رسالة من السيد السيستاني إلى مبارك والشيعة في العراق والكويت يستنكرون تصريحات مبارك

بعث اية الله العظمى السيد علي السيستاني برسالة الى الرئيس المصري حسني مبارك تتعلق بتصريحاته الاخيرة التي قال فيها ان «ولاء اغلب الشيعة لايران وليس لدولهم» على ما أفادت مصادر مقربة من المرجع الشيعي الكبير أمس.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «الرسالة تم تسليمها الى السفارة المصرية في العاصمة اللبنانية بيروت»من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

وكان مبارك صرح في حديث لقناة «العربية»الفضائية السبت ردا على سؤال عن التأثير الايراني في العراق «بالقطع ايران لها ضلع في الشيعة (..) الشيعة 65 بالمئة من العراقيين وهناك شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لايران.اغلبهم ولاؤهم لايران وليس لدولهم».

وقاطع العراق أمس اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المعنية بتطورات الاوضاع في هذا البلد والتي بدأت اجتماعاتها في القاهرة.

وقال مصور وكالة فرانس برس ان مقعد العراق كان خاليا لدى بدء اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي تضم عشر دول هي العراق ومصر والسعودية والاردن والامارات والبحرين والكويت وسوريا والسودان والجزائر.

وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعلن في وقت سابق ان وفدا عراقيا سيشارك في هذا الاجتماع ولكن وزير الخارجية هوشيار زيباري لن يتمكن من الحضور.

وقال الفيصل للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك ان «وفدا عراقيا سيحضر الاجتماع نظرا لانشغال وزير خارجية العراق».

واعتبر الفيصل انه «اذا تغيب العراق عن الاجتماع فلن يكون ذلك لصالح الشعب العراقي».

واضاف الفيصل ان «الاجتماع ينعقد بمقر جامعة الدول العربية وان العراق عضو مؤسس بها ولا يمكن تصور غيابه عن هذا الاجتماع».

من جهة اخرى وفي الكويت طالب بيان صادر عن «ائتلاف التجمعات الوطني» الرئيس المصري محمد حسني مبارك بالاعتذار عن تصريحه لقناة العربية بخصوص انتماء المسلمين الشيعة لايران.

واكد البيان الذي وقعه امين عام الائتلاف عبد الحسين السلطان ان هذا التصريح يدفع بالشارع العراقي والعربي الى التصعيد الطائفي واثارة الفتنة بين المسلمين، لافتا الى ان التشيع - بقراءة التاريخ الصحيح حسب ما دعا اليه البيان - لم يكن يوما كيانا سياسيا خارجا عن الامة وان مصر العزيزة على قلوب شيعة العالم شاهد على ذلك بمراقدها وقبابها ومساجدها.

وضرب البيان مثلا بموقف الشيعة في الكويت إزاء الغزو الصدامي، وكذلك شيعة البحرين والعراق ومصر مؤكدا ضرورة التثبت والتأني في التصريحات لان الامة لن تنهض الا بوحدتها وتكاملها ونبذ روح الطائفية والتمزق.

من جهتها دعت المؤسسة التنسيقية لمنظمات المجتمع المدني في ذي قار الحكومة العراقية الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر بسبب التصريحات التي ادلى بها الرئيس المصري حسني مبارك والتى قال فيها ان شيعة العراق موالون لايران.

وحثت المؤسسات الحكومة العراقية على "المطالبة بتغيير مكان اجتماع وزراء خارجية دول الجوار بشأن العراق الى اية دولة اخرى مستقبلا."

وقال البيان "لقد انكشفت المخططات المعادية للعراق وشعبه الابي والتي تهدف من وراء تخطيطها هذا الى إحداث الفرقة بين الشعب الواحد الذي اثبت وحدته عبر العصور السالفة وكان لحضارته الاصيلة تأثير على بقية حضارات العالم."

وشدد البيان على أن "ولاء العراقي لوطنه وللرسول وآل بيته الاطهار."

وعلى صعيد متصل، ذكرت مصادر مطلعة في المحافظة ان المراجع السياسية والدينية اوصت اتباعها بعدم التظاهر ضد تصريحات الرئيس المصري والاكتفاء بالمواقف السياسية التي تتخذها الحكومة.

وقالت تلك المصادر التي تمثل عددا من الاحزاب الاسلامية والسياسية ان تلك الجهات دعت الى حصر ردود الافعال بالنخب السياسية في ظل الظروف الحالية التي يمر بها البلد.

ولم تستبعد تلك المصادر ان تشهد الايام القادمة تظاهرات في المناطق الشيعية ضد تصريحات الرئيس المصري حول الشيعة ، وقالت ان الامر مرهون بتطورات الموقف السياسي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 14/نيسان/2006 -15/ربيع الاول/1427