الارهاب والجريمة في العالم الرقمي يهدد العالم الخارجي

اجمع خبراء اجتمعوا في الدوحة هذا الاسبوع على ضرورة ان تعزز دول العالم تعاونها لمحاربة الاشكال المختلفة للجريمة بما في ذلك الارهاب على شبكة الانترنت حيث تستحوذ الرسائل الالكترونية غير المرغوب بها على 60% من حجم التبادلات على الشبكة.

فقد اختتم المشاركون في "المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2006" اعمالهم الاربعاء بوضع "خارطة طريق لتنفيذ الاهداف العالمية" في مجال الاتصالات والتنمية و"برنامج لوصل العالم بحلول عام 2015" اضافة الى "اعلان الدوحة" الذي يشمل برامج سيتم العمل على تطبيقها خلال السنوات الاربع المقبلة.

وجاء في بيان صحافي وزع اثر اختتام اعمال المؤتمر التي دامت اسبوعا ان "خطة عمل الدوحة ترسم خارطة الطريق لتنفيذ الاهداف العالمية التي تتمثل في تسخير طاقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من اجل الاسراع في خطى التنمية".

واعلن المسؤول الاعلى في الاتحاد الدولي للاتصالات حمدون توري خلال مؤتمر صحافي ختامي مساء الاربعاء وضع ستة برامج "لتحفيز التنمية خلال الاعوام الاربعة المقبلة".

وعناوين البرامج الستة التي نصت عليها خطة عمل الدوحة هي "الاصلاح التنظيمي وتنمية البنية التحتية للمعلومات والاتصالات وتكنولوجياتها" و"الاستراتيجيات التكنولوجية وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" و"النواحي الاقتصادية والمالية" بما في ذلك التكاليف والرسوم و"بناء القدرات البشرية".

كما خصص برنامج "لاقل البلدان نموا والدول النامية الجزرية الصغيرة" وآخر "للاتصالات في حالات الطوارئ".

وعرضت البرامج في البيان الصحافي الذي حمل عنوان "المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات يضع برنامجا لوصل العالم بحلول عام 2015".

وقال حمدون توري في المؤتمر الصحافي "لقد اعتمدنا استراتيجيات و توصيات من اجل توصيل هذه الخدمات الى الارياف والمناطق النائية" مضيفا "بحلول سنة 2015 سنرى الانترنت في كل مدرسة ومستشفى".

من جهة اخرى كشف حمدون توري لوكالة فرانس برس ان الاجتماع "انتهى الى الاتفاق على وضع مذكرة تفاهم بين الدول الاعضاء في اتحاد مكافحة جريمة الانترنت" وان المذكرة "ستكون محور المشاورات التي ستنطلق قريبا في جنيف لتكريسها".

وكان المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2006 بدأ اعماله في العاصمة القطرية في السابع من اذار/مارس بحضور حوالى الف مشارك من القطاعين العام والخاص اضافة الى ممثلين عن المنظمات الاقليمية والدولية.

واعتمد المؤتمر "قرارا خاصا يتيح للعالم ان يكون جاهزا لمواجهة الكوارث" مثل زلزال باكستان وكارثة التسونامي بحسب توري.

واضاف البيان "تحقيقا لهذه الغاية تبنى المؤتمر مجموعة شاملة من التدابير التي يمكن ان توفر حلولا متكاملة لمنع حدوث الكوارث والتخفيف من حدتها والقيام بالاغاثة بشكل فعال".

واضاف توري ان "اسعار الاتصالات لا تزال تسير الى انخفاض" مضيفا ان "هذا المنحى سيستمر".

كما اعتمد المؤتمر "خطة عمل تتركز على استراتيجية متلاحمة لتنمية الاتصالات من اجل تنفيذها على المستوى الوطني والاقليمي والدولي" بحسب التقرير الذي تم توزيعه على الصحافيين.

ونوهت رئيسة المؤتمر الدكتورة حصة الجابر التي تشغل منصب رئيسة المجلس الاعلى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر بنجاح اجتماعات الدوحة التي تاتي بعد اقل من سنة من قمة مجتمع المعلومات في تونس.

وقالت في هذا السياق "نحن الان لا نسعى الى سد الفجوة الرقمية فحسب انما اصبح لدينا في اعلان الدوحة وخطة العمل الالتزام والادوات اللازمة لذلك".

من جانبه قال حمدون توري ان "ما يميز مؤتمر الدوحة هو وجود استراتيجيات وطنية واقليمية وعالمية وبرامج لتطبيق خطة العمل" خلال السنوات الاربع المقبلة.

وقال الكسندر نتوكو المسؤول عن وحدة استراتيجيات شبكة الانترنت في الاتحاد الدولي للاتصالات في حديث لفرانس برس ان "البلدان بدات تعي ان المشكلة جدية وعليها ان تعمل معا وان تخصص الكثير من الاموال والموارد" لمعالجة هذه المشكلة.

وقد نظم الاتحاد على مدى الاسبوع الماضي مؤتمرا دوليا لتنمية الاتصالات عقد في الدوحة واختتم الاربعاء.

وقال نتوكو ان مكافحة هذا النوع من الجريمة والارهاب "ما زال غير كافيا وما زال هناك الكثير يجب فعله".

واضاف ان "التكنولوجيات تتطور وكلفة استعمال شبكة الانترنت تنخفض الا انها تنخفض بالنسبة للجميع بما في ذلك لمجرمي الشبكة".

من جهتها اعتبرت الخبيرة الدولية في مجال الاتصالات سولانج غرناوتي هيليان ان "الجريمة المنظمة او غير المنظمة تمكنت من استخدام تقنيات المعلومات بشكل واسع ما اسفر عن نشوء تداعيات سلبية ان كان على الاشخاص والمنظمات ام على الدول".

واضافت الخبيرة وهي استاذة في جامعة لوزان السويسرية ان "تقنيات الانترنت تسهل كافة اشكال الانتهاكات" مشيرة بشكل خاص الى السرقة وتخريب مراكز المعلومات والتجسس الصناعي.

كما اكدت ان تجاوزات اخرى تحصل ايضا عبر الانترنت مثل تبييض الاموال التي مصدرها تجارة المخدرات وبيع الاسلحة بشكل غير شرعي والفساد والشذوذ الجنسي الذي يستهدف الاطفال والغش المالي.

وحذرت من ان "الطابع غير الملموس للانترنت يمكنه ان يموه قدرته على الحاق الاذى خاصة بالنسبة للمستخدمين الشباب والذين ليست لديهم خبرة في العالم الرقمي".

من جهته اضاف نتوكو انه من الصعب الحصول على ارقام احصائية حول الجريمة الرقمية لان "مسالة امن الشبكة مسالة حساسة جدا" واعطى مثالا على ذلك انه "عندما تتم سرقة مصرف عبر الانترنت ليس من مصلحة هذا المصرف ان يعلن عن ذلك".

واشار ايضا الى ان الامور "اكثر تعقيدا" بالنسبة للارهاب عبر الانترنت لانه "مجال مغلق غدا لاسباب سياسية خاصة بكل بلد".

واشار الى صعوبة تحديد مضامين الرسائل الالكترونية التي يتابدلها مثلا عناصر تنظيم القاعدة مع وجود كم هائل من الرسائل الالكترونية المتبادلة بما في ذلك تلك غير المرغوب بها.

وافاد خبير فضل عدم الكشف عن اسمه ان الرسائل غير المرغوب فيها تمثل حتى 60% من مجمل التبادلات الالكترونية عبر الشبكة مشيرا الى ان هذه النسبة كانت 54% عام 2003.

وبالتالي دعا نتوكو الى ضرورة ان "تضافر الدول امكاناتها وان تعمل معا من اجل مكافحة ومحاولة القضاء" على الجريمة الرقمية عبر تعزيز حماية التقنيات الرقمية وعبر تناغم التشريعات في هذا المجال بين البلدان.

واوصى خبير فرنسي شارك في مؤتمر الدوحة مفضلا عدم الكشف عن هويته ان "الحل يكمن ايضا في الا تكون الرسائل الالكترونية مجانية (..) وفي ابداء الحزم في مراقبة الشبكة".

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 19/اذار/2006 -17/صفر/1427