القيادات الدينية الشيعية تعتبر مقتل الزرقاوى خطوة نحو القضاء على الإرهاب

 

 عبر ائمة وخطباء صلاة الجمعة في المساجد الشيعية عن املهم بتحسن الوضع الامني في العراق بعد مقتل ابو مصعب الزرقاوي الذي كان اعلن "الحرب الشاملة" على الشيعة في العراق.

وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد) خرج المئات من المصلين بتظاهرة عقب الصلاة ليجوبوا الشارع الرئيسي وسط المدينة احتفالا بمقتل الزرقاوي رافعين صورا لمراجع الدين الشيعة وفي مقدمتهم اية الله علي السيستاني.

وهتف المتظاهرون معبرين عن فرحهم بالقضاء على زعيم تنظيم القاعدة "ثارك ثارك يا شهيد هو القضى على العتيد" في اشارة الى مقتل المرجع الشيعي محمد باقر الحكيم في هجوم بسيارة مفخخة في النجف في تموز/يوليو 2003.

وقال صدر الشيخ صدر الدين القبانجي المقرب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم ان "العراقيين استبشروا بخبر مقتل الزرقاوي ولنقل مرة اخرى كما قلنا سابقا ان الزرقاوي يمثل واجهة من واجهات الارهاب".

وحمل القبانجي في خطبته في النجف حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل مسؤولية نشاط القاعدة في العراق قائلا "لو لم تجد القاعدة حاضنة ارهابية واياد واصابع ارهابية وهم البعثيون لما استطاعت ان تتغلغل في العراق".

واضاف "يجب اقتلاع هذه الحاضنة من جذورها فاذا لم نطهر العراق من البعثيين ومن قذارتهم فلن ينفعنا مقتل الزرقاوي او غيره".

من جانبه هنأ ممثل رجل الدين الشاب مقتدى الصدر في مدينة الكاظمية (شمال بغداد) الشيخ حازم الاعرجي الشعب العراقي خاصة والمسلمين عامة بمقتل ابو مصعب الزرقاوي. وطالب الاعرجي في خطبة صلاة الجمعة من صحن الامام موسى الكاظم بان "يتوحد الشعب العراقي شيعة وسنة ضد الفكر التكفيري" في اشارة الى النهج الذي اختطة تنظيم القاعدة.

وفي مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) اعتبر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني في خطبته من صحن الامام الحسين ان "القضاء على العناصر الارهابية خطوة مهمة على طريق تخليص العراقيين من جرائم الذبح والقتل والخطف والتهجير والارهاب". وطالب بوضع "خطة للقضاء على الارهاب من جذوره ومعالجة اسبابه لكي ينعم العراق بالامن والاستقرار ويتقدم".

واكد الكربلائي بانه "لابد من تعاون كل الاطراف الاقليمية والدولية لمعالجة ظاهرة (الارهاب) لان شرها بدأ يعم الجميع".

وناشد ممثل المرجع الشيعي رجال الدين والمثقفين في العراق القيام ب"حملة توعية وتثقيف لشرح وتفسير المنهج التكفيري (...) وابتعاده كل البعد عن النهج القرآني والفكر المحمدي الاصيل". وشدد على ضرورة ان "يتولى العراقيون السيادة التامة على بلدهم والسعي لمنع اي تدخل اجنبي في العراق وخاصة في المجال السياسي والامني والاقتصادي والثقافي لكي يسمح للعراقيين ان يعالجوا ازماتهم ومشاكلهم بشكل مستقل".

كما طالب الكربلائي القوى السياسية العراقية "باعتماد الحوار كوسيلة اساسية لحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن العنف لانه لا يؤدي الا الى العنف".

واكد في الوقت نفسه بانه " لا بد من مشاركة جميع اطياف الشعب العراقي في العملية السياسية ليتحملوا سوية المسؤولية في تخليص الشعب العراقي من الاهارب والدمار والتهجير والاقصاء السياسي".

من ناحيته حمل الشيخ علي النعماني المقرب من التيار الصدري في خطبة صلاة الجمعة في مدينة الصدر (شرق بغداد) قوات الاحتلال الاميركي مسؤولية "تدهور الوضع الامني وعمليات القتل المنظم".

واعتبر ما يحدث من عنف في العراق "عملية تنظمها قوات الاحتلال الاميركي تهدف لارباك عمل الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي".

وكان الزرقاوي اعلن "الحرب الشاملة على الشيعة الروافض" في العراق متهما اياهم ب "ابادة" السنة وتبنى تنظيمه عدة اعتداءات استهدفت الشيعة.

ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى فى العراق السيد علي السيستاني فى خطبة الجمعة في كربلاء اليوم دول الجوار للعراق إلى التعاون من أجل تحقيق الإستقرار فى العراق، معتبرا مقتل أبومصعب الزرقاوى خطوة على طريق التخلص من الإرهاب.

وإعتبر أن "مقتل الزرقاوي يمثل خطوة على طريق تخليص الشعب العراقي من جرائم القتل والذبح والتفجير وقطع الرؤوس."

وطالب دول الجوار بالتعاون ضمن خطة لمعالجة الإرهاب من جذوره لتحقيق الإستقرار ، وقال "لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا من خلال تعاون الدول الإقليمية لأن الدمار سيعم على الجميع ."

وأضاف أن "هذه الخطة تتطلب أيضا بيان خطأ منهج المذهب التكفيري لان هذا المنهج وفر الأرضية للإرهابيين لقتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وتفجير المراقد المقدسة والمساجد وموظفي الدولة والطلبة وعناصر الامن."

وأوضح أن "الخطة تتضمن ايضا القيام بحملة تثقيفية يقوم بها رجال الدين والمثقفون ورجال الفكر لبيان الاختلاف من الفكر التكفيري لأنه يؤدي الى تشويه سمعة الاسلام وتهشيم النسيج الاسلامي وسيؤدي الى تراجع الحضارة الاسلامية على المستوى الاخلاقي والاجتماعي."

وقال "إن امرا آخر يجب القيام به هو توفير المناخ الصالح للبناء وترك العراقيين يبنون بلدهم وان يعي الآخرون ممن لا يريدون الإستقرار للعراق ويبحثون عن تصفية حساباتهم على أرض العراق أنهم سيخسرون..إضافة إلى إعتماد الحوار والكلمة وسيلة لحل المشاكل والاختلافات."

وطالب "بمشاركة الجميع من أطياف الشعب العراقي من كل مذاهبه وقومياته وكياناته السياسية في العملية السياسية وتحمل المسؤولية لكي يتخلص الشعب العراقي من العمليات الارهابية والقتل والتهجير، وتجنب مذهب الإقصاء لأي من الكيانات السياسية مهما كان إلا إذا كان إرهابيا ليشعر الجميع أن لهم دورا في بناء وطنهم."

وعبر الشيخ علي النجفي، نجل آية الله الشيخ بشير النجفي أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف الأشرف لوكالة أنباء(أصوات العراق)المستقلة "نأسف أن يبقى فرد من العرب في طغيانه إلى أن يقتل ويموت ميتة سيئة."

وأضاف " ينبغي أن نعلم أن هذا ليس نهاية الطريق بل هذه بداية طريق القضاء على الإرهاب."

وتابع " نعتقد ـ كشيعة ـ أن الزرقاوي كما الطاغية صدام، لا يؤمن بمبدأ أو مذهب ويدعي الإنتماء إلى طائفة ولكن واقع عمله غير ذلك مطلقا. ".

وأعرب عن أمله في أن "يلتفت أبناء الشعب العراقي المظلوم إلى ما يريده أو تريده القوات الدخيلة على العراق من قوات إحتلال وغيرها التي تحاول الإصطياد دائما فى الماء العكر في محاولة منها لتفريق وحدة أبناء هذا الشعب."

وقال "كانت ستكون الفرحة أكبر لو أن القوات العراقية هي التي ألقت القبض على الزرقاوي أو قتلته."

فيما قال صاحب العامري، الأمين العام لمؤسسة شهيد الله والقيادي في التيار الصدري "هذه خطوة أولى من قبل الحكومة العراقية للقضاء على الإرهاب، وفرحتنا الكبرى هي جلاء قوات الإحتلال من العراق."

فى الوقت نفسه ،أبدى أهالي النجف فرحتهم بالإعلان عن المناصب الأمنية الثلاثة أمس والذى تزامن مع الإعلان عن مقتل الزرقاوى.

وقال الشيخ موسى فرحان( أحد أساتذة الحوزة) "إن نبأ مقتل الزرقاوي وإعلان أسماء الوزراء الثلاثة لشغل المناصب الأمنية في الحكومة هو بمثابة نصر كبير للشعب العراقي وخطوة كبيرة للأمام. "

وحمل السيد صدر الدين القبنجي إمام وخطيب الجمعة فى النجف اليوم البعثيين فى العراق مسؤولية توفير البيئة الآمنة لأبو مصعب الزرقاوى زعيم مايسمى "تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين" لإرتكاب جرائمه، وقال إنهم "أصل الإرهاب فى العراق".

ودعا القبنجى الحكومة العراقية إلى "ملاحقة البعثيين فى العراق وإيداعهم المعتقلات وعدم إطلاق سراحهم."

وقال صدر الدين القبنجى ،القيادى فى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية فى العراق، فى خطبة الجمعة في الحسينية الفاطمية في النجف اليوم" إن الزرقاوي طفيلي على المجتمع العراقي، ورغم كونه مجرما إلا أن أصل الإرهاب هم البعثيون الذين وفروا له بيئة آمنة للتحرك ولولاهم لما استطاع تنفيذ جرائمه."

ودعا إلى "إعدام البعثيين الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخراً في النجف علنا في ساحة ثورة العشرين." لأنهم على حد تعبيره "مجرمون ما لم تثبت براءتهم".

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   10/حزيران /2006 -12 /جمادي الاول/1427