هناك حاجة ملحة جديدة لكبح إيران وإيران تهزأ بالتهديدات العسكرية الأمريكية

سخرت ايران يوم الخميس من فكرة قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري لوقف برنامجها النووي ولم تظهر أي مؤشر على التراجع قبل زيارة يقوم بها مفتشون تابعون للامم المتحدة لتقييم مدى امتثال طهران لمطالب مجلس الامن.

وستقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا الى مجلس الامن يوم 28 ابريل نيسان بشأن ما اذا كانت طهران قد أوقفت تخصيب اليورانيوم وردت على تساؤلات الوكالة بشأن انشطتها النووية في اطار المهلة التي حددها المجلس بثلاثين يوما.

وتوعد الرئيس الامريكي جورج بوش بمنع ايران من الحصول على أسلحة ذرية ورفض استبعاد القيام بعمل عسكري بما في ذلك توجيه ضربات نووية اذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وقال وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار خلال زيارة لجمهورية اذربيجان المجاورة "الولايات المتحدة تهدد ايران منذ 27 عاما وهذا ليس جديدا علينا. ولذلك نحن لا نخشى ابدا التهديدات الامريكية.

"اذا اخذت في الاعتبار انهم لا يفعلون شيئا.. هذا يثبت انه مجرد كلام."

وأضاف نجار "نحن مستعدون لحسم كل القضايا من خلال التفاوض (لكن) اذا واجهنا شيئا سنكون مستعدين للتعامل معه."

ودفعت المخاوف بشأن المواجهة النووية أسعار النفط الى مستويات قياسية جديدة حيث تخطى سعر خام برنت 74 دولارا للبرميل يوم الخميس بعد تراجع كبير في مخزونات البنزين الامريكية.

وتقول ايران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم ان برنامجها النووي قاصر على توليد الكهرباء من الطاقة النووية وليس صنع قنابل.

ولكن اعلانها الاسبوع الماضي عن نجاحها في تخصيب اليورانيوم ومواصلتها السعي لإنتاج اليورانيوم بكميات صناعية زاد الشكوك الدولية بشأن نواياها.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء ان العالم متكاتف لمنع ايران من امتلاك أسلحة نووية.

وأضافت "نحن مستعدون لاستخدام الإجراءات المتاحة لنا ..الاقتصادية والسياسية وغيرها لإثناء ايران" عن موقفها.

ورفضت روسيا يوم الخميس طلبا من الولايات المتحدة بأن يوقف مهندسوها العمل في محطة كهرباء بوشهر النووية.

ووكالة الطاقة الذرية الحكومية في روسيا متعاقدة لمساعدة ايران في بناء مفاعل نووي يتكلف مليار دولار. وقال مسؤول امريكي كبير يوم الاربعاء ان انسحاب روسيا سيساعد في اقناع ايران بالتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في تعقيب نشر على الموقع الرسمي للوزارة "كل بلد له الحق في ان يقرر بنفسه مع من يتعاون والطريقة التي يتعاون بها مع الدول الاخرى."

وقال كامينين ان مجلس الامن الدولي فقط له سلطة مطالبة دولة بوقف التعاون وان المنظمة الدولية لم تصدر مثل هذا الحكم بشأن بوشهر.

وقال وكيل وزارة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز الذي كان يتحدث في موسكو انه يتعين على روسيا ان تلغي الصفقة المزمعة لصواريخ ارض جو تكتيكية من طراز تور للجيش الايراني. وتقول موسكو وطهران انها للأغراض الدفاعية فقط.

ولم يشر بيان كامينين الى صفقة الصواريخ.

ويوجد مفاوضون ايرانيون في الملف النووي في موسكو يوم الخميس ولكن لا يعرف ماذا يفعلون حاليا. وكان هؤلاء المفاوضون قد التقوا بمسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في وقت متأخر من يوم الاربعاء ولكن دبلوماسيا بريطانيا قال انه لم يتم احراز تقدم ملموس.

ويبدو أن بوش الذي اجتمع بالرئيس الصيني هو جين تاو في واشنطن يوم الخميس لم يتمكن من إقناع ضيفه بالسماح باتخاذ اجراءات اشد صرامة في مجلس الامن. وكرر هو موقف الصين الداعي لايجاد حل من خلال "المفاوضات الدبلوماسية".

وفي سول دعا مسؤول بارز بالاتحاد الاوروبي ايران للامتثال لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعليق جميع أنشطة التخصيب والمعالجة للسماح بالعودة الى المفاوضات.

وقالت مفوضة الاتحاد الاوروبي بنيتا فيرارو فالدنر في مؤتمر صحفي "مازلنا ملتزمون بحل دبلوماسي."

وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين "ما سمعته الليلة الماضية في القاعة لم يكن اتفاقا على التفاصيل المحددة ولكن حديثا عاما بأن ايران ينبغي أن تشعر بالعزلة وأن هناك ثمنا لما يفعلونه."

وأضاف "الان نحن بحاجة لتجاوز ذلك والاتفاق على أمور محددة بشأن الاجراءات التي نحتاجها لوضع ذلك موضع التنفيذ."

ومضى يقول ان اعلان ايران الاسبوع الماضي أنها تمكنت من تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض وتعتزم انتاجه بكميات صناعية حدد اتجاه المجتمع الدولي في هذه القضية.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون ان طهران يمكن أن تتحول الى انتاج اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنابل نووية.

وقال بيرنز "الجديد هو وجود احساس أكبر بمدى إلحاح الامر في ظل ما فعله الايرانيون الاسبوع الماضي... كل الدول تقريبا تبحث فرض نوع ما من العقوبات وهذا تطور جديد. سمعنا الليلة الماضية وأيضا اليوم ان جميع من تحدثوا يبحثون فرض عقوبات."

وفي تطور مفاجيء أجرى وفد ايراني في وقت متأخر يوم الاربعاء محادثات في موسكو مع مسؤولين مما يعرف بالثلاثي الاوروبي الذي يضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا برغم أن متحدثا باسم السفارة البريطانية في موسكو قال انه لم يتم احراز تقدم كبير.

واضاف المتحدث "عرض الايرانيون موقفهم ونحن أنصتنا بعناية ولكن ليس هناك تقدم كبير."

وتقول ايران انها لا تريد الطاقة النووية الا للاستخدام في الاغراض المدنية ولكن روسيا قالت ان طهران لم تستجب للمطالب الدولية.

وقال دبلوماسي من دولة تعارض طموحات ايران النووية ان ايران قد تقترح "توقفا مؤقتا" لعمليات التخصيب.

وقال بيرنز ان واشنطن تعارض السماح لإيران بأي نوع من التوقف المؤقت ووصف بعض مواقف ايران التفاوضية بأنها "خدعة".

وقال بيرنز "من النقاط الجوهرية التي طرحتها وايدها عدد كبير من الناس في القاعة هي اننا لن نقبل بأي توقف مؤقت من جانب ايران."

وأضاف "جميعنا قلنا هذا الرأي وهو أننا لن نسقط ضحية خدعة التوقف المؤقت مع العلم بأن الايرانيين حسب قول الرئيس أحمدي نجاد لن يتوقفوا عن المضي قدما على طريق التخصيب."

ويعتزم الرئيس الامريكي جورج بوش اثارة القضية مع نظيره الصيني الزائر هو جين تاو.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة ستستخدم إجراءات سياسية واقتصادية وإجراءات اخرى لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.

وقالت رايس التي كانت تتحدث الى مجلس شيكاجو للعلاقات الخارجية ان المجتمع الدولي متفق على ان ايران لايجب ان تحصل على اسلحة نووية وانه مستعد للرد.

ورفض بوش يوم الثلاثاء ان يستبعد استخدام الضربات النووية ضد ايران اذا فشلت الدبلوماسية في الحد من الطموحات النووية للجمهورية الاسلامية.

وقالت رايس ردا على سؤال بشأن ايران "من اجل صرف الايرانيين عما يعد سلوكا مناقضا لكل رغبات المجتمع الدولي نحن مستعدون لاستخدام الاجراءات المتاحة لنا ..الاقتصادية والسياسية واخرى لاثناء ايران."

وعندما سئلت عن النقطة التي قد يبدأ عندها العمل العسكري ضد ايران اعادت رايس تاكيد ان الضغوط الدبلوماسية والسياسية يجب ان تستنفذ. غير انها اكدت وجهة نظر الرئيس الامريكي في ان كل الخيارات تظل مطروحة.

وقالت رايس "القضية هنا هي حشد المجتمع الدولي..توحيد المجتمع الدولي حول وجهة النظر بان ايران لايمكن ان تحصل على سلاح نووي. هذا امر متفق عليه."

وقالت ان الولايات المتحدة امامها عدد من "السبل الدبلوماسية المتاحة لاقناع الايرانيين بان عليهم ان يعودوا الى المفاوضات." غير انها لم تتطرق الى تفاصيل.

ووصلت اسعار النفط الى 73 دولارا مدفوعة جزئيا بالمخاوف من ان النزاع يمكن ان يعطل شحنات النفط من اكبر رابع مصدر للنفط في العالم.

وقال وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار يوم الخميس ان الحديث عن امكانية استخدام الولايات المتحدة القوة لوقف البرنامج النووي لطهران هو مجرد تهديد أجوف.

ويقول الرئيس الامريكي جورج بوش انه يستخدم الدبلوماسية للحد من طموحات ايران النووية لكنه لم يستبعد الخيار العسكري بما في ذلك توجيه ضربة نووية لمنع الجمهورية الاسلامية من امتلاك اسلحة نووية.

وقال نجار خلال زيارة لجمهورية اذربيجان المجاورة "الولايات المتحدة تهدد ايران منذ 27 عاما وهذا ليس جديدا علينا. ولذلك نحن لا نخشى ابدا التهديدات الامريكية.

"اذا اخذت في الاعتبار انهم لم يفعلوا شيئا.. هذا يثبت انه مجرد كلام."

وأضاف وزير الدفاع الايراني "نحن مستعدون لحسم كل القضايا من خلال التفاوض (لكن) اذا واجهنا شيئا سنكون مستعدين للتعامل معه."

وتعتبر اذربيجان وهي جارة إيران الشمالية حليفا وثيقا لواشنطن وتجري مناورات مشتركة مع الجيش الامريكي.

ورددت وسائل اعلام اذربيجانية وروسية بان الولايات المتحدة قد تستغل الجمهورية السوفيتية السابقة لممارسة ضغوط على إيران بل ربما شن هجوم عسكري. ونفى المسؤولون في واشنطن وباكو هذه التقارير تماما.

ومن المقرر أن يسافر الرئيس الاذربيجاني الهام علييف الى واشنطن الاسبوع القادم بدعوة من البيت الابيض.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 22/نيسان/2006 -23/ربيع الاول/1427