احذر الجراثيم  موجودة في الهاتف والملابس المغسولة

هل تخشى نزلات البرد والانفلونزا.. لا عليك .. تستطيع لمس مقابض الابواب وأزرار المصاعد لكن احترس من الهاتف والملابس المغسولة للتو والاحواض.. هذا ما ينصح به خبير بارز.

ويقول تشارلز جيربا المتخصص في علم الاحياء الدقيقة وخبير المياه النظيفة بجامعة اريزونا انه في الوقت الذي يجب فيه أن تغسل يديك دائما قبل تحضير أي وجبة فان كثيرين لا يدركون أنهم يجب أن يفعلوا ذلك بعد تحضيرها ايضا. وقال جيربا في مقابلة بالهاتف "اكثر الاصابات شيوعا مثل البرد والانفلونزا والاسهال تنتقل الينا اما عن طريق الهواء أو الاسطح التي نلمسها. أعتقد أن الناس يقللون من شأن احتمال اصابتهم عن طريق الاسطح." وحين يتحلون بالحيطة يكون احتياطهم في غير محله فالجراثيم لا تكون موجودة في الاشياء التي يعتقد الناس أنها تحملها.

وقال جيربا الذي قام بعشرات الدراسات المسحية على البكتيريا والفيروسات في أماكن العمل والمنازل "مقابض الابواب تكون عادة أقل خطورة... أعتقد أنها لا تكون رطبة. يجب الا نخشى مقابض الابواب ابدا." واستعان جيربا بدراسة مسحية غير رسمية أجراها مكتب لرويترز مؤخرا لتوضيح كيف تستفيد الميكروبات من المفاهيم الخاطئة في تكاثرها. فقد أظهر تحليل أجري في معمل جيربا أن لوحتين لمفاتيح الكمبيوتر على سبيل المثال حملتا بكتيريا اكثر من تلك التي وجدت على زر مصعد أو على مقابض وزر فرن ميكروويف أو صنبور مياه الشرب في المكتب. وتابع جيربا قائلا ان لوحات المفاتيح والهواتف خاصة حين يتعدد مستخدموها هي من بين اكثر الاماكن تلوثا بالجراثيم في المنازل أو المكاتب. وأضاف جيربا "لوحات المفاتيح مآدب غداء للجراثيم... نقلبها في العديد من الدراسات ونذهل مما تحمله لوحة المفاتيح." ويقول جيربا ان واقع الامر أن المكتب يحمل في المتوسط بكتيريا اكثر 400 مرة من تلك التي توجد في مرحاض في المتوسط. وتركز دراسة جيربا الاخيرة على المهن الاكثر عرضة للجراثيم. وأضاف "عادة لا أحد ينظف سطح مكتبه الا بعد أن تلتصق به (الجراثيم)." وتوصل جيربا الى أنه ربما يكون من غير المستغرب أن المعلمين هم الاكثر عرضة للبكتيريا والفيروسات. كما يستخدم المحاسبون والمصرفيون والاطباء مكاتب محملة بالميكروبات فيما تبين أن المحامين هم الاقل عرضة لمخاطر الجراثيم وهو أمر مثير للدهشة.

وقال جيربا ان مستوى نظافة المكاتب في تحسن. ويجري معمل جيربا عدا اجماليا بسيطا للبكتيريا من أجل دراساته المسحية الاكثر عمومية. ويأخذ الشخص مسحة من كل سطح ويرسلها الى معمل جيربا الذي يقوم بدوره بعمل مزرعة للبكتيريا. ويمكن استخدام نمو البكتيريا ايا كان نوعها لتقدير الكم الاجمالي للجراثيم ومن بينها بكتيريا اي كولي غير الضارة التي توجد في القناة الهضمية وهي مؤشر على ما يسميه العلماء "التلوث البرازي".

ومن بين الانواع الاخرى من البكتيريا التي تكون موجودة عادة على سبيل المثال بكتيريا كليبسيلا نيمونيا والبكتيرياالمكورة العنقودية والسالمونيلا والبكتيريا المكورة السبحية ويسبب بعضها الامراض بينما 536870913 لا يسببها البعض الاخر. وحيث تكون هناك بكتيريا يمكن أن تكون هناك فيروسات قد تظل على سطح نظيف وجاف لايام بينما تظل على سطح مبلل لاسابيع. وربما تكون هذه المعلومات مفيدة بشكل خاص حيث يحذر خبراء من أن تفشيا وبائيا لفيروس (اتش5 ان1) يلوح في الافق.

وفيما تقتصر الاصابة بهذا المرض تقريبا على الطيور في الوقت الراهن يقول خبراء انه أظهر اكثر من أي فيروس على مدى عقود قدرته المحتملة على التسبب في وباء على نطاق عالمي. واذا بدأ انتشار الوباء فستكون اجراءات الصحة العامة الاساسية ضرورية لتجنب الاصابة. لكن الفيروسات بطبيعة الحال لا ترى بالعين المجردة ويشير جيربا الى أن الناس في الغالب لا يعرفون ما هي اكثر الاماكن تسببا في الاصابة وقال جيربا "المراحيض دائما متهمة وكذلك المقبض الداخلي للباب." وتابع أن أحواض الحمامات مسألة أخرى "فهي باديء ذي بدء تظهر عدا بكتيريا عاليا في العادة... اذ أن بها كل ما تحبه البكتيريا فهي مبللة ورطبة. عادة نجد في المنازل نسبة بكتيريا اي كولي في حوض اكثر منها في مرحاض." ومراحيض الرجال ايضا. وقال جيربا "عادة تكون اكثر المقابض قذارة في المراحيض العامة مقابض صناديق الطرد." ويوضح جيربا أن المعتقدات السائدة بشأن الاصابة بأمراض جنسية بسبب المراحيض العامة غير صحيحة ويقول "يجب أن نقلق من الاسهال لا السيلان." ومن بين الجراثيم التي يكثر تواجدها في المراحيض بكتيريا شيجلا والالتهاب الكبدي (أ) والسالمونيلا. وقال جيربا ان تحضير الطعام طريقة أخرى لالتقاط الجراثيم خاصة عند التعامل مع اللحوم النيئة.

ولا يعلم كثيرون كيف أن الملابس المتسخة هي ملابس نظيفة. ويفسر جيربا قائلا "معظم الناس لا يدركون أن عليهم غسل يديهم بعد اعداد العشاء وايضا بعد غسل الملابس." وتحول الامريكيون الى غسيل الملابس بالغسالات في دورات قصيرة وبالماء البارد توفيرا للطاقة وحتى لا تبلى الملابس بسرعة لكن هذا يحافظ على الفيروسات والبكتيريا دون أن تصاب بأذى. وقال جيربا "المياه في درجة حرارة 60 مئوية تعقم الملابس". لكن خمسة في المئة فقط من الامريكيين يستخدمون المياه الساخنة في غسل الملابس. وتظل فيروسات مثل الالتهاب الكبدي (أ) والبكتيريا مثل السالمونيلا وكلها تسبب متاعب في المعدة واسهالا حية خلال دورة التجفيف التي تكون مدتها في المتوسط 28 دقيقة. كل هذه البكتيريا والفيروسات تكون موجودة في البراز. وقال جيربا ان هناك نحو عشر جرام من البراز في المتوسط في الثوب التحتي." وأضاف "يجب عدم غسل المناديل مع الاثواب التحتية." وكثيرا ما تمول شركات منتجة للمطهرات دراسات جيربا لكن جيربا يقول ان المحارم المضادة للميكروبات والجل المطهر للايدي ذي القاعدة الكحولية تفيد. وأضاف "تبين أنه من الممكن تقليل معدلات التغيب عن العمل كثيرا باستخدام مطهرات الايدي." وتابع قائلا "لا نريد أن يبالغ الناس في الخوف... يمكننا تقليل خطر الاصابة بنزلات البرد والانفلونزا من خلال بعض الاجراءات البسيطة. نحن دائما نقامر مع الجراثيم.. علينا اذن أن نجعل الافضلية لنا."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 4/ايار/2006 -5/ربيع الثاني/1427