في أمسية حافلة بالتنوع الادبي والفني، احتفل ادباء وكتاب وفنانو
كربلاء وبغداد بالصحفي والاديب المعروف ناظم السعود، وبدأت الامسية
التي أقيمت في قاعة نقابة المعلمين في كربلاء، بكلمة ألقاها مقدم
الامسية الشاعر فاضل عزيز فرمان الذي رحب بناظم السعود ووفد الادباء
والفنانين الذين جاءوا برفقته من بغداد ليسهموا في هذه الامسية التي
سلطت الضوء على تجربة السعود الصحفية والادبية الزاخرة بالابداع
والعطاء المتواصلز
تلت ذلك شهادة للقاص علي حسين عبيد رئيس اتحاد ادباء وكتاب كربلاء
حملت عنوان ( بيت من هواء العراق) جاء فيها (ليس غريبا ان يتساقط
الطغاة واحدا تلو الآخر أبدأ…
لكن الغريب أن يظل المبدع العراقي مشردا في وهاد الله…
ليس غريبا ان يمشي ناظم السعود فوق جبين الارض الأم بثلاثة أرجل…
لكن الغريب ان تسندَه يد كاذبة…)
وورد في هذه الشهادة ايضا (أيها السعود … لا أحد سيعطيك ملاذا رؤوفا
رحوما شفوقا سوى العراق، كلهم كذابون، السياسيون الذين مضوا والذين
جاءوا والذين سيأتون، لا أحد سيوفر لك قلبا نظيفا سوى العراق).
بعد ذلك ألقى الشاعر هادي الربيعي قصيدة مؤثرة بحق ناظم السعود
تعرضت لرحلته في حياة الصحافة والادبن والقى الشاعر عبد الحسين خلف
كلمة قصيرة حول اهمية العود في الماضي والحاضر، تلاه الشاعر عودة ضاحي
بشهادة تطرق فيها للمواقف المخلصة التي بذلها السعود لأ دباء كربلاء،
ثم قدم الشاعر علاوي كاظم كشيش كلمة تعرض فيها للإهمال الذي يعانيه
المبدعون والمثقفون والبون الشاسع الذي يفصلهم عن السياسي الي غالبا ما
يستحوذ على مكاسب لا تتوازى مع ما يقدمه من نفع عام للمجتمع بخلاف
المثقف، بعد ذلك قرأ كل من الادباء والفنانين الضيوف( القاص نبيل وداي،
والقاص عقيل الربيعي، والصحفي ثائر القيسي، والفنان جبار محيبس،
والفنان سلوان) برقيات وقصائد وكلمات كثيرة ارسلها المبدعون العراقيون
بحق المبدع السعود ومنهم الروائي طه حامد الشبيب والناقد حسين سرمك حسن
والكاتب جاسم الصغير والشاعر فيصل المحنا الذي اسهم بقصيدة جميلة
ومؤثرة والفنان رياض الشهيد وغيرهم، ثم قدم القاص علي لفتة سعيد شهادة
قصيرة تحدث فيها عن الظروف الصعبة التي صاحبت رحلة مبدعنا ناظم مع
الصحافة والادب، لتأتي مسرحية ( سقف لناظم السعود) كفقرة قبل الاخيرة
وهي من تأليف المخرج جبار محبيس واداء عقيل الربيعي وثائر القيسي وجبار
ميبس وسلوان، حيث اثارت هذه المسرحية القصيرة ردود افعال جيدة لدى
جمهور الحاضرين بعد تحولت قاعة الامسية الى قاعة عرض مسرحي من خلال
تناثر الطائرات الورقية في فضاء القاعة وتساقط قناني المياه المعدنية
الفارغة على الارض مما خلق جوا مسرحيا عفويا مشحونا بالصدق في الاداء
والمضمون الذي ركز على فقدان السعود وغيره من المبدعين للسقف الي
يحميهم ويوحدهم في ظل الظروف الصعبة التي مر ويمر بها العراق.
ومسك الختام كان حديثا شيقا لناظم السعود الذي استعرض فيه رحلته
الصحفية الطويلة ابتداء بمغادرته كربلاء الى بغداد عام 1959 مرورا
بالأوضاع التي مرت بها الصحافة العراقية عبر المراحل السياسية المختلفة
وطريقة التعامل والعيش في بغداد، حيث قال السعود ان بغداد مازالت
تعتبره غريبا عليها حتى بعد أكثر من اربعة عقود أمضاها معها إذ رفضت
وما زالت ترفض منحه حق الشراء والبيع لعدم حصوله على تسجيل نفوس 1957
الذي يحضر على من لا يمتلكه الشراء والبيع في بغداد مع ان هذا الامر
مسموح للغرباء من الاجانب والعرب وغيرهم.
علامات فارقة:
· في غضون لحظات تحولت القاعة( ذات الطابع الرسمي) الى مكان شعبي
ضاج برموز الطفولة والحياة الشعبية من خلال جو (سينوغرافي) مفاجئ حققه
المخرج جبار محيبس بإمكانيات آنية كعادته عندما يستولد الاشياء من
العدم.
· أكثر من عكازة كانت تصول وتجول في ساحة قاعة الامسية، الاولى
للسعود الذي كان نشيطا وكثير التحرك بعكازنه العتيدىةوكأنه عاد الى
صباه مع الطيارات الورقة التي أهدى احداها جبار محيبس للسعود داعيا
عودته للطفولة، وهناك عكازة ثائر القيسي ايضا.
· حضور لافت للفضائيات، البغدادية والسومرية وتلفزيون كربلاء
وزاذاعة كربلاء ومؤسسة النبأ الاعلامية غطت هذه الفعاليية المتميزة
ناهيك عن فريق التصوير الذي جاء مع الضيوف ووثق هذه الفعالية بأدق
تفاصيلها. |