نسخة وحيدة من إنجيل يهوذا وعالم آثار يهودي يعتبر وجود النبيين داوود وسليمان أسطورة

اعلن الامين العام للمجلس الاعلى للاثار المصري زاهي حواس الاربعاء ان مصر استعادت من الولايات المتحدة مخطوطة تعتبر النسخة الوحيدة في العالم من انجيل يهوذا غير المعترف به من الكنائس المسيحية في العالم. وقال حواس ان "المخطوطة مكتوبة على 13 ورقة باللغة القبطية القديمة وتم تغليفها بغلاف سميك من الجلد وتم اخراجها من البلاد قبل اكثر من ربع قرن".

وكان فلاح مصري عثر على المخطوطة في احد الكهوف الموجودة في الصحراء بالقرب من بني مزار (200 كلم جنوب القاهرة) في محافظة المنيا وباعها لاحد تجار الاثار المصريين الذي قام بتهريبها ووضعها في احدى خزائن احد البنوك الاميركية الى ان تمكن من بيعها لتاجرة آثار. واستقرت المخطوطة اخيرا لدى مؤسسة ميسنيس الاميركية في عام 2000 واتفق الامين العام للمجلس الاعلى للاثار حواس مع مؤسسة ناشونال جيوغرافيك ومعهد ويت للاكتشافات الاثرية على ان يقوما بشراء هذه النسخة بمليوني دولار تدفع مناصفة بين المؤسستين ليقوما بعدها بترميمها وترجمتها واعادتها الى وطنها الاصلي مصر.

وتبين بعد ترميم المخطوطة وترجمتها انها "سفر ليهوذا الذي يصور ابعادا مختلفة لعلاقته مع السيد المسيح بشكل مختلف عما نجد في الاناجيل الاربعة المعروفة متى ومرقص ولوقا ويوحنا والتي اقرها المجمع القبطي الذي عقد في عام 325 ميلادية في احد مدن اسيا الصغرى". وتابع ان "الانجيل المكتشف يظهر ان يهوذا لم يخن المسيح ولم يسلمه للرومان مقابل 30 قطعة من الفضة بل كان الحواري الطائع الامين الذي قام بهذا العمل بناء على اوامر السيد المسيح نفسه".

والمخطوطة تعود الى القرن الثالث او الرابع للميلاد وهي منقولة عن نص مفقود لمخطوطة كتبت باللغة اليونانية القديمة عام 180 ميلادية. واشار احد علماء الاثار المختصين الذي رفض ذكر اسمه ان "هذه المخطوطة ستغير الكثير من المعروف عن تاريخ الديانة المسيحية التي اعتبرت يهوذا خائنا وبنت الكثير من الاحكام على هذا الفعل وهي المرة الاولى التي نجد فيها ما يدلل على براءة المتهم التاريخي".

وتابع "لقد فقد الادباء رمزا هاما في كتاباتهم الادبية لاحد رموز الخيانة عبر التاريخ اذا كان ما تضمنته هذه المخطوطة صحيحا".

وعلى صعيد مقارب شكك عالم الآثار اسرائيل فينكلشتاين في اسطورتي الملك داوود وسليمان الحكيم موردا قراءة جديدة لهما على ضوء ابحاث علمية مفادها ان داوود كان ربما مجرد قاطع طرق وسليمان الحكيم كان حاكم اورشليم (القدس) في زمن لم يكن عدد سكانها يتعدى بضعة الاف. وتحول داوود الراعي والمحارب والملك وسليمان الحكيم الذي حكم بتبصر وطيبة وعدل الى نموذجين عن الادارة الرشيدة. غير ان فينكلشتاين افاد في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس لمناسبة صدور كتابه الجديد بعنوان "ملوك الكتاب المقدس" في الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا واسرائيل ان اي اكتشاف في مجال علم الاثار والتاريخ لم يؤكد حتى الان ان هذين الملكين عاشا حقا. وقال "ان اسمي داوود وسليمان لم يردا في اي نص معاصر خارج الكتب المقدسة". وسبق لفينكلشتاين الذي يدير معهد علم الاثار في جامعة تل ابيب ان اثار جدلا محتدما قبل اربع سنوات عند صدور كتاب سابق الفه بالاشتراك مع الصحافي نيل آشر سيلبرمان الذي ساهم ايضا في الكتاب الجديد. وكتب عالم الاثار في "ملوك الكتاب المقدس" ان "معظم المحطات الشهيرة في حكاية داوود وسليمان اما وهمية واما مشكوك بصحتها من منظار تاريخي واما مبالغ بها". واوضح فينكلشتاين ان علماء الاثار غالبا ما استخدموا نص الكتاب المقدس "اساسا لتفسير اكتشافات علم الاثار التي تؤكد بدورها صحة الكتاب المقدس التاريخية" مضيفا ان "ما لا يبدو متماسكا يتم التغاضي عنه الى ان ينهار البناء برمته". وينطلق الكتاب من تحديد تواريخ ملكي داوود وسليمان وهي تواريخ موضع جدل كبير فيستند فينكلشتاين الى ادلة علمية وعلى الاخص التحاليل بمادة الكربون 14 ليحدد بداية ملك داوود في القرن العاشر قبل الميلاد في حين كان حتى الان محددا في القرن التاسع.

وقال فينكلشتاين "ان الفارق قرن لكنه قرن حاسم". واوضح ان مملكة يهودا في القرن التاسع كان يعمها الازدهار والنظام وكان الناس يتقنون الكتابة في ظل ادارة جديرة تركت اثارا كثيرة في حين لم يكن هذا التطور ملموسا قبل قرن ما يبعث على التشكيك في امكانية وجود مملكة قادرة على بناء هيكل اورشليم الوارد ذكره في الكتاب المقدس. ويؤكد فينكلشتاين انه يعتمد في بحثه خط المؤرخ الفرنسي مارك بلوك واسلوبه "التراجعي" الذي ينطلق من الحاضر لمعرفة الماضي.

وفي ما يتعلق بالمعركة بين داوود وغوليات يوضح عالم الاثار انه من غير الممكن ان تكون وقعت في القرن التاسع قبل الميلاد مشيرا الى ان العملاق الفلسطيني يعرف عنه على انه من مدينة غات التي دمرت قبل عقود من ذلك الوقت.

وذكر فينكلشتاين ايضا ان غوليات كان يرتدي ملابس مرتزق يوناني وان حكايته مروية باسلوب يذكر باسلوب ملاحم هوميروس ولا يمكن بالتالي الا ان يكون وضع في وقت لاحق. وبحسب عالم الاثار فان الكتاب المقدس يذهب الى حد كشف اسم كاتب حكاية داوود وهو يدعى "الحنان". وقال فينكلشتاين ان عمليات التنقيب عن الاثار التي يديرها في موقع مجيدو الاثري شمال اسرائيل جمعت فريقا من 43 خبيرا كبيرا واتاحت جمع ادلة علمية لا يمكن دحضها.

وقال "لم تحصل ثورة مماثلة في الدراسات التي تتناول حقبة يسوع المسيح وقد بقيت متوقفة في مرحلة بدائية جدا من علم الاثار. وهذه الثورة ضرورية وستحصل حتما".

 وقد صدر "ملوك الكتاب المقدس" لاسرائيل فينكلشتاين ونيل آشر سيلبرمان مؤخرا عن دار بايار في 317 صفحة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 13/نيسان/2006 -14/ربيع الاول/1427