الكويتيون الشيعة يطالبون مبارك بالكف عن زرع الفتنة الطائفية ويعتبرون ان ولاءهم للكويت وليس لإيران

كما كان متوقعاً اثارت تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك امس موجة من الغضب العارم في الشارع الشيعي بدول المنطقة وتحديدا في الكويت والعراق وايران، واثارت القيادة العراقية على جميع مستوياتها.

فقد أصدر تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت بيانا حول ولاء الشيعة بدأوه بالاستشهاد بالحديث النبوي الشريف «ان حب الوطن من الايمان» وقالوا في بيانهم: ان المواطنين الشيعة في الخليج عموما وفي الكويت خصوصا يحبون ارضهم ووطنهم ودولتهم وولاؤهم اولا واخيرا لبلدانهم وقياداتهم السياسية فالمواطن السعودي يحافظ على خصوصيته السعودية ويكن الحب والولاء للمملكة العربية السعودية والمواطن الكويتي الشيعي اثبت ولاءه وحبه لوطنه على مر التاريخ ومنه حينما غزانا الجيش الصدامي البعثي وقد وقف المواطنون الشيعة بجانب اخوانهم السنة يدافعون عن وطنهم واعطوا شهداء واسرى في سبيل تحرير الكويت وجاء في البيان ان المواطنين الكويتيين الشيعة لهم علاقة واسعة وحميمية مع حكومة آل الصباح المحترمة وهم على اتم استعداد وفي اي وقت كان للدفاع عن ارضهم وبلدهم لو فكر عدو او جبار ظالم بالتعدي على وطننا بغض النظر عن هوية هذا المعتدي.

وقال علماء الشيعة في الكويت: صراحة من دون مجاملة او تقية بان ولاءنا التام الخالص وحبنا الحقيقي لدولتنا الموقرة وارضنا وترابنا وليس لايران وهذا واضح لا مجال للشك فيه وما قلناه عين الصواب والواقع والحقيقة.

وشن عدد من اعضاء مجلس الامة خصوصا ابناء المذهب الجعفري هجوما عنيفا على الرئيس مبارك بلغ الى حد القول أن يده صافحت أيادي اليهود الملطخة بالدماء العربية.

وطالب النواب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدوه صباح يوم الاحد في قاعة الاحتفالات الكبرى بمجلس الأمة الرئيس مبارك بالكف عن زرع الفتنة الطائفية في المنطقة، مؤكدين على ان هذه التصريحات غير المسؤولة صدرت عن قائد عربي يفترض فيه الحكمة والخبرة بدلا من العمل على محاولة زرع الفتنة.

واكد النواب د. حسن جوهر وصالح عاشور وصلاح خورشيد رفضهم الكامل بأن يكون مبارك هو من يضع معايير الولاء والوطنية وهو اول من تخلى عن مبادئ الاسلام عندما وضع يده بيد اليهود الملطخة بالدم العربي مشددين على ان التشكيك بوطنية الشيعي مرفوض معلنين عن طلب سيقدم الى رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي لتخصيص الجلسة المقبلة لمجلس الامة لمناقشة التصريحات التي ادلى بها مبارك بهذا الخصوص.

وفيما اعرب النائب د.حسن جوهر عن اسفه لما تناقلته وسائل الاعلام من تجريح واضح وتشكيك بولاء شيعة المنطقة لجهات اخرى حددها مبارك في ايران اكد «اننا لا نستجدي شهادات الولاء والطاعة لاوطاننا لا من مبارك ولا غيره لافتا الى ان تصريحات الرئيس المصري تتزامن مع ذكرى سقوط طاغية العراق الامر الذي لا يفهم مغزاه من هذا التصريح وفي مثل هذا الوقت وانه لا يخدم الا الفتنة الطائفية».

واوضح جوهر ان دور مصر المحرض خلال السنوات الثلاث الماضية انكشف عبر تصريح الرئيس مبارك الذي حمل طعنا وتجريحا غير مقبول مضيفا «اننا نربأ بالرئيس المصري وضع معايير الولاء والوطنية خصوصا وانه اول من تخلى عن مبادئ الاسلام عندما وضع يده بيد اليهود الملطخة بالدم العربي ناهيك عن ان العلم الاسرائيلي مازال يرفرف في سماء القاهرة».

وقال جوهر موجها حديثه للرئيس المصري «لتعلم يا مبارك ان كل الشيعة تاج على رأسك وغيرك من القادة الذين يشككون في ولاء الشيعة لاوطانهم» مؤكدا ان الصدع الذي سببه لا يرأبه سوى اعتذار رسمي وواضح.

بدوره اكد النائب صالح عاشور ان تصريح مبارك يكرس سياسة استخباراتية لضرب استقرار المنطقة لافتا الى انه يبدو ان نجاح الاخوان المسلمين في الانتخابات المصرية الاخيرة يؤرق الرئيس المصري الامر الذي جعله يطلق مثل هذه التصريحات.

واشار عاشور الى وجود استنكار شعبي واضح في كل دول المنطقة وتوقع عقد مؤتمرات خليجية للرد على تصريح الرئيس المصري داعيا حكومات المنطقة للرد عليه وتأكيد وطنية الشيعة في بلادهم.

وقال ان الشيعة الغوا التواجد الاسرائيلي في جنوب لبنان ووضعوا علم بلادهم لبنان في حين مازال علم اسرائيل يرفرف في قلب الامة العربية مصر، مطالبا مبارك بالافصاح عن اي معلومات لديه عن الشيعة وأما اذا كان كلامه «زلة» لسان فليعتذر رسميا.

ومن جانبه نقل النائب صلاح خورشيد عن الرئيس جاسم الخرافي بانه سوف يهاتف وزير الخارجية لاتخاذ اجراء رسمي ازاء ما حصل من تصريحات من الرئيس المصري حسني مبارك.

وأشار خورشيد إلى أن مبارك هرول للصهاينة رغم ما يقومون به من دور في فلسطين وجنوب لبنان ومصر وسورية مؤكدا استنكاره الشديد.

وطالب الدولة باستنكار واضح ورسمي لافتا الى ان الشارع الكويتي يغلي مطالبا مبارك بتحمل نتائج اقواله.

واوضح خورشيد انه طالب النائب حسين القلاف الذي يشارك حاليا ضمن الوفد الكويتي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الاسلامي بتركيا اثارة هذا الموضوع خلال الاجتماعات.

واضاف جوهر: ان تصريح الرئيس المصري تزامن مع سقوط طاغية العراق، ولا نفهم مغزى هذا التصريح الذي يصدر والعراق يدمى ودول الخليج تسعى لرأب الصدع وتوحيد الجبهة العراقية، معتبرا ان تصريح مبارك لا يخدم سوى اثارة الطائفية.

وقال جوهر 'ان الرئيس المصري بعيد عن اجواء وحساسية المنطقة وتصريحه يخدم زرع الفتنة في دول الخليج التي عاشت وتعيش في أمن وأمان'.

واشار الى ان مبارك كان يتباكى على اطفال العراق، لكنه الآن لم يتكلم عن الاطفال الذين يقتلون في مدارسهم وامام بيوتهم، كما لم تقدم مصر خطوة لتحقيق الاستقرار في العراق الذي يشهد للاسف حربا مفتوحة يدفع ثمنها الشعب العراقي الاعزل.

واضاف ان مواضيع الطائفية ليست في مصلحة احد، وهذا التصريح ازعج الشيعة والسنة قاطبة، ولا يرأب هذا الصدع سوى اعتذار، وقال لكن 'لا يمكن نسيان دماء مصر التي سالت في الكويت، لكن تصريح الرئيس مبارك اصاب المنطقة ككل، متسائلا اين الدور المصري الايجابي في العراق الذي اصبح ساحة مكشوفة ودولة محتلة من القوات متعددة الجنسيات، متمنيا من الجميع احترام خيار الشعب العراقي في اختيار من يريد لتمثيله في البرلمان او رئاسة الوزراء، لافتا الى ان الرئيس مبارك يتحدث بازدواجية فهو ينتقد موقف اميركا من فوز حماس بالانتخابات ثم لا يقدم شيئا حيال ما يحصل في العراق من خيار ديموقراطي.

وقال النائب صالح عاشور انه في الوقت الذي تتوقع فيه شعوب المنطقة تغليب الحكمة لوقف الغليان في المنطقة جراء التفجيرات التي يقوم بها التكفيريون والبعثيون في العراق، نفاجأ بتصريح مبارك الناري والمشكك في وطنية الشيعة، مشيرا الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يصرح فيها بذلك، حيث تجاوز الكويتيون تصريحا مماثلا له في المطار عندما جاء مهنئا صاحب السمو الامير بتولي مقاليد الحكم.

واضاف عاشور ان تصريح مبارك يكرس سياسة تضر باستقرار المنطقة، مؤكدا ان الديموقراطية ستجتاح المنطقة، معتبرا ان نجاح الاخوان المسلمين في الانتخابات المصرية الاخيرة يؤرق الرئيس المصري، فأطلق مثل هذه التصريحات.

واكد عاشور وجود استنكار شعبي واضح في كل دول المنطقة، متوقعا عقد مؤتمرات خليجية للرد على تصريح مبارك، داعيا حكومات المنطقة للرد والتأكيد على وطنية الشيعة في بلادهم.

وفي آخر ردود الفعل قال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر الصباح ان تصريحات الرئيس مبارك حول ولاء الشيعة لايران "لا يعني الكويت من قريب او بعيد". واوردت وكالة الانباء الكويتية نقلا عنه "ان التاريخ يشهد لشعبها (الكويت) سنة وشيعة بمواقفهم الوطنية الراسخة والواضحة في الحفاظ على تلاحم نسيجهم الاجتماعي ووحدتهم الوطنية وشريعتهم في السراء والضراء".

واضاف ان "خير شاهد على ذلك التلاحم الوطني الرائع فى وجه العدوان الصدامي الغاشم على دولة الكويت والذي لم يفرق بين شيعتها وسنتها حيث وقف الجميع صفا واحدا سنة وشيعة حاملين السلاح والقلم مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وحدتهم الوطنية وشريعتهم القائمة على عدم التفرقة بين ابناء المجتمع قاطبة".

وتابع "وهو امر نفتخر ونعتز به وندعمه وسيبقى شعارنا قولا وعملا ما بقيت (الكويت) وبقي اهلها".

ويمثل الشيعة ثلث سكان الكويت.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  11/نيسان/2006 -12/ربيع الاول/1427