
نشرت صحيفة الديلي تلجراف تقريرا اوردت فيه تفاصيل ما قالت انه "مرحلة
جديدة ونشطة في محاولة الادارة الامريكية زعزعة نظام الملالي في ايران".
وقالت الصحيفة المخطط الامريكي لزعزعة النظام الايراني ينص على دعم
المعارضة الخارجية والداخلية للنظام، وتخصيص عشرات ملايين الدولارات
للبث الاذاعي والتلفزيوني الموجه للايرانيين.
كما ترتكز الخطة على فتح مراكز في الدول المجاورة لايران ينشط فيها
دبلوماسيون امريكيون مهتمون بالشأن الايراني لتعويض غياب الوجود
الدبلوماسي الامريكي في طهران.
اضافة الى ذلك تخطط الولايات المتحدة لتقليص أي معارضة في مجلس
الامن لفكرة فرض عقوبات على ايران. وتقول الصحيفة ان واشنطن "تسعى الى
تكثيف الضغط رويدا رويدا بدلا من الشد المفاجئ".
واشارت الى ان الرئيس الامريكي جورج بوش زاد اهتمامه بالشأن
الايراني وبات يخصص المزيد من الوقت له في الاشهر الاخيرة بدعوة عشرات
المحللين الى البيت الابيض لتقديم ايضاحات حول المسألة.
ونقلت عن مسؤولين امريكيين قولهم ان المواقف التي عّبر عنها الرئيس
الايراني محمود احمدي نجاد حيال اسرائيل والهولوكوست في الفترة الاخيرة،
افادت الادارة الامريكية لانها اسهمت في تصليب الموقف الاوروبي حيال
ايران.
ونشرت الفايننشال تايمز تقريرا بعنوان "اكراد ايران يستلهمون من
تجربة اقرانهم العراقيين".
حيث لاحظ التقرير ان ايران، التي ينحدر نحو نصف شعبها من اصول غير
فارسية شهدت في الفترة الاخيرة اضطرابات في المناطق التي يقطنها غالبية
من الاصول الكردية والعربية والبلوشية.
واضاف التقرير ان هذا الوضع "اثار مخاوف في طهران من ان الولايات
المتحدة ربما ترى في الاضطراب العرقي فرصتها لاحداث التغيير السياسي في
ايران".
ولفت الى ان "حزبين ايرانيين كرديين غير شرعيين يعملان على انشاء
محطتين فضائيتين موجهتين الى ايران لينضما بذلك الى خمس محطات
تلفزيونية تبث الى" هذا البلد.
ونقل التقرير عن مثقف كردي في طهران قوله ان ذلك يعتبر انعكاسا
للحكم الذاتي الذي يمارسه اكراد العراق ويؤشر على "نهضة ثقافية اوسع"
لدى الاكراد في ايران وتركيا والعراق وسوريا.
وصعد الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين لهجته حيال ايران التي
اتهمها بالمساهمة في اعمال العنف التي تواجهها القوات الاميركية في
العراق من خلال امداد الحركة المسلحة العراقية بالعبوات الناسفة معلنا
تمديد العقوبات الاميركية المفروضة على ايران منذ 1995.
وقال بوش بينما يبحث مجلس الامن الدولي في رد الاسرة الدولية على
التحدي النووي الايراني ان الجمهورية الاسلامية تزيد من خطورة وضعها
بتزويد "الارهابيين" بمواد لصنع القنابل اليدوية الصنع التي تزرع على
الطرقات وتقتل عسكريين اميركيين.
ونادرا ما وجه بوش مثل هذه الاتهامات الصريحة والشديدة الى ايران
بالضلوع في مقتل جنود اميركيين.
وقال مستندا الى معلومات من رئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية جون
نيغروبونتي ان "ايران مسؤولة على الاقل عن جزء من عدد القتلى المتزايد
الناتج عن الهجمات على الائتلاف لانها تمد المسلحين الشيعة بالقدرة على
صناعة عبوات ناسفة يدوية الصنع في العراق".
وقال بوش في الكلمة التي القاها في جامعة جورج واشنطن ان "قوات
التحالف صادرت عبوات ناسفة وعناصر من الواضح انها صنعت في ايران".
واضاف ان "مثل هذا السلوك مقترنا بدعم ايران للارهاب وعزمها على امتلاك
اسلحة نووية تزيد من عزلة ايران واميركا ستواصل تعبئة العالم للتصدي
لهذه التهديدات".
وقتل اكثر من 2300 جندي اميركي في العراق منذ بدء الهجوم على هذا
البلد في 20 اذار/مارس 2003.
وتكبدت الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات من جراء الحرب وطلب
بوش اخيرا من الكونغرس موازنة اضافية قدرها 472 مليار دولار للعراق
وافغانستان.
والعبوات الناسفة التي تحدث عنها بوش تسمى "امبروفايزد ايكسبلوزيف
ديفايسيز" وهي يدوية الصنع وقادرة على اختراق مصفحة ويتم التحكم بها عن
بعد. وقد اصبحت في الاشهر الاخيرة هاجس القوات الاميركية والسبب الاول
في مقتل عناصرها.
في طهران نددت وزارة الخارجية الايرانية الاثنين بقرار الولايات
المتحدة تخصيص اموال لتشجيع الديموقراطية في ايران معتبرة ذلك "تدخلا"
في شؤونها الداخلية كما افادت وكالة الانباء الطلابية.
ووجهت الوزارة رسالة الى شعبة المصالح الاميركية في السفارة
السويسرية في طهران نددت فيها بهذا "الانتهاك الصارخ لاتفاقات الجزائر
من قبل واشنطن".
وبموجب اتفاقات الجزائر الموقعة في 19 كانون الثاني/يناير 1981
والتي اعتمدت لتسوية ازمة الرهائن الاميركيين في ايران تعهدت الولايات
المتحدة خصوصا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس طلبت من الكونغرس في
شباط/فبراير مبلغ 75 مليون دولار لتمويل برامج تشجيع الديموقراطية في
ايران التي يشكل نظامها على حد قولها "تحديا استراتيجيا للولايات
المتحدة".
وهذا المبلغ الذي يرفع الى اكثر من الضعف الاموال التي تخصصها
الولايات المتحدة لتمويل الانشطة الرامية الى تشجيع الديموقراطية في
هذا البلد يفترض ان يستخدم خصوصا في تطوير برامج اذاعية ومتلفزة
بالفارسية.
وصرّحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بأنه حتى لو علقت إيران
نشاطاتها للتخصيب النووي فإن من غير المرجح ان توافق الولايات على
محادثات ثنائية معها.
خلال نقاش طاولة مستديرة مع صحفيين من أستراليا وإندونيسيا وأميركا
اللاتينية جرى يوم 9 آذار/مارس الجاري بواشنطن، أعلنت رايس: "لقد كانت
إيران ولا تزال بمثابة المصرف المركزي لتمويل الإرهاب في بلدان هامة
مثل لبنان، وذلك بواسطة حزب الله في الشرق الأوسط، في المناطق
الفلسطينية. وتساورنا دواعي قلق عميقة ازاء ما تقوم به ايران في جنوب
العراق."
وأضافت رايس قائلة: "في حال تخلّت إيران عن طموحاتها النووية فان
مثل هذا القرار لن يمثل تطورا يقتضي منا شيئا في المقابل. ومثل ذلك
القرار يتعين ان يتم لأنه مطلب من مطالب الأسرة الدولية."
وجاء في كلام وزيرة الخارجية: "انا لا أتوقع اي سبب لاجراء محادثات
أوسع مع إيران، اذ لدينا قنواتنا." وشددت رايس على ان جهود الولايات
المتحدة لعزل النظام الإيراني لن تشمل الشعب الايراني. وقالت: "إننا
نود أن نتابع التواصل مع الشعب الايراني بكل طريقة ممكنة ولهذا السبب
انا طلبت تخصيص أموال إضافية للبث الإذاعي وموارد إضافية للتبادلات
التربوية والثقافية."
لكن الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي
قال يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة ليس لديها أدلة على أن الحكومة
الايرانية مسؤولة عن قيام ايرانيين بتهريب أسلحة وأفراد عسكريين الى
داخل العراق.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش ايران قال يوم الاثنين ان مكونات
جاءت من ايران تدخل في تصنيع متفجرات قوية محلية الصنع تزرع على جوانب
الطرق في العراق وقال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في الاسبوع
الماضي ان أفرادا من الحرس الثوري الايراني موجودون داخل العراق.
لكن بيس أجاب في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)
عند سؤاله عما اذا كان لدى الولايات المتحدة دليل على أن الحكومة
الايرانية تقف وراء هذه التطورات قائلا "ليست لدي أدلة.."
وقال رامسفيلد في المؤتمر الصحفي ذاته "لا يمكن معرفة ذلك الا اذا
رأيت أنها موجودة ماديا في عربة تابعة للحكومة أو مع قوات تابعة
للحكومة... "كل ما تعرفه هو انك تجد عتادا واسلحة ومتفجرات واي شيء في
بلد جاء من دولة مجاورة."
وأضاف رامسفيلد "فيما يتعلق بالناس فمن الصعب للغاية العثور على خيط
يربطهم بالحكومة الايرانية تحديدا."
وأضافت اتهامات واشنطن المتعلقة بالاسلحة والافراد الايرانيين في
العراق الى التوترات بين الولايات المتحدة وايران بسبب برنامج طهران
النووي.
وكرر رامسفيلد مرة أخرى أن هناك ادلة على وجود أفراد من الحرس
الثوري الايراني في العراق وقال "ومن المحتمل تماما أن تكون هناك عناصر
مارقة وأنهم هناك من أنفسهم أو أنهم حجاج..."
وقال بوش يوم الاثنين مشيرا الى عبوات ناسفة محلية الصنع ان "بعضا
من أشد العبوات الناسفة المصنعة محليا تدميرا التي نراها في العراق
اليوم تشمل مكونات جاءت من ايران."
من جهتها ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين ان ادارة الرئيس
الامريكي جورج بوش تعتزم تنظيم حملة ضد زعماء ايران في إطار جهودها
لتصعيد الضغوط الدولية على البرنامج النووي لطهران.
وقال أعضاء مجلس ادارة معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد الذين
التقوا قبل أُسبوعين ببوش ونائب الرئيس ديك تشيني ومستشار الأمن القومي
ستيفن هادلي للصحيفة ان لديهم الانطباع ان الادارة تحولت الى سياسية
أكثر شدة ضد حكومة طهران.
وقال اسماعيل عميد هوزور وهو رجل أعمال امريكي ايراني الاصل عضو في
مجلس معهد هوفر "الرسالة التي تلقيناها هي انهم يؤيدون الفصل بين الشعب
الايراني والنظام."
وقالت الصحيفة ايضا ان بوش وفقا لما يذكره مساعدوه يقضي شخصيا وقتا
أطول في دراسة القضية الايرانية وانتدب مستشاروه ما يتراوح بين 30 و40
متخصصا للتشاور معهم في الأشهر الأخيرة.
وتقول ايران التي جاهدت حتى لا يُحال ملفها النووي الى مجلس الامن
ان بوش يستخدم القضية النووية كذريعة للدعوة لتغيير النظام في
الجمهورية الاسلامية.
وذكرت الصحيفة كذلك ان وزارة الخارجية الامريكية استحدثت الاسبوع
الماضي مكتبا للشؤون الايرانية يعمل به عشرة موظفين مقارنة مع موظفين
اثنين فقط العام الماضي. كذلك تقوم الوزارة بزيادة التدريب على اللغة
الفارسية كما تخطط لتخصصات وظيفية في الشؤون الايرانية وهو الأمر الذي
يُعَدُ صعبا بدون سفارة أمريكية في طهران.
وأبلغ نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الامريكية الصحيفة ان
الوزارة ستضيف ايضا موظفين في دبي بالامارات العربية المتحدة وايضا في
السفارات الاخرى المجاورة لايران وكلهم مكلفون بمراقبة طهران.
ووصف بيرنز موقع دبي الجديد "بانه المعادل في القرن الحادي والعشرين"
لمحطة ريجا في لاتفيا التي كانت تراقب الاتحاد السوفييتي السابق في
الثلاثينيات عندما لم يكن لدى الولايات المتحدة سفارة في موسكو.
وتشمل الحملة أيضا زيادة بث صوت أمريكا لايران الى أربع ساعات يوميا
بدلا من ساعة الآن.
وقال ريتشارد هاس الذي كان مدير تخطيط السياسة بوزارة الخارجية
اثناء فترة بوش الاولى للصحيفة انه يعتقد ان الولايات المتحدة يجب ان
تجرب المحادثات المباشرة مع طهران ولكنه اضاف "اليد العليا هي لاولئك
الذين يدفعون من أجل تغيير النظام وليس لاولئك الذين يدافعون عن المزيد
من الدبلوماسية."
وفي هذا السياق دعت بريطانيا الى توسيع نطاق بث اذاعي عالمي في
ايران ونشر مزيد من المواد باللغة الفارسية على الانترنت في محاولة
لتعزيز تطلعات الايرانيين لمزيد من الحرية.
وفي وقت يشتد فيه الخلاف بين ايران والمجتمع الدولي بسبب برنامج
طهران النووي يقول وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في كلمة حصلت
رويترز على مقتطفات منها ان الجمهورية الاسلامية تمضي في الاتجاه
الخاطيء.
وهو يحث المنظمات العالمية على تعزيز تدفق المعلومات الى الايرانيين
الذين قد لا تكون لديهم سوى فرصة ضئيلة للحصول على اخبار خارجية.
ويقول سترو في كلمته الهامة التي قد يفسرها البعض على انها محاولة
للتدخل في شؤون ايران الداخلية ان "ايران تسير في الاتجاه الخاطيء..
الفرص تتبدد.. ايران والشعب الايراني يستحقون ما هو افضل."
ويقول ايضا "نحن في الدول الاوروبية نحتاج الى اتصال افضل مع الشعب
الايراني."
وتأتي كلمته التي سيلقيها في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية
في لندن بعد شهر من كشف الولايات المتحدة خططا لتوسيع نطاق البث
التلفزيوني الى ايران وطلب وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس 75
مليون دولار من الكونجرس للمساعدة في فتح المجتمع الايراني الخاضع
لسيطرة محكمة.
وفي الوقت الذي يحذر فيه من ان بريطانيا لا مصلحة لها في المشاركة
في الجدل الداخلي يقول سترو انه يتعين على اوروبا الا تدفن راسها في
الرمال في الوقت الذي تتقاعس فيه ايران عن تبني حقوق الانسان.
ويقول ايضا "يتعين الا نكف عن الدفاع عن مباديء حقوق الانسان
والحريات الاساسية العزيزة علينا جميعا والتي يتطلع اليها الكثير جدا
من الايرانيين."
وسوف يلفت الانتباه الى قضايا قمعت فيها السلطات الايرانية وسائل
الاعلام وسوف يدعو الزملاء الاوروبيين الى التحدث اكثر مع الصحفيين
الايرانيين.
ويقول "اشجع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية على جعل
التقارير المتعلقة بإيران متاحة باللغة الفارسية على الانترنت.
"ونحن نحتاج للتفكير فيما اذا كان هناك المزيد الذي يمكن ان نفعله
لضمان تمكن خدمات اخبارية جديرة بالثقة من البث بالفارسية للايرانيين."
وسوف يتجنب سترو استهداف الحكومة الايرانية الحالية بقوله ان
الايرانيين كافحوا منذ قرن لتأمين الحريات التي تتمتع بها الكثير من
الدول الغربية.
ويتزايد التوتر بين ايران وبريطانيا.
وتشك بريطانيا والولايات المتحدة ودول اخرى كثيرة في ان ايران تريد
تطوير تكنولوجيا نووية من اجل صناعة قنبلة وهو ما تنفيه الجمهورية
الاسلامية.
ويقول سترو في كلمته ان "رد الفعل والقمع في الداخل توازيه مواجهة
في الخارج" في اشارة الى ان ايران وحدها هي التي تعارض حلا على اساس
دولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
ويضيف سترو ان وصول المشكلة النووية الى مجلس الامن يمثل مرحلة
جديدة في الجهود الدبلوماسية وليس نهاية الدبلوماسية مضيفا ان الغرب لا
يريد منع ايران من استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.
ويقول ان الامر متروك لايران لبناء الثقة من خلال استئناف تعليق
انشطة نووية حساسة والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. |