لقد فاجئني خبر اطلاق الصحفية الامريكية والمفاجئة في الامر ليس
بالخبر ولكن في مسرحية الاطلاق ويقول المثل اذا لم تستحي فا فعل ما شئت.
قبل ثلاث اسابيع ومن خلال قناة العراقية صرح وزير الداخلية بيان جبر
الزبيدي بان لديه معلومات اكيدة حول المكان الذي تتواجد فيه الصحفية
الامريكية، وايضا يمتلك معلومات اكيدة حول الجهة التي اختطفتها وقد قال
بالنص ان احد مكاتب الاحزاب السياسية المشتركة في العملية السياسية
متورط بعملية الاختطاف ولااعلم ان كانت قيادة هذا الحزب متورطة ايضا ام
لا.
والكلام للوزير بيان جبر لقد اخبرت قائد القوات المتعددة الجنسيات
وكذلك السفارة الامريكية واعطيتهم كل المعلومات المتعلقة بالامر.
وبعد فترة ثلاثة اسابيع من اعطاء المعلومات للسفارة الامريكية نسمع
من نفس الشاشة التي التقت بالسيد الوزير بان مسلحين اوصلوا الصحفية
الامريكية الى مكتب الحزب الاسلامي بالعامرية ويخرج الاستاذ الهاشمي
ويقول كنا نتوقع بانها احدى الخوات اللاتي يزرن المكتب، فاهدى لها نسخة
من القران الكريم وهو في بداية الامر لم يعلم بانها الصحفية الامريكية
المخطوفة كما ادعى.
وبعدها بلحظات صرح السفير الامريكي ابو عمر العفو خليل زادة بالشكر
والامتنان للحزب الاسلامي على مساعدته باطلاق الصحفية المخطوفة وكذلك
فعلت وزيرة الخارجية الامريكية والجميع مبتهجون فرحون كانهم لايعلمون
عن الامر شيئا.
وكانت المعلومات التي وصلت لهم قبل ثلاثة اسابيع عن الصحفية والجهة
التي اختطفتها ومكان تواجدها وغيرها من المعلومات لم تكن مفرحة للجانب
الامريكي حتى يشكروا من اعطاهم هذه المعلومات وعمل على اطلامق سراحها
بشكل حقيقي.
كل هذه المهازل ليس بالامر المهم فقد تعودنا عليها ولكن الامر
اللامعقول كيف يسكت من يمتلك الحقيقة ولايخبر بها الشعب فهذا السكوت
سيشجعهم على فعل المزيد والاقبح, لقد سكتنا في بداية حكم البعثيون حتى
سجنونا وعذبونا وشردونا وقتلونا وانتهكوا كل الحرمات.
نحن لانقول كذبوا كما يكذبون او اختلقوا المهازل كما يختلقون ولكن
نقول قولوا الحقيقة حتى يفهم الشعب الامر وياخذ حيطته ويعرف مع من
يتعامل.
نحن نتخوف الان بانكم اي المتصدين اذا استمريتم بعدم البوح بالحقيقة
عندها تكونوا امام الامر الواقع فتصبحوا من جديد لاجئين عندها لاتنفع
الحقيقة حتى ان وضعتموها في ارقى الكتب او الجرائد او القنوات الفضائية
عندها لاتنفع ساعة الندم.
فخذوا الامر بجدية ودافعوا عن مظلوميتكم بالحق الذي تملكوه
لابالسكوت الذي ارتضيتموه. |