مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني أدلة متزايدة على ارتفاع حرارة الارض

قال رئيس لجنة الامم المتحدة الخاصة بقضايا المناخ ان الادلة العلمية تتزايد على دور الانسان في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني بيد أن الحكومات تفعل أقل مما ينبغي لمواجهة هذا الخطر.

وقال راجندرا باتشوري رئيس اللجنة الحكومية لتغيرات المناخ لرويترز ان تكلفة ايقاف تغيرات المناخ في العقود القادمة قد تكون أقل مما تنبأ به تقرير اللجنة السابق الصادر عام 2001.

وأضاف "اذا ما نظر المرء الى ما تم جمعه من أدلة علمية فلا مناص من أن يجدها جازمة في دلالتها كما لا يتطرق اليها الشك."

وفي حديثه عن البحوث الجارية منذ عام 2001 بشأن العلاقة بين انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بسبب الانشطة البشرية وظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم كان باتشوري أكثر صراحة منه في مؤتمر مونتريال بكندا في ديسمبر كانون الاول الماضي عندما أحجم عن القول ان كان هناك دليل علمي أوضح على دور الانسان في ظاهرة ارتفاع حرارة الارض.

وكان اخر تقرير للجنة في 2001 قد وقف عند القول بأن هناك "أدلة جديدة وقوية" على أن الغازات الصادرة عن احتراق الوقود الاحفوري كالبترول والفحم في محطات توليد الطاقة الكهربية والمصانع والسيارات تؤدي الى ارتفاع حرارة الكوكب.

وينذر الاحترار بتغيرات مناخية كارثية مثل موجات الطقس الحار والجفاف والفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.

وستقدم اللجنة التي قامت بتجميع بحوث أجراها نحو ألفي عالم تقريرها التالي الى الامم المتحدة في عام 2007. وسيشكل التقرير الاساس الذي ستستند اليه عملية صنع السياسات البيئية.

لكن باتشوري قال ان من السابق لاوانه الوصول الى نتائج قاطعة.

وكان تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الاسبوع الماضي قد قال أن لجنة تغيرات المناخ ستقول في تقرير 2007 أن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري هو "فقط" الذي يفسر الانماط المتقلبة للمناخ العالمي. لكن باتشوري قال "هذا سابق لاوانه لان التقرير لم يكتمل بعد بأي حال من الاحوال".

وقال باتشوري ان على العالم أن يفعل أكثر ازاء ظاهرة ارتفاع حرارة الارض.

واضاف "نظرا لخطورة الموقف وأهمية اتخاذ موقف فاعل امل أن يتحرك المجتمع العالمي بسرعة أكبر من خلال بعض الاتفاقيات المستقبلية."

وكانت اتفاقية بروتوكول كيوتو التي تلزم الدول الصناعية بخفض انبعاثاتها من الابخرة والغازات المسببة للاحتباس الحراري دخلت حيز التنفيذ العام الماضي بعد سنوات من التباطؤ والتردد وبعد اضعافها بانسحاب الولايات المتحدة منها. وذكر باتشوري أن البشر الذين يعيشون في دول جزر كجمهورية المالديف في المحيط الهندي وتوفالو في المحيط الهادي أو في بلاد منخفضة اليابسة مثل بنجلادش هم من البشر الاكثر تعرضا للمخاطر الناجمة عن الاحتباس الحراري.

وقال "انهم يعيشون في حالة خوف. وعلينا أن نفهم الاسباب الكامنة وراء خوفهم. فنحن نتحدث عن وجودهم ومصيرهم وعن احتمال التدمير الكامل لليابسة التي يعيشون عليها".

واضاف ان مدنا من نيويورك الى شنغهاي ومن بوينس ايرس الى لندن تتهددها مخاطر ارتفاع مستوى مياه البحار.

ويقول تقرير لجنة تغيرات المناخ ان تكاليف الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أسوأ الحالات قد تؤخر النمو العالمي عن بلوغ مستوياته المتوقعة لعام 2050 الى عام 2051 أو 2052.

وقال باتشوري في كلمة ألقاها بجامعة أوسلو "وهذا ليس ثمنا باهظا ندفعه." واضاف "بل انني شخصيا أعتقد أن توقعات لجنة تغيرات المناخ متشائمة." وقال باتشوري ان المزيد من الشركات والمدن والولايات الامريكية بدأت في العمل على الحد من غازات الاحتباس الحراري رغم أن الرئيس جورج بوش انسحب من بروتوكول كيوتو في عام 2001 قائلا انه أعلى تكلفة مما ينبغي كما انه يستثني الدول النامية من القيود المفروضة على الانبعاثات الغازية.

وقال باتشوري "أعتقد أن (العمل الذي بدأ في الولايات المتحدة) سيكتسب زخما."

ولاحظ أنه حتى بوش قال في يناير كانون الثاني الماضي ان الولايات المتحدة "مدمنة للبترول".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/اذار/2006 -8 /صفر/1427