
كتب المحرر الثقافي:
تجتاح منطقة الشرق الأوسط سياسات ومواقف ومؤتمرات ودعوات، تتضمن
أغلبها إن لم نقل جميعها بما يؤكد على أهمية الإصلاح السياسي
والاقتصادي، وتالياً الإنساني، ولوحظ في كل الدعوات وبالشروحات
والمواقف والآراء والتحاليل أنها غيبت العنصر الحاسم والأساسي في عملية
الإصلاح وهو الإنسان.
وتقديراً منا أن كل المنظمات الدولية والأحزاب وما يترافق من أزمات
واستعصاءات لعملية الإصلاح لم تنجز سوى دعوات مباشرة عامة بدون عناوين
رغبة ومصلحة في المبادرة إلى المشاركة في أهم وأخطر ما يواجه مجتمعاتنا
التي من أحد أهم سماتها الاستبداد، وغياب القانون، والفوضى وانعدام
المشاركة الفعلية لأوسع قطاع شعبي لتحديد خياراته ومستقبله، وما يترافق
في أجواء العنف بكل صوره وأشكاله وأنواعه وتسيد التطرف الديني والسياسي
والثقافي ليطال كل البنى والمؤسسات والمجتمع، مهدداً ما تبقى من موروث
ومحاولات جادة للخلوص من هذا الواقع المأزوم.
والمرشح أن يدفع بالمشروع النهضوي الإسلامي العربي إلى كارثة
إنسانية تعيد المنطقة إلى ما قبل القرون الوسطى، وهذا ما يؤشر على ما
شهدته المنطقة العربية من عنف وتدمير وقتل يتجاوز فيه حدود وتفكير
العقل والمنطلق، إذ أن شريعة الموت والغدر واستخدام أبشع الطرق لنشر
الرعب والخوف والموت بين الناس أصبحت مرشحة في مشرق الأرض العربية
ومغربها.
واستهداف المقامات المقدسة وأماكن العبادة مترافق مع مواقف لا
عقلانية من بعض رموز السياسات العربية هي مؤشر حقيقي على أن إصلاح عربة
الحياة في عالمنا العربي والإسلامي يحتاج لأكثر من مؤتمرات وتصريحات
ومواقف، وخاصة أن ما هو معلن على أجندة الإصلاح والتغيير غيب أهم
عناصره الأساسية، تبدأ من استغفال شخصيات كان لها دوراً هاماً وبارزاً
في تجسيد عملية الإصلاح الشامل وعلى سبيل المثال لا الحصر دعوات سماحة
الإمام الراحل محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ومشروعه النهضوي إلى
جهود سماحة المرجع السيد صادق الشيرازي (دام ظله) التي هي بحق تتضمن
الخطوات الضرورية للسير في عملية التغيير والإصلاح الشامل في المجتمعات
الإسلامية والعربية، وتبرز دور التسامح واللاعنف والشورى في حياة
التاريخ الإسلامي الحقيقي. |