هل ينتهي عهد القاعدة في العراق بهلاك الزرقاوي ام ان خليفته الافتراضي سوف يكون اكثر وحشية؟ 

خليفة أبو مصعب الزرقاوي ربما يكون شخصية محلية لها علاقات أوثق مع أسامة بن لادن يركز الهجمات على القوات الامريكية والعراقية ويكون أقل تأييدا لعمليات الذبح الوحشية والتفجيرات الانتحارية العشوائية.

فقد قاد المتشدد الأردني حملة ضخمة من الاعدامات التي سجلت على شرائط فيديو واستهدفت مدنيين في معظم الاحوال وتسببت في قتل الالاف.

لكن عبد الباري عطوان الخبير في شؤون تنظيم القاعدة والذي أجرى مقابلات مع اسامة بن لادن قال انه يتوقع ان تتولى شخصية عراقية أقل تطرفا هو عبد الرحمن العراقي قيادة القاعدة من الزرقاوي الذي قتل في غارة جوية امريكية يوم الاربعاء.

وقال عطوان من لندن "الزرقاوي كان شخصية طائشة يصعب التكهن بها أو السيطرة عليها اعطى اسما سيئا للقاعدة في العراق من خلال عمليات الاعدام الرهيبة التي كانت تتم بفصل الرأس. ابن لادن وضع العراقي محله لانه يعتقد انه سيكون من الحكمة تعيين شخص عراقي يساعد في اقامة علاقات مع الجماعات الاخرى."

واضاف ان "العراقي شخص أكثر حنكة من الزرقاوي وأمضى وقتا مع ابن لادن في افغانستان. وسيكون أقل حبا للظهور لكن يتوقع ان تستمر التفجيرات الانتحارية لانه متطرف. لكنني اعتقد انه سيركز على القوات الامريكية والعراقية."

وأصدر تنظيم القاعدة في العراق بيانا يوم الخميس وقعه العراقي وعد فيه ابن لادن بأن يواصل التنظيم حملة العنف. ووصف البيان العراقي بأنه نائب زعيم التنظيم.

وقال الميجر جنرال وليام كالدويل المتحدث العسكري الامريكي ان متشددا مصريا ذكر انه يدعى أبو المصري تدرب في افغانستان وأقام أول خلية للقاعدة في بغداد ربما يخلف الزرقاوي.

ورغم ان اسامة بن لادن السعودي المولد يوصف بأنه زعيم القاعدة في العالم فانه ينظر اليه ايضا على انه مصدر الهام لمنظمة ليس لها قيادة مركزية ومؤيدين متشددين في انحاء العالم العربي.

وقال عطوان ان الزرقاوي استفاد من ذلك الهيكل الفضفاض وربما دفع ذلك ابن لادن الى التدخل وتعيين العراقي لخلافة الزرقاوي.

وقال عطوان "عادة زعماء القاعدة الكبار يعقدون اجتماعا في افغانستان ويختارون ممثليهم في العراق أو أي دول اخرى."

واضاف "الزرقاوي اختطف تنظيم القاعدة في العراق وضل وتجاوز الحدود."

وكثير من انصار الزرقاوي كانوا عراقيين لكن بعض المحللين يقولون ان اختيار احد مواطني البلد ليحل محل شخص قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد عنه "لا يوجد اي شخص على هذا الكوكب لطخت يداه بدماء الابرياء من الرجال والنساء والاطفال اكثر من الزرقاوي" قد يكون له اثار عكسية.

وقال حازم النعيمي الاستاذ بجامعة المستنصرية في بغداد "اذا اختاروا اجنبيا ليرأس القاعدة فانه سيكون من السهل بالنسبة له قتل كثير من الاشخاص بوحشية لانه لن يكون منهم وسيسبب مشاعر استياء."

وقال "ومن الناحية الاخرى اختيار عراقي سيكون معناه اختيار زعيم يعرف الارض وكيف يبني علاقات مع قبائل يمكن ان تشكل تهديدا للقاعدة اذا انقلبوا عليها."

ويقال ان القاعدة شكلت تحالف مصلحة مع الموالين لصدام حسين الذين يقدمون معلومات المخابرات والامداد والتموين لكن العلاقات ضعفت لان اساليب الزرقاوي الوحشية باعدت بينهم.

وقال عطوان وهو يشير الى شبكة كبيرة من المقاتلين "العراقي أكثر انضباطا بكثير ومن المرجح ان يسير على خطى ابن لادن."

ومازال النعيمي يتوقع مذبحة أيا كان الذي سيخلف الزرقاوي.

وقال "الشخص الذي سيتولى قيادة القاعدة سيكون الاكثر وحشية."

واضاف "الزرقاوي كان يتصرف وكأنه يتدرب على أحد أفلام هوليوود. كان يحب ان يكون في دائرة الضوء. الرجل الجديد قد يكون أقل حبا للظهور لكن أي زعيم للقاعدة في العراق سيكون شديد الوحشية."

ويشكك عدد من الخبراء المصريين في التيارات الاسلامية المتشددة في شخص ابو المصري الذي افاد الجيش الاميركي انه قد يخلف ابو مصعب الزرقاوي على رأس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

وتساءل ضياء رشوان الباحث المتخصص في الارهاب في مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية متحدثا لوكالة فرانس برس "من هو؟ انه لغز" مستغربا اسم ابو المصري بحد ذاته.

كذلك عبر عمرو الشوبكي احد افضل الاختصاصيين المصريين في التيارات الاسلامية والباحث في مركز الاهرام عن شكوكه وقال "دهشت كثيرا عند كشف هذا الاسم انه مجرد لقب".

وهرب العديد من الاسلاميين المصريين من بلدهم بسبب القمع الشديد الذي مارسته السلطات على مجموعات مثل الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد اللتين شنتا موجة من اعمال العنف في التسعينات تسببت بمقتل 1300 شخص.

ويقدر عدد المصريين بين كبار مسؤولي القاعدة بحوالى الثلث وفي طليعتهم ايمن الظواهري الساعد الايمن لزعيم التنظيم اسامة بن لادن.

وذكر ضياء رشوان ان ثمة عنصرين شهيرين في القاعدة يحملان كنية "المصري". والاول هو ابو حمزة المصري امام مسجد فينسبوري بارك في لندن واسمه الحقيقي مصطفى كامل وهو مسجون منذ شباط/فبراير اثر صدور حكم بالسجن ست سنوات بحقه بتهمة التحريض على القتل.

اما الثاني فهو ابو حفص المصري واسمه الحقيقي محمد عاطف وقد التحق ببن لادن في افغانستان عند بدايات القاعدة وقتل في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 في غارة اميركية قرب كابول.

واعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد الجنرال وليام كالدويل امس الخميس ان "ابو المصري الذي كان من اعوان الزرقاوي هو المرشح المرجح لخلافته".

واضاف "لقد تتبعنا تحركاته منذ بعض الوقت ونعتقد انه جاء الى العراق للمرة الاولى عام 2002. ونشتبه في انه شارك في اقامة اول خلية للقاعدة في منطقة بغداد".

وقتل الزرقاوي مساء الاربعاء في عملية عراقية اميركية استهدفت منزلا شمال بغداد واسفرت عن مقتل عدد من الاشخاص.

ورأى ضياء رشوان ان اطلاق اسم مثل "ابو المصري" لا اساس له اطلاقا لعدم استناده الى تفاصيل محددة مشيرا الى اشاعات تتناقلها مواقع اسلامية على الانترنت ويصعب التحقق منها حول خلف اخر غير معروف ايضا اسمه ابو حفص القرني.

وقال الخبير "من المحتمل ان يكون الاميركيون اعترضوا رسالة والا من الصعب ان نفهم لماذا يطلقون لقبا كهذا" موضحا ان تزعم القاعدة "يتطلب شخصا لديه اسم حقيقي وصورة قوية مثل الزرقاوي".

واعتبر عمرو الشوبكي ان من الفرضيات المحتملة ان يتخذ تنظيم القاعدة وجها محليا في العراق ويتخذ زعيما عراقيا وليس "جهاديا عقائديا غير مقيد بحدود" مثل الزرقاوي. وقال ان "ارث الزرقاوي هو ارث الحقد العرقي والديني" مشيرا الى ان "هذا المنحى الدامي بدأ بسببه والشارع العراقي استولى عليه" في ظل "اجواء من الحرب الاهلية غير المعلنة".

وقال روهان جوماراتنا من معهد دراسات الدفاع والاستراتيجية في سنغافورة "لم يكن للزرقاوي ذراع أيمن. لا يمكنني التفكير في شخص واحد يمكنه أن يكون خليفة للزرقاوي... ليس هناك زعيم واحد في العراق يمكن أن يضاهي وحشيته واصراره."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   10/حزيران /2006 -12 /جمادي الاول/1427