أطفال زامبيا يتلقون تعليمهم عبر الاذاعة  تحت فروع الاشجار

خاض الاطفال في التربة الموحلة ووسط الاعشاب النامية ليجلسوا تحت شجرة جوافة ويتلقوا تعليمهم عبر محطة اذاعية.

ورفعت نسمة هواء باردة معنوياتهم في حين يبث جهاز راديو يعمل بالطاقة الشمسية مثبت على فرع شجرة برامج تعليمية في الحساب والاحياء لتعليم من قد يصبحون أطباء ومحامين وقادة أعمال في زامبيا.

وتحول عشرات الالوف من الاطفال الذين لا يقدرون على الذهاب للمدارس العامة أو الخاصة الى الدروس غير الرسمية حيث أصبحت الاذاعة هي الوسيلة التعليمية الرئيسية المتاحة لهم.

اذ ينظم متطوعون مجهزون بأجهزة راديو تعمل اما بطاقة الرياح أو الشمس وسبورات متنقلة فصولا في أي مكان حتى تحت فروع الاشجار.

ومثل هذه الفصول مهمة في زامبيا فيما يرجع جزئيا الى انتشار مرض الايدز الذي يقتل المدرسين بمعدل أسرع من تدريب من سيحل محلهم.

فواحد من كل خمسة في زامبيا مصاب بفيروس اتش.أي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) ويتم المرض أكثر من 800 الف طفل الكثيرون منهم خرجوا من نظام التعليم الرسمي ويدرسون الان في مدارس اقيمت بالجهود الذاتية.

وبدأت خطة توفير أجهزة الراديو لهذه الفصول غير الرسمية قبل خمس سنوات عن طريق مؤسسة فريبلاي الخيرية البريطانية وخدمة الاذاعة التعليمية الحكومية في زامبيا وشركاء اخرين محليين ودوليين.

وقال ايزاك موالي (17 عاما) وهو طالب نموذجي في مدارس الاذاعة نجح في الفترة الاخيرة في اجتياز الامتحانات العامة "أريد أن أصبح طبيبا عندما أكمل دراستي."

ويستخدم أكثر من اربعة الاف جهاز راديو من فريبلاي في بث المواد التعليمية لمرحلة التعليم الاساسي في نحو 850 مدرسة اقيمت بالجهود الذاتية والطلب يتزايد اذ تجتذب هذه الفصول غير الرسمية الاطفال الذين لولا هذا النظام لانتهى بهم الامر مشردين في الشوارع.

وتقول كريستين بيرسون المديرة التنفيذية لمؤسسة فريبلاي ان مئة الف طفل على الاقل استفادوا حتى الان من هذا النظام مما يخفف العبء على المدارس التي تبلغ فيها نسبة المدرسين للتلاميذ واحد الى 60 كما يخدم بعضا من افقر أطفال زامبيا.

والعديد من الاسر لا تقوى على دفع نحو 157 دولارا في المتوسط مطلوبة في كل فصل دراسي لكل طفل لارساله الى مدرسة في بلد يعيش نحو 65 بالمئة من سكانه البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة على أقل من دولار في اليوم.

والبرامج التي يستمع اليها الاطفال يطلق عليها "التعليم في اسواق الشكر" وموالي الذي خرج من المدرسة النظامية لان والده لم يقدر على دفع المصاريف واحد من الممتنين الشاكرين فعلا لهذا البرنامج.

وعادة ما يكون من في مثل عمره (17 عاما) في زامبيا يستعدون لدخول الجامعة أو مؤسسات أخرى لكن موالي يستعد فقط لدخول المرحلة الثانوية وهذا لا يثنيه.

ويقول ان هذه البرامج "بعثت الامل في نفوس الكثيرين منا وأنا اريد ان استخدمها كقاعدة انطلاق لتحقيق اهداف أكبر في الحياة." وأضاف انه يمكنه اكمال دراسته مع تلاميذ درسوا في مدارس نظامية.

وتقول فريبلاي ان نحو ثلث تلاميذ هذا النظام من الايتام ونحو 50 بالمئة منهم من البنات. أغلبهم اضاعوا سنوات من الدراسة العادية بعد خروجهم منها أو لم يتلقوا أي تعليم من قبل بسبب الفقر والعزلة.

وتقول بيرسون انها تأمل في توفير اربعة الاف جهاز اخر بحلول نهاية العام تخدم نحو 160 الف تلميذ.

ومن بين الدفعة الاولى من الذين انهوا الدراسة الاساسية وتأهلوا لامتحان الالتحاق بالدراسة الثانوية نجح خمسة من كل سبعة ممن خاضوا الامتحان مما عزز مصداقية النظام التعليمي غير الرسمي.

وقال موينيا مفولا والمدرس المتطوع منذ عام 2001 ان هذا البرنامج "شهد اقبالا كبيرا. الاطفال يقدرون الدروس وكذلك اباؤهم."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 14/اذار/2006 -13/صفر/1427