مرض الايدز وصل الى الذروة ومعظم ضحاياه من الشباب والاطفال

 

 يقول تقرير صدر عن الامم المتحدة ان عدد المصابين بمرض الايدز قد يكون وصل الى الذروة في اواخر التسعينات من القرن الماضي.

ففي تقرير اصدرته الامم المتحدة عشية اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والمخصص لبحث مدى التقدم الذي حققه المجتمع الدولي في التصدي لمرض الايدز ذكر ان عدد الاصابات بهذا المرض قد استقر عند مستوى ثابت للمرة الاولى خلال ال 25 سنة الماضية.

وياتي هذا الاجتماع عشية ذكرى اعلان الامم المتحدة عام 2001 عن الاهداف التي تبنتها للتصدي لهذا المرض .

ويقول التقرير ان زيادة المخصصات المالية لمكافحة المرض وزيادة الوعي قد بدأ يعطي النتائج المرجوة لكن التقرير يحذر من ان هذا المرض لا يزال يمثل خطرأ كبيرا".

ويشير التقرير الى ان المرض لايزال يشهد زيادة في عدد المصابين في بعض الدول.

يقدم التقرير مسحا وافيا عن اكثر من 126 دولة حول العالم يعيش فيها اكثر 38 مليون مصاب بمرض الايدز.

شهد عام 2005 اكثر من 4,1 مليون اصابة جديدة ووفاة اكثر من 2,8 مليون شخصا"

من جانب اخر يحذر التقرير من ان الشباب والاطفال هم اكثر الفئات عرضة للاصابة بهذا المرض القاتل والجهود التي تبذلها الدولة لحمايتهم منه لا تتناسب مع حجم المشكلة.

كما يوصي التقرير المجتمع الدولي باتباع تخطيط افضل وادارة متواصلة وتوفير التمويل الكافي الطويل الاجل. ويشير التقريرالى ان حجم المخصصات المالية لمكافحة المرض لا تزال غير كافية.

وقال الدكتور بيتر بوا رئيس منظمة الامم المتحدة المعنية بموضوع الايدز "ان العمل الذي نقوم به هنا له اهمية خاصة لاننا بتنا نعرف اكثر الطريقة التي يتحرك بها هذا المرض وكيف يمكننا الحد من انتشاره وكذلك التقليل من اثار هذا المرض".

وتعتبر دول جنوب الصحراء الكبرى الاسوأ من حيث عدد الاصابات بالمرض وعدد الوفيات بسبب المرض. ففي هذه الدول توفي العام الماضي اكثر من مليوني شخص كما اصيب اكثر من 2،7 شخصا بهذا المرض.

كذلك شهدت دول اوروبا الشرقية والدول الاسيوية زيادة في عدد الاصابات بهذا المرض. ويشير التقرير بشكل خاص الى الهند وروسيا واوكرانيا.

يعيش في الهند ثلثا عدد الاصابات بهذا المرض في اسيا ويتجاوزعدد الاصابات في الهند عدد المصابين في جنوب افريقيا التي تبقى الاسوء من حيث عدد المصابين بالنسبة الى عدد السكان.

تشير الاحصائيات التي تضمنها التقرير الى ان 240 الف مريض تمكنوا من الحصول على الدواء الخاص بمعالجة هذا المرض في عام 2001 بيمنا ارتفع هذا العدد الى اكثر من 1,3 مليون شخص عام 2005. وهذا يعني ان واحدا" من كل خمسة مصابين فقط يحصل على الدواء الضروري.

وقد فشلت الامم المتحدة في تحقيق الهدف الذي اخذته على عاتقها عام 2001 وهو ايصال الدواء إلى اكثر من ثلاثة ملايين مصاب بحلول عام 2005.

ويطالب التقرير المجتمع الدولي بتخفيض كلفة الدواء الضروري لمعالجة هذا المرض.

ويشير التقرير الى ان ست دول افريقية من اصل 11 دولة شهدت هبوطا بنسبة 25 بالمائة في عدد حالات الاصابة بالمرض بين الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 15-24 سنة.

وبلغت الموازنة المخصصة لهذا المرض 8,3 مليار دولار في عام 2005 اي بزيادة خمسة اضعاف عن موازنة عام 2001.

ويقول التقرير ان الاعتمادات السنوية الضرورية للتصدي للمرض ستبلغ اكثر من 20 مليار دولار اعتبارا من عام 2008.

وطالب التقرير مجموعة الدول الثماني بالايفاء بتعهداتها التي التزمت بها عام 2005 وهو بتوفير الدواء لجميع مرضى الايدز بحلول عام 2010.

وذكرت دراسة نشرت في المجلة الطبية "ذي لانسيت" السبت ان انتشار مرض الايدز في افريقيا جنوب الصحراء وازدياد نسبة الوفيات لدى الراشدين في دول الاتحاد السوفياتي سابقا قلص من المكاسب التي تحققت على مستوى مكافحة امراض اخرى بين 1990 و2001.

وقال الان لوبيز (من جامعة كوينزلاند في بريسبان استراليا) وزملاؤه ومن بينهم خبير في منظمة الصحة العالمية انه رغم هذا الاستنتاج تم تحقيق مكاسب حقيقية في معظم الدول.

وعلى المستوى العالمي تراجع "مجمل عبء الامراض" (الذي يقاس استنادا الى عدد السنوات التي تتم خسارتها بسبب وفيات مبكرة والسنوات التي يكون فيها الشخص مصابا بمرض) بنسبة 20% للفرد بين 1990 و2001.

وقال الفريق انه "اذا لم (يحتسب) مرض الايدز والسل لكان التراجع بنسبة 30%".

وتوفي اكثر من 56 مليون شخص في 2001 من بينهم 10,6 مليون طفل دون الخمس سنوات علما ان نسبة وفيات الاطفال تراجعت في جميع دول العالم. وشكلت الامراض المعدية وسوء التغذية والحمل وعمليات الولادة والوفيات خلال السنوات الاولى من حياة الطفل اسباب نحو ثلث مجمل الوفيات عام 2001 وهي نسبة "لم تتغير تقريبا منذ 1990".

لكن عام 1990 كان الايدز مسؤولا عن 2% من الوفيات المرتبطة بهذا النوع من الامراض والظروف مقابل 14% عام 2001.

ومن اولى اسباب الوفيات النوبات القلبية ومن ثم امراض القلب وذلك سواء في الدول ذات المداخيل العالية (17,3% و9,9%) او الدول ذات المداخيل المتوسطة او المتدنية (11,8% و9,5%).

اما الايدز فهو السبب الرابع للوفيات في الدول الفقيرة (5,3%) بعد الالتهاب الرئوي (7%) في حين انه لا يظهر بين الاسباب العشرة الاولى للوفيات في الدول الغنية.

وتراجعت نسبة الوفيات لدى الراشدين (15 الى 59 عاما) في جميع مناطق العالم باستثناء دول الاتحاد السوفياتي سابقا (لا سيما بسبب امراض قلب وحوادث) وفي افريقيا جنوب الصحراء حيث الايدز "عامل مهم لازدياد الوفيات". 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 1/حزيران /2006 -3/جمادي الاول/1427