اسرائيل نظام قائم على الكراهية والعنصرية والانتخابات تكشف الكثير

اظهر استطلاع للرأي نشرته الصحافة الاسرائيلية ان ثلثي اليهود يرفضون السكن مع العرب في المبنى نفسه، فيما أعرب نصفهم ب'الانزعاج' حين يسمعون اللغة العربية في الشارع.

ونشر 'مركز مكافحة العنصرية' العربي نتائج استطلاع للرأي تمحور حول المظاهر العنصرية من جانب اليهود تجاه المواطنين العرب في اسرائيل في مؤتمر صحفي عقد في مدينة الناصرة امس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية.

وافاد تقرير المركز الذي جاء تحت عنوان 'ثقافة الكراهية' ان المركز نجح في تسجيل 225 حالة عنصرية تجاه العرب خلال عام 2005.

وأوضح ان هذه الحالات تشكل أقل من 20 في المائة من الحالات الحقيقية التي وقعت في اسرائيل في العام الماضيِ وتبين أيضا ان 75 في المائة من الحالات العنصرية تجاه العرب في اسرائيل مصدرها المؤسسة الحاكمة وبينها الوزارات والشركات الحكومية ومنتخبو الجمهور وبعضها يتعلق بعدم قبول العرب للعمل في السلك الحكومي لدوافع عنصرية.

وتبين من استطلاع الرأي المرفق بالتقرير ان 46 في المائة من اليهود لا يوافقون على ان يدخل عربي بيتهم، فيما قال 50 في المائة انهم يوافقون على ذلكِ وقال 41 في المائة من اليهود انهم يؤيدون الفصل بين العرب واليهود في أماكن الترفيه، فيما عارض ذلك 53 في المائة، وترتفع هذه النسبة بين اليهود كلما كان وضعه الاقتصادي متدنيا أكثر.

ووافق 63 في المائة من اليهود على عبارة ان العرب هم خطر أمني وديموغرافي على دولة اسرائيل، فيما عارض ذلك 31 في المائة من اليهود وترتفع هذه النسبة بين اليهود المتدينين والمحافظين والمهاجرين الجدد وذوي الدخل المنخفض.

وقال 40 في المائة من اليهود ان على دولة اسرائيل تشجيع مواطنيها العرب على الهجرة من الدولة، و52 في المائة فقط عارضوا ذلك.

من جهة اخرى يسعى عمير بيريتس المغربي المولد لاجتياز العائق العرقي ليصبح رئيسا لوزراء اسرائيل من سدروت بلدة العمال الكادحين التي يسميها موطنه.

وتقع سدروت بين صحراء النقب وقطاع غزة على الهامش في اسرائيل من الناحيتين الجغرافية والاقتصادية. فالبطالة مرتفعة في البلدة الحدودية الرملية التي تعرضت مرارا لضربات صاروخية تطلق من غزة القريبة.

كان بيريتس في الرابعة من عمره عندما وصل الى سدروت مع عائلته قادمين من المغرب في اطار موجة للمهاجرين اليهود من بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا المعروفين باسم السفارديم الذين عانوا طويلا من التهميش على أيدي الاسرائيليين من أصل أوروبي الذين يعرفون بالاشكناز.

اجتاز بيريتس الاشتراكي ذو الشارب الكثيف حاجزا في نوفمير تشرين الثاني الماضي حين أطاح برجل الدولة الحائز على جائزة نوبل للسلام شمعون بيريس البولندي المولد وانتزع منه قيادة حزب العمل المنتمي الى يسار الوسط.

لكن حزب العمل شهد منذ ذلك الوقت انشقاق عدد من كبار الشخصيات وفوضى سلطت الضوء على انقسام عرقي داخل المجتمع الاسرائيلي غير مرئي للعالم الخارجي بدرجة كبيرة.

لم تنتخب اسرائيل قط منذ قيامها في عام 1948 رئيسا للوزراء من السفارديم رغم أنهم يشكلون نصف سكانها اليهود تقريبا.

قال عامي وهو اسرائيلي مولود في المغرب وهو يلعب النرد في سوق بالقدس "التحيز شديد جدا في الداخل." وقال مايكل الذي كان يقف بقربه انه يأمل أن يؤدي ترشيح بيريتس الى تغيير التوجهات. وتابع قائلا "ربما سيفتح الباب."

ونادرا ما يتحدث بيريتس عما اسماه "الشياطين العرقيين" في اسرائيل. وعند سؤاله في مقابلة نشرت مؤخرا ان كان الاشكناز يتركون حزب العمل لانه من السفارديم قال "أرجو أن تظهر صناديق الاقتراع غير ذلك".

ويأمل حزب العمل أن يؤدي اختيار بيريتس للزعامة في توسيع شعبيته بين اليهود السفارديم المحرومين الذين اعتبروا الحزب معقلا للصفوة والاشكناز بعيدا عن نبض الشارع.

وكان اليهود السفارديم يوزعون أصواتهم عادة بين حزب الليكود اليميني وحزب شاس الديني المتشدد.

ويكافح حزب العمل الذي شهد تزايدا في التأييد لفترة قصيرة بعد فوز بيريتس بزعامته لكسب مؤيدين جدد.

وينتقد المخضرمون في حزب العمل افتقار بيريتس للخبرة وقالوا ان اشتراكيتيه التي تنتمي للمدرسة القديمة وصفة للفشل الاقتصادي. وعندما انشق بيريس على حزب العمل فقد الحزب بعض مؤيديه الاشكناز. وانتقل بيريس الى حزب كديما الذي شكله ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل قبل أن يصاب بجلطة ويقوده الان ايهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المؤقت.

ولا يتوقع أن يحقق حزب العمل نتيجة أفضل من أن يأتي في الترتيب الثاني بفارق كبير عن كديما في انتخابات 28 مارس اذار الجاري.

وعادات بيريتس ولكنته وخلفيته كزعيم نقابي مادة للضحك في واحد من أكثر برامج التلفزيون شعبية في اسرائيل وتثير اشمئزاز بعض الاسرائيليين بما في ذلك الكثير من الروس وهم الكتلة الانتخابية الاكثر نفوذا في البلاد.

وتقول يهوديت أوليل التي تدير حملة بيريتس الانتخابية في سدروت قائلة في ألم "يقولون انه يشبه ستالين وانهم لا يحبونه لانه من المغرب."

وقال شلومو بن عامي وزير الخارجية الاسرائيلي الاسبق وعضو حزب العمل منذ فترة طويلة والمولود في المغرب مثل بيريتس ان التحيز العرقي في خلفية السياسة في اسرائيل "طوال الوقت."

لكنه استطرد قائلا انه من الخطأ ارجاع مشكلات بيريتس الى التحيز الاشكنازي وحده. وأضاف بن عامي "من السهل للغاية القاء المسؤولية على المشكلة العرقية حين يكون هناك مرشح لا يلبي الشروط الاساسية للمنصب."

وقال شموئيل ساندلر استاذ السياسة بجامعة بار ايلان ان الناخبين الاسرائيليين قد يثقون في بيريتس فيما يخص القضايا الاجتماعية لكنهم لا يثقون فيه فيما يخص تحديات الامن القومي التي يفرضها فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير كانون الثاني الماضي والتوترات العالمية بشأن برنامج ايران النووي.

وقال ساندلر "الناس يتساءلون: هل سيكون بيريتس قادرا على السفر الى الولايات المتحدة للتحرك ضد ايران."

ولا يجيد بيريتس غير المعروف بدرجة كبيرة على المسرح العالمي الانجليزية.

عمل والد بيريتس المهاجر في مصنع في كيبوتز وتجد رسالته أقوى صدى بين الاسرائيليين الذين يشعرون بأن السياسات الاقتصادية الحالية وسعت الفجوة بين الاغنياء والفقراء.

قال سال سايمون أحد مؤيدي بيريتس أمام مقر حزب العمل في سدروت على بعد مبان معدودة من منزل بيريتس المتواضع "لا يوجد عمل. لا يوجد اقتصاد."

ولم يتمكن كثير من الاسرائيليين وخصوصا المهاجرين الجدد وأصحاب الدخول المحدودة من الاستفادة من الانتعاش الذي قادته التكنولوجيا الذي يعزوه محللون ماليون لاصلاحات السوق الحر والتخفيضات الكبيرة في الانفاق الحكومي.

وقال شاي بن يعيش نائب رئيس بلدية سدروت ان مشكلات اسرائيل الاكبر اجتماعية واقتصادية. ومضى يقول "أكبر نقاط ضعفنا ليست سوريا أو مصر أو الاردن أو حتى الفلسطينيين. مشكلتنا هي شعبنا."

لكن بن يعيش (37 عاما) قال ان بعض سكان سدروت يديرون ظهورهم لبيريتس ابن بلدتهم. وهناك انقسامات حتى بين المهاجرين من المغرب.

قال مئير مالكا المغربي المولد وأحد المسؤولين في بلدة بيت شميش وهي بلدة يعيش بها عدد كبير من المهاجرين "أتمنى أن يحالفه الحظ... لكنني لن أنتخبه."

وتابع مالكا قائلا أنه سينتخب أولمرت لانه يؤيد الانسحاب من أجزاء من الضغة الغربية المحتلة.

وأضاف مالكا (55 عاما) "كوني مغربيا لا يعني أنني سأعطي صوتي لمغربي."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 25/اذار/2006 -24/صفر/1427