مسلمو امريكا قلقون من مبادرة مد الجسور في الحرب على الارهاب

عندما يغير الجنود الامريكيون على كهف في افغانستان يدرك وليام كوالسكي الضابط بمكتب التحقيقات الاتحادي انه سيتلقى اتصالا في مكتبه في ديترويت.

وقال كوالسكي "عندما تقع غارة في كابول أو على كهف ويعثرون على جهاز كمبيوتر يحتوي على قائمة بالعناوين أو الاسماء وأرقام التليفونات فانني اتوقع ان اتلقى اتصالا هنا يفيد.. قمنا بغارة ووجدنا ارقام 3634878853 هاتف تبدأ برقم 313 وهو مفتاح الهاتف لمدينة ديترويت تحقق من الامر.."

فمنطقة ديترويت وبخاصة ضاحية ديربورن تضم أكبر جالية من العرب الامريكيين في الولايات المتحدة وهي ارض خصبة للمسؤولين الامريكيين الذين يبحثون عن معلومات ومساعدة لمكافحة الارهاب.

ويحاول مسؤولو مكافحة الارهاب اقامة علاقات أوثق مع المسلمين والعرب الامريكيين عن طريق ما يطلقون عليه جهود مد الجسور.

 وتشمل هذه الجهود لقاءات في مقر البلدية ومناقشات مع زعماء الجالية ومحادثات فردية مع السكان المحليين في المساجد والمدارس وفي المناسبات الثقافية.

ويأمل المسؤولون ان يشجع توثيق العلاقات افراد الجالية الحريصين بالقدر نفسه على العيش في سلام مثل بقية الامريكيين على ابلاغ السلطات بأي قادمين جدد يشتبهون فيهم أو أي انشطة مريبة مما يمكن ضباط المخابرات من احباط أي مؤامرة قبل ان يفوت الاوان.

وقال كوالسكي ان ضباط المخابرات يعتقدون أن جاليات المهاجرين قد تكون لها صلات فريدة بمناطق الصراع ويمكنها مساعدتهم على التفريق بين الخطوط المفيدة في الملاحقة وبين الخطوط التي لا تقود لشيء بعد احداث مثل الغارات.

لكن العديد من الامريكيين من أصول عربية واسلامية يخشون من ان تكون مبادرة مد الجسور التي بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول ليست سوى دعاية ومساع لتجنيدهم للقيام بأعمال تجسس.

وقالت الناشطة من افراد الجالية كينوة داباجة التي هاجرت أسرتها من لبنان الى الولايات المتحدة "الامر لا يتعلق بمد الجسور الينا وادماجنا... الجالية تشعر بالقلق."

ويقول مسؤولو مكافحة الارهاب الاتحاديون والمحليون ان سد هذه الفجوة في التفاهم أمر حيوي لحماية البلاد لكن الجهود تتعثر بسبب الافتقار للثقة والشك الراسخ في النفوس.

ويقول العديد من عرب امريكا ومسلميها انهم شعروا انهم هدفا لممارسات عنصرية وتمييز بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 واتهموا منفذي القانون بانتقائهم للتدقيق والتفتيش في اطار الحرب على الارهاب.

وقال السيد حسن القزويني المولود في العراق وامام أكبر مسجد في ديربورن "شيء واحد يتعلمه الجميع في هذا البلد هو ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته لكن يبدو ان هذا المبدأ لم يعد ينطبق على المسلمين."

واعترف مسؤول بارز في مكافحة الارهاب في واشنطن قائلا "لم نبذل ما يكفي" للتعاون مع المهاجرين العرب والمسلمين لمكافحة الارهاب.

وأضاف أنه تعين على الحكومة تعزيز جمع معلومات المخابرات في الداخل عن طريق بناء الثقة بين المسؤولين والامريكيين من اصول شرق أوسطية مما يربط الشرطة بشكل أوثق بهذه الجاليات ويشجع السكان على التطوع بالادلاء بالمعلومات.

وتقول ادارات الدولة ومسؤولو تنفيذ القانون في الولايات والمدن انهم مستعدون لتعيين عرب امريكيين لكي تعكس قوة العمل تركيب المجتمع بدرجة اكبر.

وقال كوالسكي وهو ضابط مكتب التحقيقات الاتحادي الخاص المسؤول عن منطقة ديترويت "عملنا هو اقناعهم (افراد الجاليات) ان بامكانهم الوثوق بنا وانهم يمكنهم التقدم بالمعلومات التي من شأنها تعزيز تحقيقاتنا او ارشادنا الى الطريق الصحيح اذا رأوا افرادا يثيرون الريبة."

وقال إن عدد الامريكيين من اصول عربية كبير في منطقته لدرجة أن كل تحقيق امريكي في الداخل او في الخارج يمسهم بشكل أو بآخر.

وقال برايان موسكويتس الضابط الخاص في ديترويت المسؤول عن اجراءات الهجرة والجمارك التابع لوزارة الامن الداخلي ان الجهود المكثفة لمد الجسور منذ هجمات عام 2001 والتي شملت جلسات شهرية مع زعماء عرب ومسلمي امريكا عززت بالتأكيد التعاون الامني.

وأضاف "لا اعتقد انه (الارهاب) يختلف عن أي جريمة أخرى من حيث الحاجة لجمع المصادر والعيون القريبة قدر المستطاع من العمل." وتابع "مسؤولو تنفيذ القانون بشكل عام حصلوا على معلومات من افراد الجالية هنا. انهم يأتون لانهم يشعرون ان باستطاعتهم ذلك."

وقال مايكل بوشارد وهو قائد للشرطة في منطقة ديترويت والامريكي العربي الوحيد الذي سيرشح نفسه لعضوية مجلس الشيوخ في الخريف المقبل ان منفذي القانون بدأوا في اتخاذ خطوات لتحسين التعاون الامني مع الجالية. وأضاف "لكن ذلك يحتاج لوقت. فكل مرة يظهر فيها سوء تفاهم طويل الامد وافتقار للثقة يتطلب الامر وقتا طويلا لكسر ذلك."

وقال العديد من افراد الجالية ومنهم مسؤول مقيم في واشنطن طلب عدم نشر اسمه ان السلطات لم تنخرط وسط هذه الجاليات بما يكفي لتعرف ما اذا كان هناك متطرف في المنطقة.

وقالت داباجة من ديربورن ان جهود الحكومة لمد الجسور أسم على غير مسمى وأضافت "انها ليست بالفعل مدا للجسور. بل تعد بالنسبة للبعض بمثابة تجنيد ونشر للدعاية." وتابعت ان هناك حاجة لروابط وثيقة حقيقية.

ويخشى بعض افراد الجالية كذلك من أن يكونوا موضوعين تحت المراقبة خاصة بعد الكشف عن مشروع التنصت المحلي في اطار جهود مكافحة الارهاب.

وأشاد القزويني امام المسجد باللقاءات الدورية التي عقدها كبار المسؤولين مع زعماء الجالية مثله لكنه قال انها غير كافية.

واضاف "مد الجسور يعني ان تعاملني بمساواة واحترام مثل اي امريكي اخر. وألا تنظر الى بعين مرتابة ما لم يكن لديك أدلة دامغة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10/ايار/2006 -11/ربيع الثاني/1427