أربع وصايا لمن يرغب في شراء كتاب

بقلم: بشير البحراني

1-  أهمية الكتاب:

     قبل أن تُقدم على شراء أي كتاب من مكتبة ما؛ افهم قيمة الكتاب وأهميته ومدى ضرورة قراءته، وابعد عنك الثقافة التي تقول: إن دور الكتاب هامشي لا يجب الاكتراث به في ظل ثورة المعلومات الإلكترونية وعصر العولمة الثقافية الذي نحياه. لا تشترِ كتاباً وغايتك منه وضعه فوق الرفوف فحسب، أو لجعله ديكوراً ولوحة فنية لغرفتك الخاصة، واعلم أن الكتاب أقدس من كل ذلك.

2-  اختر الكتاب المناسب:

     اذهب إلى المكتبة، واختر كتاباً تستفيد منه وتستثمر أفكاره، بحيث يزيدك علماً وثقافة أو يُقوِّم سلوكاً لديك. اختر الكتاب الذي يوسّع تطلعاتك ورؤاك، ويفتح لك آفاقاً جديدة.. لا تتعلق بكاتب الصفحات أو جمالية الغلاف على حساب الاستفادة من المضمون، وليكن اختيارك مبنياً على أساس الحاجة للكتاب لا لارتباطك أو تعلقك بالمؤلف، واحرص على ألا تكون من أولئك الذين لا يطالعون كتاباً إلا من أجل رموش كاتب سطوره، ولا يهمهم: فهموا واستفادوا مما كتبه أم لا!! فـ"ليست العبرة فيمن قال، وإنما فيما قيل".

3-  اقرأ الكتاب جيداً:

     ما بين يديك كتاب، والكتاب يُشرى ليقرأ لا ليُركن، فاعمد إلى انتقاء أوقات مناسبة لقراءته قراءة جيدة ومثمرة، فمثلما ترغب في مشاهدة مباراة فريقك المفضل بالشكل الذي لا يعيق عليك متابعة أحداثها، عليك أيضاً قراءة الكتاب في وضع ملائم وهادئ، بحيث يمكنك أن تعيش مع أفكار الكاتب وتتنفس أنفاسه مع كل حرف من حروف كلماته.

     فكّر جيداً مما ستجنيه أنت وعائلتك جراء قراءة كتاب يحمل فكراً إيجابياً، فكم من أسرة تطورت إلى الأفضل بفعل كتاب؟ وكم من رجال عُرِفُوا بفضل كتاب؟

4-  ابدأ المرحلة العملية:

     بعد انتهاءك من قراءة الكتاب، ضعه جانباً بشكل محترم، ولا تدعه في متناول أطفالك، يُدْعك تحت أرجلهم، ويتمزق بين أيديهم. ولكن احذر أن ينتهي دور الكتاب بمجرد إغلاقك غلافه الأخير، فأنت الآن أمام المرحلة العملية..

     اعمل عقلك لحظات -ولو بسيطة-، وتساءل: ماذا استفدت من الكتاب؟ وماذا أراد الكاتب أن يوصله لي؟ هل هناك ما أضيفه إلى بنيتي المعرفية؟ وهل يمكنني إفادة غيري مما عرفته؟ وهل باستطاعتي تغيير تفكيري وشيئاً من حياتي إلى الأفضل إثر ما قرأته؟

     تأكد تماماً أنك لم تخسر من قراءتك للكتاب، فحالك أفضل من الذي لا يقرأ بتاتاً، ذاك يأكل الساندويتش ليكبر بطنه، وأنت تقرأ الكتاب ليكبر عقلك.. وفقني الله وإياك إلى التهام أكبر عدد من الكتب، {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس  29/حزيران /2006 -2  /جمادي الاخرى/1427