الاتيكيت ظاهرة غريبة تقتحم المجتمعات العربية المحافظة

ظهرت في السنوات الاخيرة في الدول العربية وبصورة متفاوتة من دولة الى اخرى ظاهرة اجتماعية جديدة يطلق عليها (الاتيكيت) وهي ناتجة عن ابعاد اعلامية واجتماعية بالدرجة الاولى ثم تأتي الابعاد الاخرى ومنها البعد التربوي والنفسي والاخلاقي.

وانتشرت المعاهد والدورات التدريبية الخاصة لتعلم فن الاتيكيت واصبح الاشخاص من رجال ونساء يتدفقون على تلك المعاهد لفهم المعنى الحقيقي للاتيكيت ودراسة اصوله ومهاراته.

ولكن المعروف ان لكل بلد آداب تصرف ولغة اجتماعيه وجسديه تلزم أفراده باتباعها فيما اصبح الاتيكيت فنا يحاول الجميع تطبيقه في حياته حتى لو كان هناك ما يخالف العادات والتقاليد.

والسؤال هنا هل الاتيكيت حاجة اجتماعية ملحة في جميع مجالات الحياة حتى في أبسط التصرفات أم انها ظاهرة دخيلة اقتحمت مجتمعاتنا المحافظة لتفكك العادات والتقاليد وتوضح استاذة فن الاتيكيت مريم عبدالسلام شعيب في لقاء مع (كونا) ان الاتيكيت هو سلوك متعارف عليه عالميا وهو فن من فنون الحياة الذي يضفي على الانسان ذوقا رفيعا بكل اموره وتصرفاته اليومية.

وقالت شعيب وهي اول استاذه كويتية تعطي دروسا بالاتيكيت أن هذا الفن أصبح ضروريا لتهذيب ردود أفعال الشخص والتعامل مع الآخرين حيث يلعب دورا في حياتنا الاجتماعية من خلال ردود افعالنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا كشرقيين تجاه الكثير من الامور بالانفعال والغضب أو الهدوء.

واكدت ان الاتيكيت يتعلق بكل تفاصيل حياتنا اليومية مثل (اتيكيت المظهر واتيكيت الحديث واتيكيت الطعام واتيكيت الهدايا واتيكيت التعامل بالفنادق واتيكيت الاجتماعات واتيكيت الحفلات وانواعها والملابس الخاصة بها واتيكيت التعامل مع الرؤساء في العمل واتيكيت الزيارات بجميع انواعها واتيكيت الزواج واتيكيت التقديم لطلب وظيفة) وغيرها العديد من الانواع.

وذكرت ان الهدف الأساسي من نشر فن الاتيكيت هو خلق مجتمع راقي خالي من المشاكل التي قد تنشأ بسبب الجهل بالتصرفات.

واوضحت "ان الاقبال على دورات الاتيكيت كبير ومشجع بسبب انفتاح الكويتيين على الحضارات الاخرى وكثرة سفرهم واحتكاكهم بالعالم الخارجي معربة عن ثقتها بان الاعداد ستكون متزايده وذلك بعد ان يزيد الوعي باهمية هذا الفن - ولاحظت شعيب ان الاقبال الرجالي على تلك الدورات اكبر على الرغم من ان المراه لا تقل عن الرجل لاسيما وانها اليوم نالت حقوقها السياسية واصبحت مؤهلة لتولي مناصب قيادية تحتاج لتعلم البروتوكول والاتيكيت.

واضافت ان اكثر انواع الاتيكيت اقبالا هو اتيكيت المظهر واتيكيت الحديث واتيكيت المطاعم حيث ان اول قاعده لتعلم هذا الفن هو اتيكيت المظهر الذي يحكم به الناس عليك ويسمى الاتيكيت الصامت (الوقوف والسير والجلوس والمصافحة وغيرها).

وبالنسبة للشروط الواجب توافرها بالمتعلم قالت انه لا توجد اي شروط لتعلم الاتيكيت ويستطيع ان يبدا الشخص في تعلمه من سن ال 8 سنوات وهناك سلوكيات بسيطة يمكن تعلمها للاطفال من سن ال 4 سنوات.

وفي استطلاع لاراء بعض افراد المجتمع قالت نورة العجيري ان الانسان المثقف دائما تكون لديه الرغبة بتعلم كل شي ومنها فن الاتيكيت الذي يضيف على مظهره المزيد من الرقي.

واضافت العجيري انها تمارس الاتيكيت في بعض امور الحياة وليست جميعها حيث ان العادات والتقاليد تحكمنا ولا يمكن تجاوزها مؤكدة ان انتشار هذا الفن مفيد للمجتمع اذا احسنا استخدامه ومضر اذا بالغنا فيه.

ومن جهتها اكدت طيبة بن ناصر اهمية الاتيكيت للمجتمع لانه مظهر من مظاهر التطور لاسيما بنظر الشعوب المتقدمة التي كثيرا ما نسافر اليها.

وذكرت بن ناصر انها تمارس الاتيكيت في اغلب امور حياتها اليومية باستثناء وجودها في المنزل الذي تعتبره مكانا للراحة والتصرف بحرية دون قيود.

واوضحت ان دخول الاتيكيت الى مجتمعنا اثر قليلا على عاداتنا وتقاليدنا ولكن بشكل ايجابي ناصحة كل من يجهل هذا الفن التقدم فورا لدخول الدورات المختصة -من جانبها قالت نورة العيسى ان المجتمع الكويتي جاهلا نوعا ما بامور الاتيكيت متمنية ان ينتشر هذا الفن بين جميع افراد المجتمع وبين فتيات الجامعة وشبابها وفي المدارس من خلال النشاط المدرسي لانه اصبح سلوك مهم يقضي على الكثير من المشاكل ويرسخ الاحترام ويحافظ على البرستيج.

واضافت العيسى انها تتصرف باتيكيت في كل الامور لاسيما بحكم وظيفتها في البنك الذي يحتم عليها التعامل مع الاشخاص باسلوب راقي.

اما خالد محمد فقد اكد لكونا ان الاتيكيت اصبح مطلبا من مطالب الحياة ويعتبره امر جيد ولكنه لا يستخدم هذا الاسلوب الا في القليل من الامور.

حيث ذكر خالد انه يمارس الاتيكيت في امور بسيطة لا تكون مقابل راحته ويبتعد عنها كليا في منزله وبين اسرته موضحا انه لا يؤيد دخول الدورات الخاصة لان حسن التصرف يجب ان يكون نابعا من الانسان نفسه وليس مكتسبا.

من جانبه اشار عبدالمحسن الايوبي الى اهمية فن التعامل مع الاخرين موضحا ان الاتيكيت ظاهرة جيده ولكن ما يعيبه هو المبالغة في استخدامها.

وقال الايوبي ان بعض افراد المجتمع يستخدون الاتيكيت بصوره سلبية فيها نوع من التصنع حيث لا يعكس تصرفاته الحقيقية موضحا انه لا يتصرف باتيكيت في كل وقت وفي اي مكان حيث لكل مكان وزمان وضعه الخاص.

واوضح ان الرسول الكريم سيدنا محمد (ص) كان يحثنا على امور اصبحت تسمى اليوم بالاتيكيت مثل طريقة السلام والكلام واحترام الاخرين ولكن للاسف هناك امور دخيلة اثرت على بعض عاداتنا وتقاليدنا مثل طريقة الملبس بحجة مسايرة الموضة او اقتناء الاشياء الثمينه بعذر الرقي.

وهنا يتبين لنا انه كلما تمسك الانسان بالاتيكيت ساد المجتمع الرقي بالتعامل بين افراده ولكن بشرط عدم المبالغة فيه وعدم تجاوز العادات والتقاليد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 21/اذار/2006 -20/صفر/1427