من اين العجب فالفأر لا يلد فيلا، والابن على سر ابيه عمالة، وخيانة والمزيد من الوصولية والانتهازية، واللهاث وراء جيوب الاخرين، والسقوط على فتات الموائد كالذباب، وبالتأكيد فان ابنة الطاغية قد لوحت له بملياراتها وهو الباحث في جيوب الاخرين وجدها فرصة كذبابة هوت على بقعة عفن، واللغة العربية تعج بمصطلحات النخوة والانسانية والاسلام والتي لايدرك معانيها ولا قيمها فأر مثل صاحبنا ولكن لا بأس ان يتشدق بها امام عدسات التصوير لينال بها شرفا لا يستحقه، ومادامت ابنة الطاغية تمول مشاريعه الفاسدة، فهو مرتاح الضمير ولاضير ان يقتل كل يوم بضعة مئات من الشيعة وان تنتهك اعراضهم، مادامت المشاريع التدميرية تنجز والاموال تتدفق في الحسابات المصرفية، ان الكتابة عن فأر لاتستحق مجهودا من الكتاب فأشباه الرجال لا يحتلون سوى بقعة تافهة في تاريخ الانسانية حتى وان تتلمذوا على يد الشيطان نفسه .

 

حكاية قديمة جديدة

 في كل مرة يظهر فيها ابن لادن او الظواهري في فيلم، في كل مرة تخرج علينا بمشاهد لذبح الشيعة في العراق وتفجير الاجساد والمساجد، في كل مرة ينعق فيصل القاسم مباركا لفيلم ارهابي يعرضه بالكثير من الفخر، وكأنه يقول لنا كل ذلك نكالا في الشيعة!! كل ذلك حقدا على علي بن ابي طالب، في كل مرة تنبت الاسئلة في حنجرتي حسكا، ويهدر السؤال كعاصفة: من اين للجزيرة كل هذه الافلام؟! واية ثقة يمنحها ارهابيون مثل ابن لادن والظواهري والزرقاوي المقبور وغيرهم كثير لهذه القناة؟! ما هي حلقات الوصل بين هؤلاء وهؤلاء؟!

 اسئلة كثيرة تنبت كالخناجر، وفي كل مرة اجد الجواب حاضرا في اعماق ذاكرتي: اليس هم من مدرسة واحدة!! أليس هم من خلص تلامذة ابليس!! وهنا اتوقف عن البحث في اصول تلك العلاقة بين الارهاب والارهاب، بين الذبح بالسكين والذبح بالقلم، اكتشف ذلك الترابط بين الفكر الظلامي والفعل الاجرامي، ان مجرد اتهام الجزيرة بنصرتها للارهاب لا يكفي، بل يجدب تقديمها باعتبارها مشاركة فعلية في كل عملية ارهابية تقع في العراق وتنال من الشيعة الابرار، إن محاكمة جزيرة الفيل المترهل ستأتي من قبل الكتاب والاعلاميين قبل القضاة وستصبح عندها الاقلام الحرة والكلمة الشريفة احد من السيوف الهندية،  وسيصدق قول ابي تمام: (السيف اصدق إنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب) إن الجزيرة احدى جراثيم الاعلام الحديث تحركها مركبات النقص، وهنات الضغائن القديمة التي ما انفكت تطعن في اهل البيت الاطهار تاريخا وعقيدة وولاء، والدماء الشيعية منذ كربلاء الحسين ستغرق بالتاكيد كومة العفن هذه.

 [email protected]    

المملكة المتحدة – لندن  

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  13/تموز /2006 -15  /جمادي الاخرى/1427