عقدة إختيار رئيس الوزراء سيناريوهات وحلول

ما زال اسم مرشح الائتلاف العراقي الموحد لرئاسة الوزراء هو ( العقدة الصعبة) أمام تشكيل الحكومة القادمة ؛ فبعد أن كانت المعارضة من خارج كتلة الإئتلاف.. برز أعضاء من داخله يطالبون مرشحه المختار إبراهيم الجعفري بالتنحي عن هذا المنصب .

كيف يمكن أن يخرج الائتلاف من هذا المأزق..؟

أستاذ القانون الدكتور حسين عذاب ، الذي كان عضوا في الجمعية الوطنية السابقة ، قال لـ (أصوات العراق) "معلوماتي من داخل الائتلاف تشير إلى حراجة موقف الائتلاف ،في ظل زيادة الضغوط عليه.. وعدم توصل قادته إلى الحل الذي يرضي جميع الأطراف ويحافظ على وحدتهم في نفس الوقت."

و يضيف عذاب " بحسب القانون الداخلي للائتلاف فان الأعضاء يجب أن يجتمعوا و يراجعوا اسم مرشحهم وفق الضوابط الموضوعة ، و لكن أعضاء الدعوة أو الكتلة الصدرية يؤكدون أن الأمر محسوم بعد الانتخابات الداخلية و التي فاز بها الجعفري بفارق صوت واحد عن عادل عبد المهدي."

ويختتم عذاب " لربما يترك الحسم في هذه المسألة لمجلس النواب بحيث يرفض أو يوافق على ترشيح الدكتور الجعفري."

أما المحلل السياسي السيد نزار السامرائي فيرى أن الخيارات ضيقة أمام أعضاء الائتلاف،ويقول " لن يكون بمقدور الائتلاف أن يحتفظ بالأوراق بيديه طويلا..

بسبب الضغوط المحلية من الأحزاب الرافضة لترشيح الجعفري ،وأيضا الضغوط الدولية.. خاصة بعد زيارة رايس وسترو ، اللذين أوضحا أن الرفض هو موقف الإدارة الأمريكية الرسمي.. وليس رأي السفير خليلزاد الشخصي."

ويكمل السامرائي "يمكن للائتلاف أن يجني مكاسب من تسمية مرشح آخر غير الجعفري

.. بحيث يستطيع أن يطالب بحقائب وزارية لم يكن ليطالب بها في حال تمسكه بالجعفري."

أما عن السيناريو المحتمل ،فيقول السامرائي " يمكن للائتلاف والكتل الأخرى أن يتوافقوا على تسمية رئاسة الجمعية الوطنية.. ثم ينتقل الأمر إلى تسمية رئاسة الجمهورية ،وبعد ذلك يحال اسم المرشح لرئاسة مجلس الوزراء إلى مجلس النواب لينظر في المسألة..

وبذلك يكون الأمر منطقيا وبعيدا عن الضغوط الخارجية."

بيد أن السيد محمد عبد الجبار ، رئيس تحرير صحيفة ( الصباح) العراقية اليومية ، يرى عدة سيناريوهات محتملة.. بالإضافة إلى ما يراه الآخرون ،وهي " أولا.. إصرار الجعفري على ترشيحه ،مما يؤدي إلى انقسام الائتلاف ،أو يتنازل الجعفري طوعا إلى شخص آخر من داخل الائتلاف.. وهو أمر بعيد المنال."

ويتابع " ثالثا.. أن يذهب الائتلاف إلى مجلس النواب بأكثر من مرشح ليختار واحدا منهم ،

وأعتقد أن الجعفري لن يكون المرشح الذي يختاره المجلس في هذه الحالة."

ويضيف عبد الجبار سيناريوهين آخرين" أن تشكل الكتل الأخرى كتلة أكبر من الائتلاف.. مما يعطيها الحق في ترشيح رئيس الوزراء ،وهذا أمر يصعب تصوره في ظل حصول الائتلاف على 47% من مقاعد المجلس."

ويشير إلى أن السيناريو الخامس " نظري.. وهو أن يوافق المعترضون على الجعفري ويسحبون اعتراضاتهم ،لكن في ظل الظروف الراهنة.. يعتبر هذا السيناريو من أصعب الأمور تحقيقا."

وكانت مصادر عراقية مطلعة قد اكدت لـ الوطن الكويتية بان الجماعات المؤيدة للجعفري تراهن على تمرير ترشيحه داخل البرلمان بحالين، الاول اقناع الائتلاف بطرح اكثر من مرشح للائتلاف للتصويت، بما يشتت الاصوات، ويمنح الجعفري العدد الاكبر من الاصوات التي تشابه حالة الانتخاب داخل قائمة الائتلاف وفاز بها الجعفري بفارق صوت واحد، والحالة الثانية التنسيق مع قائمة جبهة الحوار الوطني، التي يتزعمها الدكتور صالح المطلك في التصويت لصالح الجعفري، وفي حالة ضمان ذلك سيصار الى ترشيح الجعفري منفردا من قبل قائمة الائتلاف، او باتباع الحالين معا.

وتتفق مصادر حزب الفضيلة، المشارك في قائمة الائتلاف، في تفضيل خيار نقل الموضوع برمته الى مجلس النواب الذي يمكن ان يدعى لعقد جلسة تشاور في نهاية هذا الاسبوع، بعد انقضاء المهلة التي حددت في اجتماعات الزعامات السياسية لقائمة الائتلاف بالانتهاء من موضوع الرد على رسائل المعترضين «التحالف الكردستاني، والتوافق العراقية والعراقية الوطنية» والتي أحالها السيد عبد العزيز الحكيم بدوره الى الدكتور ابراهيم الجعفري ليثبت عليها ملاحظاته في سياق مناقشات اللجنة السباعية لقيادات الائتلاف.

واضافت «هناك ثلاث كتل في الائتلاف لا تؤيد الجعفري وتطالب الحكيم بالرد على رسائل القوائم المعترضة على ترشيح الجعفري خلال المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة، لكن الكتل الأربع الاخرى ترفض الرد وتفضل تأجيله الى ما بعد المفاوضات».ت».

ونقلت صحيفة المدينة السعودية عن الطالباني قوله "ان المشاورات تجري بسرعة وأتمنى أن لا تطول أكثر من هذا وان قائمة الائتلاف العراقي الموحد اذا أصرت على موقفها من ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري فاننا سنلجأ الى البرلمان".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  6/نيسان/2006 -7/ربيع الاول/1427