اسلاميون الانترنت: الف زرقاوي سيظهر.. حماس تنفي اصدار بيان ينعي الزرقاوي

  نفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الجمعة انها اصدرت بيانا ينعي مقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق لكنها اشادت به باعتباره رمزا لمقاومة الاحتلال.

وتلقت رويترز بيانا يوم الخميس يقول ان حماس تنعي الزرقاوي الذي قتل في ضربة شمالي بغداد شنتها طائرات حربية امريكية يوم الاربعاء.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس يوم الجمعة ان حماس لم تصدر أي بيان في هذا الشأن.

وقال ايضا ان حماس تكرر موقفها الداعم لكل حركات التحرر وأولها حركة تحرير العراق التي كان الزرقاوي أحد رموزها في مواجهة الاحتلال الامريكي.

وشكلت حماس الحكومة الفلسطينية في مارس اذار بعد فوزها في الانتخابات.

وكانت حماس التي تصفها الولايات المتحدة واوروبا بأنها منظمة ارهابية قد نأت بنفسها في السابق عن اعمال العنف التي تنسب الى تنظيم القاعدة وان كانت قد استخدمت هجمات انتحارية مماثلة خلال الانتفاضة الفلسطينية.

وتواجه حكومة حماس مقاطعة مالية عالمية عرقلت السلطة الفلسطينية اقتصاديا في اطار ضغوط تمارس عليها لكي تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل الاتفاقات السابقة.

وقال البيان "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) جماهير شعبنا الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية والاسلامية الاخ المجاهد البطل المرابط أحمد فاضل النزال الخلايلة (أبو مصعب) الذي استشهد على أيدي عناصر الحملة الصليبية الشرسة التي تستهدف جميع ربوع الوطن العربي ابتداء من أرض الرافدين."

هذا وانهالت التعليقات في المنتديات الاسلامية على شبكة الانترنت على مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي مطالبة بالانتقام لمقتل المتطرف الاردني ومؤكدة ان "الف زرقاوي" سيظهرون لمتابعة "الجهاد".

وكتبت مجلة "صدى الجهاد" وهي نشرة تصدرها على الانترنت مجموعة من المناصرين والمتعاطفين مع القاعدة "انا نؤكد لاعداء الله ان استشهاد اميرنا رحمه الله لن يفك في عضد الامة ولن يغير شيئا من الامر ولن يكون الا نارا على اعداء الله في كل مكان وابو مصعب عندنا منه الوف بفضل الله".

و"اضافت المجلة "فليفرح الصليبيون او لا يفرحوا لان يوم القصاص منهم قريب جدا". وبدأت تظهر هذه التعليقات بعيد اعلان رئيس الحكومة العراقي نوري الماكي الخميس عن مقتل الزرقاوي في عملية اميركية عراقية في شمال مدينة بعقوبة (شمال بغداد) نفذت ليل الاربعاء.

ودعا بيان آخر موقع باسم "الشباب المسلم في فلسطين" "الاخوة في تنظيم القاعدة في العراق الى ضرب اعداء الله في سائر انحاء العالم بدءا من افغانستان والشيشان والعراق وفلسطين".

واضاف البيان "نقول للاعداء ان دعوة الاسلام دعوة غراء يرتقي فيها القائد ليخلفه مئات الالوف من القادة وها نحن في فلسطين قدمنا قادتنا في الصف الاول امثال الشيخ احمد ياسين (الزعيم الروحي السابق لحركة حماس) والدكتور عبد العزيز الرنتيسي (القيادي السابق في حركة حماس) وغيرهم من القادة".

اما الاسلامي الكويتي المعروف في المنتديات الاسلامية حامد بن عبدالله العلي فلم ينتظر تاكيد مقتل الزرقاوي من تنظيم القاعدة "ليزف خبر استشهاده". وكتب "استشهد الزرقاوي فيا سماء زغردي وابشروا بالنصر (..) فيا اهل الجهاد ابشروا والله بالنصر المؤزر القريب في العراق بعد هذه البشرى باستشهاد الزرقاوي". واضاف "ويا اهل الصليب ترقبوا والله عن قريب الهزيمة والذل والصغار الذي سيفرح الله به الاسلام واهله".

ونعى عدد كبير من مستخدمي الانترنت الاسلاميين الزرقاوي واحيانا بقصائد طويلة. وكتب "ابو كنانة" في قصيدة رثاء للزرقاوي "نعم قد قتل الاسد الهمام والقائد الضرغام فان قتل الزرقاوي ففي امتنا مليون مليون زرقاوي". واضاف "الامة لا زالت بخير فان استشهد الزرقاوي فسيخرج من بعده الف الف زرقاوي".

وفتحت في بعض المواقع "سجلات تعزية" واخرى "للتهنئة" فيما دعا بعض ناشري المقالات على الانترنت الى اقامة صلاة الغائب عن نفس الزرقاوي في المساجد.

كما نشرت مواقع اسلامية صور الزرقاوي ومقتطفات من الشريط الوحيد الذي ظهر فيه في نيسان/ابريل الماضي والذي توعد فيه بهزيمة الولايات المتحدة. الا ان جميع المشاركين في المنتديات الاسلامية لم يثنوا على الزرقاوي.

وقال احدهم "الزرقاوي يوغل في كبره وغروره ويغمس يديه في دماء اهل السنة الطاهرة والجماعات السنية الاساسية من المجاهدين السنة (..) يسوؤها ما يقوم به هو وجماعته من عمليات القتل العشوائي والاعتداء والتفجيرات البربرية في سائر انحاء العراق". واضاف "اهل السنة العرب الشرفاء في العراق ينفضون يدهم من الزرقاوي ويتبرأون منه".

وذكرت وكالة انباء تتخذ من باكستان مقرا لها يوم الجمعة أن الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الافغانية تعهد بألا يضعف مقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق الجهود الإسلامية ضد "القوات الصليبية".

ونقلت وكالة الانباء الإسلامية الأفغانية عن الملا عمر قوله في بيان "أبشر المسلمين في أنحاء العالم بان المقاومة ضد القوات الصليبية في أفغانستان والمناطق الأخرى بالعالم الإسلامي لن تضعف."

ولم تذكر وكالة الأنباء كيف حصلت على البيان المنسوب للملا عمر الذي يعتقد أنه مثل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مختبيء في مكان ما بمنطقة الحدود الوعرة بين أفغانستان وباكستان.

ووصف ابن لادن الزرقاوي وهو في أواخر الثلاثينات من العمر بأمير القاعدة في العراق والذي أصبح رمزا للعمليات المسلحة للمتشددين ضد الاحتلال الأمريكي.

وقال الملا عمر انه "وجميع الأخوة بحركة المقاومة المقدسة في أفغانستان" يعبرون عن عميق حزنهم لمقتل الزرقاوي.

وأضاف "استشهاد الزرقاوي لن يضعف حركة المقاومة في العراق. الكثيرون والكثيرون من الشبان يمكنهم أن يصبحوا الزرقاوي... بل ان الخلفاء يمكن أن يكونوا أقوى منه."

وكان الزرقاوي مصدر إلهام لعدد كبير من المتشددين من أنحاء العالم العربي للمشاركة في تفجيرات انتحارية في العراق.

وقال محللون باكستانيون ان مقتل الزرقاوي لن يضعف التمرد الذي تخوضه طالبان وأنه قد يشعل مزيدا من العنف.

وقال المدير السابق للمخابرات الباكستانية حامد جول "لن يكون هناك اي تأثير على انشطة طالبان على الإطلاق."

وأضاف "الاستشهاد يمنح حركة المقاومة قوة دفع أكبر لأنهم يعتقدون أنهم يكافأون."

وأضاف الكاتب أحمد راشد الخبير في شؤون طالبان "أخشى وقوع عمليات قتل انتقامية ليس فقط في العراق ولكن ربما في أفغانستان أو باكستان."

غير أنه قال ان الزرقاوي كان مفيدا جدا في اقامة اتصالات بين المقاتلين في أفغانستان وفي العراق وأن ذلك قد يكون محل شك حاليا.

واضاف "نحن لا نعرف حقيقة ما إذا كانت تلك الصلة ستستمر.. وهل كانت مقامة بشكل مؤسسي مع جماعة الزرقاوي."

وقال راشد ان من غير المحتمل أن يساعد مقتل الزرقاوي في مطاردة ابن لادن. وأضاف أن عدد القوات الأمريكية التي تتعقب ابن لادن أقل بكثير من عدد القوات التي كانت تتعقب الزرقاوي كما أن التضاريس الأفغانية أشد وعورة.

وفي باكستان حيث يتمتع المتشددون من امثال الزرقاوي وابن لادن بتأييد كبير دعا أعضاء بتحالف معارض يضم أحزابا إسلامية رئيس مجلس النواب الى السماح بالدعاء للزرقاوي والذين قتلوا معه.

غير أن رئيس البرلمان رفض الطلب.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   10/حزيران /2006 -12 /جمادي الاول/1427