الأسيرة الفلسطينية سمر تضع مولودها البكر خلف القضبان..

أفادت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة "مانديلا" للدفاع عن المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، المحامية بثينة دقماق، أن الأسيرة سمر صبيح الحامل في شهرها التاسع، كان من المتوقع أن تضع مولودها البكر يوم الأحد، خلف القضبان في سجن "تلموند" وأنها تتعرض لفحوصات طبية وهي مكبلة اليدين والقدمين وفي ظروف منافية للمواثيق الإنسانية، كما أكدت دقماق أن وضع الأسيرات في السجن المذكور مزري للغاية، وبأنهن يتعرضن للإهانة من قبل إدارة السجن.

ووصفت الأسيرة سمر صبيح وهي من محافظة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، طريقة إدخالها إلى مستشفى مئير في كفار سابا، لأجراء فحوصات طبية لها الخميس الماضي بأنها منافية للمواثيق الإنسانية، حيث تعرضت للتفتيش العاري والمهين وهي مكبلة اليدين والرجلين بمرافقة 3 سجّانين، إضافة إلى خضوعها للفحص الطبي دون فك قيودها، وتم إبلاغها أن ولادتها ستتم من خلال عملية قيصرية. وتعرضت الأسيرة صبيح لعملية التفتيش العاري مرة أخرى أثناء عودتها من المستشفى لسجن "تلموند".

ونقلت المحامية دقماق التي زارت السجن أمس للإطلاع على معاناة الأسيرات، عن الأسيرة صبيح قولها: "أتمنى أن أضع مولودي الأول كأي أم أخرى وبحضور أحد أقاربي إلى جانبي، ولكن مشيئة الله وقدره فوق كل شيء، وسأتحمل صعوبات الولادة وآثارها النفسية من أجل حياة طفلي الذي سأسميه "براء" ولكني قلقة بخصوص حياته، حيث أنه سيضطر للعيش في غرف رطبة تنعدم فيها التهوية ومليئة بالحشرات ولا يتوفر فيها أي من احتياجات الطفل الأساسية".

يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز 144 أسيرة فلسطينية في سجن "تلموند" المخصص للنساء، بينهن 19 أم، وبقدوم طفل الأسيرة صبيح يرتفع عدد الأطفال المحتجزين مع أمهاتهم في سجني النساء "تلموند"، و"نيفي تريتسيا"، إلى 3 أطفال، حيث يحتجز حالياً الطفلين نور غانم ابن الأسيرة منال غانم، وعائشة هودلي ابنة الأسيرة عطاف عليان.

وكانت مؤسسة "مانديلا" قد تقدمت بطلب إلى مدير مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، بواسطة مكتب المحامي جونثان كتّاب، بأن يسمح لوالدة الأسيرة صبيح أو زوجها الأسير رسمي صبيح المحتجز في سجن النقب رهن الاعتقال الإداري دون توجيه أية تهمة له، بالتواجد معها أثناء الولادة، كما تم تقديم طلب مستعجل إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية لفك القيود عنها أثناء الولادة والسماح لزوجها بالوقوف إلى جانبها، ولم يعرف بعد إن كانت تلك الجهات ستوافق على هذين الطلبين أو ترفضهما.

وفي سياق متصل بمعاناة الأسيرات في سجن "تلموند" أفادت المحامية دقماق بأن الوضع الاعتقالي للأسيرات في السجن مزري للغاية، وبأنهن يتعرضن للإهانة من قبل إدارة السجن.

ونقلت المحامية "دقماق" عن الأسيرات اللواتي زارتهن عن ما يتعرضن له من ذل وإهانة داخل السجن، وتعرضهن للتفتيش المهين (العاري) وقيام سلطات السجون بحرمان الأسيرات الأمهات من احتضان أطفالهم بسن ما فوق الست سنوات أثناء الزيارة.

من جهتها أفادت ممثلة الأسيرات الأسيرة "آمنة منى" بأن إدارة السجن وبعد خروج الأسيرة منال غانم وطفلها نور إلى المحكمة يوم الأربعاء الماضي، رفضت إدخالهما إلى القسم عند عودتهم من المحكمة، حيث أبلغت إدارة السجن الأسيرة منى بأنه سيتم ترحيل الأسيرة غانم وطفلها إلى سجن الرملة للنساء، مما أدى بالأسيرات القيام بالاحتجاج، حيث سمحت بعدها إدارة السجن للأسيرة منى برؤية منال وطفلها وتسليمها أغراضها الشخصية هي وطفلها قبل نقلهما.

ومن الجدير بالذكر أنه سيتم عقد جلسة محكمة للأسيرة منال غانم بخصوص طفلها وإمكانية بقائه معها بتاريخ 10/5/2006.

كما أبدت الأسيرة قاهرة السعدي استيائها بإغلاق إدارة السجن لحسابات الكانتين الخاصة بالأسيرات رغم اعتمادهن بالدرجة الأولى عليها، بسبب سوء طعام الإدارة ونقصه الحاد، كما شكت الأسيرة السعدي من نقص المراوح والبلاطات والأدوات الكهربائية في السجن.

وتمكنت المحامية دقماق، أيضاً من زيارة الأسيرة آيات وليد السلطي من نابلس والتي اعتقلت بتاريخ 3/4/2006، حيث أفادت بأنه عند اعتقالها تم تقييد يديها وقدميها وتعصيب عينيها ورميها على الأرض لمدة ليلة كاملة في معسكر حواره القريب من مدينة نابلس.

وفي مستشفى سجن الرملة لم يقل الأمر سوءاً، حيث التقت المحامية "دقماق" والمحامي جوناثان كتاب عدداً من الأسرى المرضى هناك، وهم الأسير علاء الدين حسونة (29عاماً) من مدينة الخليل، حيث أخضع للتحقيق القاسي في بداية اعتقاله لمدة 75 يوماً، تعرض خلالها للشبح وهو مكبل اليدين والرجلين، والتحقيق المستمر والتهديد والتخويف والحرمان من النوم، إضافةً إلى نقله للمستشفى عدة مرات نتيجة التعذيب الذي تعرض له، وقد تم إبلاغ الأسير في مستشفى (سيروكا) بأنه مصاب بمرض القلب، نقل بعدها إلى مستشفى الرملة، حيث يعاني من ألم شديد في الصدر لدرجة عدم قدرته على المشي والتنفس أحياناً، خصوصاً وأنه يتناول 7 أصناف من الدواء وأجري له عملية قسطرة بتاريخ 1/8/2005، وكان من المقرر إجراء عملية قلب مفتوح له بتاريخ 24/4/2006، حيث نقل وهو مكبل اليدين والرجلين في نفس التاريخ إلى مستشفى بلنسون لإجراء العملية، وأجري له فحص دم وقياس ضغط ولم يحضر طبيب التخدير، وبلغ بعدها بتأجيل موعد العملية إلى يوم آخر غير محدد.

كما والتقى المحاميان أيضاً الأسير إسماعيل طلب إجبارية (31عاماً) من بلدة إذنا قضاء الخليل، ويخضع للاعتقال الإداري منذ 2/9/2004 في حين يعاني من التهاب حاد باليد جرّاء الإهمال الطبي المتعمد، حيث تعرض لحادثة أجبرته على وضع البلاتين فيها.

يذكر أن الأسير جبارين كان معتقلاً في سجن النقب الصحراوي، وعند استلام مصلحة السجون للمعتقل تم تحويله إلى مستشفى "سيروكا"، حيث أدخل غرفة العمليات فور وصوله وتبين وجود جرثومة بيده نتيجة الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ويعاني الأسير إجبارية من نزيف دم والتهابات حادة في العصب وصعوبة في تحريك اليد.

والتقيا أيضاً بالأسير فادي علي أحمد أبو زيد من جنين والمعتقل منذ 14/3/2006، حيث يعاني من فقر في الدم، ولم يقدم له أي علاج سوى الأسبرين لتمييع الدم، ومن المقرر له إجراء عملية استئصال للطحال. يذكر أن الأسير كان يأخذ وحدات دم قبل اعتقاله.

كذلك تمكن المحاميان دقماق وكتاب من زيارة الأسير المريض أحمد التميمي الذي يعاني من وجود فشل كلوي وكليته الثانية لا تعمل إلا بنسبة تقل عن 10%، ويتم إجراء غسيل الكلى له 3 مرات أسبوعياً، وهو ينتظر جلسة المحكمة المقررة بتاريخ 22/5/2006 لبحث قضيته لإجراء عملية زراعة الكلى.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 2/ايار/2006 -3/ربيع الثاني/1427