
صرح الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني الخميس
ان طهران مستعدة "للموافقة على التفاوض مع الاميركيين" لتسوية المشاكل
في العراق.
وقال لاريجاني للصحافيين بعد كلمة في مجلس الشورى "نوافق على
التفاوض مع الاميركيين".
واوضح ان ايران "تقبل طلب اخينا (الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز)
الحكيم لتسوية المشاكل والقضايا العراقية بهدف اقامة حكومة مستقلة".
واضاف لاريجاني المسؤول عن الملف النووي الايراني ايضا ان بلاده "ستعلن
في وقت لاحق من سيكلف هذه المفاوضات" مؤكدا انها "ستتناول العراق حصرا".
وكان الحكيم دعا ايران الاربعاء الى فتح حوار مع الولايات المتحدة
لمصلحة الشعب العراقي. وقال "اطالب القيادة الحكيمة في الجمهورية
الاسلامية في ايران بفتح حوار واضح مع اميركا وان تتفاهم (معها) على
النقاط المختلف عليها حول العراق".
وكان السفير الاميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد اعلن قبل خمسة ايام
استعداده للبحث مع ايران في الخلافات بينهما حول العراق وفقا لنص
مقابلة اجرتها معه محطة تلفزيون "الشرقية" العراقية الخاصة.
وقال خليل زاد "ابلغت الايرانيين باننا على استعداد لنبحث معهم
خلافاتنا حول العراق. هذا البلد يؤكد اننا نريد اقامة قواعد عسكرية
دائمة لنستغل العراق ضد ايران. لقد سبق وقلت لكم اننا لا نسعى الى
اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق".
من جهته شبه جون بولتون السفير الامريكي لدى الامم المتحدة التهديد
الذي تشكله برامج ايران النووية بالهجمات الارهابية التي شنت في
الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول 2001 .
وقال بولتون في مقابلة على شاشات شبكة تلفزيون (ايه بي سي)
الامريكية "تماما مثل (هجمات) 11 سبتمبر فان الاسلحة النوونة هذه المرة
هي التهديد... أعتقد ان ذلك هو التهديد."
واضاف قائلا "أعتقد انه يتعين مواجهة الواقع. انه ليس واقعا سعيدا
لكنه الواقع واذا لم يتعامل المرء معه فانه سيصبح غير سار بشكل أكبر."
وجاءت تعليقات بولتون بينما فشلت الدول الخمس الدائمة العضوية في
مجلس الامن التابع للامم المتحدة مرة أخرى يوم الاربعاء في التوصل الى
اتفاق بشأن كيفية كبح الطموحات النووية الايرانية بعد جولة خامسة من
المفاوضات.
وتعارض روسيا والصين اقتراحات من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة
لان يصدر مجلس الامن بيانا يعرب عن "القلق الشديد" بشأن برنامج ايران
النووي ويحثها على الاذعان لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الوقت نفسه قال دبلوماسيون ان مسؤولين بوزارة الخارجية في الدول
الخمس والمانيا يدرسون عقد اجتماع في نيويورك يوم الاثنين لمراجعة
الاستراتيجية. وكانت روسيا قد اقترحت في السابق اجراء مثل هذه
المحادثات في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال وانج جوانجيا سفير الصين لدى الامم المتحدة لرويترز عقب انتهاء
الجلسة التي استمرت ساعة بمقر البعثة الامريكية لدى المنظمة الدولية "ما
زلنا نجري مناقشات" مضيفا أنه لا يرى أن المحادثات تواجه مأزقا.
وقال وانج ان روسيا والصين ما زالتا لديهما بعض المشكلات بخصوص
الاقتراح بأن يطلب من الوكالة الدولية تقديم تقرير الى المجلس في غضون
14 يوما حول مدى التقدم الذي تحقق بشأن تلبية مطالب الوكالة.
وتعتبر الدولتان طلب تقديم التقرير تحويلا لتركيز الملف الايراني من
الوكالة الدولية الى مجلس الامن الذي يملك سلطة فرض عقوبات على طهران.
وترغب موسكو وبكين أن يقدم أي تقرير حول مدى إذعان ايران للمطالب
مباشرة الى مجلس محافظي الوكالة الدولية الذي يضم 35 بلدا.
وتدعو مسودة البيان ايران ايضا الى "العودة للتعليق الكامل
والمستدام لكل الانشطة ذات الصلة بالتخصيب والمعالجة بما في ذلك
الابحاث والتطوير" وهو ما ستتحقق منه الوكالة الدولية.
كما تطلب مسودة البيان من ايران اعادة النظر في قرار بناء مفاعل
نووي يعمل بالماء الثقيل في اراك وهو مفاعل أكثر ملاءمة لانتاج وقود
يستخدم في انتاج اسلحة نووية عن مفاعل يستخدم الماء الخفيف.
ويصدر أي بيان لمجلس الامن بموافقة كل الاعضاء في حين أن القرار
يتطلب فقط موافقة تسعة اعضاء شريطة عدم استخدام أي دولة من الدول
الدائمة العضوية حق النقض (الفيتو).
وفي حالة استمرار انقسام المجلس قد تحاول الدول الغربية دفع روسيا
والصين الى وضع غير مريح تضطر فيه للنظر في استخدام حق النقض.
وقال بولتون "لم نقرر بعد ما اذا كان بيانا او قرارا."
واضاف قائلا "نحاول لم شمل الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية أولا..
لكن الواقع هو الواقع وعنصر الوقت مهم نظرا لاستمرار الايرانيين في
تحقيق تقدم نحو التغلب على مشكلاتهم التكنولوجية في تخصيب اليورانيوم."
وبالاضافة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس فان الاعضاء
العشرة غير الدائمين حاليا هم الارجنتين والدنمرك واليونان واليابان
وتنزانيا وجمهورية الكونجو وغانا وبيرو وقطر وسلوفاكيا.
وكان البيت الابيض قد نشر وثيقة الخميس قالت ان الولايات المتحدة
ما زالت على استعداد رغم وضعها في العراق لشن هجمات "وقائية" ضد كل من
يهددها وتعتبر ايران الدولة التي تطرح اكبر تحد.
وجاء في الوثيقة "ربما نواجه مع ايران اكبر تحد من قبل دولة".
وتتهم ادارة بوش الجمهورية الاسلامية بالسعي سرا الى امتلاك القنبلة
الذرية. واضافت الوثيقة "لكن لديها (الادارة الاميركية) مخاوف اكبر
بشان ايران. ان النظام الايراني يدعم الارهاب ويهدد اسرائيل ويحاول نسف
السلام في الشرق الاوسط وينكر على حقه التطلع الى الحرية".
ورفض الرئيس الاميركي جورج بوش استبعاد الخيار العسكري ضد ايران حتى
وان كانت الدبلوماسية تعتمد حاليا لتسوية هذا الملف الذي رفع الى مجلس
الامن الدولي. |