صراع قوي على صناعة الكتاب والنشر.. امازون وجوجل الخطر الاكبر

فتح الناشرون وبائعو الكتب في بريطانيا يوم الاثنين النار على موقع امازون الشهير لبيع الكتب عبر الانترنت في الوقت الذي اشتعل فيه النقاش حول الخطر المحدق الذي يمثله محرك البحث الشهير جوجل في هذا الصدد.

وقالت فيكتوريا بارنسلي رئيسة متاجر هاربر كولينز لبيع الكتب في بريطانيا انها تخشى من امازون اكثر من جوجل الذي تسبب في ضجة بسبب اعتزامه توفير نسخة رقمية من اي كتاب.

وقالت "نرغب جميعا في الحديث عن جوجل لكنني شخصيا اعتبر امازون الخطر الاكبر لانه ابدى الكثير من المؤشرات التي تدل على رغبة في الاتجاه نحو صناعة النشر."

واشارت الى ان توظيف امازون لمسؤولين كبار من صناعة النشر واقترابه من وكالات الكتب هي مؤشرات تجسد طموحات الشركة.

وتابعت اثناء جلسة نقاش حول مستقبل صناعة النشر في معرض لندن للكتاب "انهم (امازون) يتجهون نحو صناعة النشر. ويتعين علينا الوعي بذلك."

وتمتلك متاجر هاربر كولينز شركة روبرت مردوخ نيوز.

وقال متحدث باسم هاربر كولينز تعقيبا على ما قالته فيكتوريا بارنسلي "اعتقد اننا سنرد بان موقع امازون صديق حقيقي لصناعة النشر."

وقال ان امازون ساعد في تعزيز مبيعات الكتب القديمة وان مشروع مسح الكتب ضوئيا وارسال صورها بالبريد الالكتروني للزبائن المحتملين الامر الذي يعطيهم فكرة عما يحويه الكتاب ساعد في تعزيز مبيعات هذه الكتب بنسبة سبعة اضعاف في الولايات المتحدة.

وفي غضون ذلك قال احد كبار متاجر التجزئة في بريطانيا انه يتوقع قطع علاقاته مع موقع امازون وانشاء سوق خاص به على الانترنت.

وقال الان جيليس الرئيس التنفيذي في اتش.ام. في التي تملك سلسلة متاجر بيع الكتب ووترستون انه ليس متأكدا من ان المتاجر ستستمر في الاعتماد على امازون في تواجدها على الانترنت.

وقال جيلييس لرويترز على هامش الجلسة "لدينا نقاش مفتوح الى حد ما مع امازون حول ضرورة اشباع تطلعاتنا الخاصة بتواجدنا على الانترنت."

وقال "الاتفاق الذي ابرمناه مع امازون كان سليما في حينه لانه منحنا طريقة اقتصادية للغاية وفعالة في توفير اقصى الخدمات لعملائنا. لكننا ننوي ادخال بعض التعديلات لابراز ثقلنا على الانترنت."

ففي البداية كانت الكثير من الشركات سعيدة باسناد مهمة اعمالها التجارية على الانترنت الى مواقع رائدة مثل امازون لأسباب فنية واقتصادية والاهم من ذلك هو ضمان تمتعهم بعلامة تجارية ذات سمعة.

ورفض متحدث باسم امازون التعليق قائلا ان الشركة لا تخضع علاقاتها التجارية لمناقشات علنية.

وعلى صعيد السوق فان ووترستون في طور محاولة شراء غريمتها اوتاكار بينما الشركة الام اتش.ام.في تعد هدفا لصفقة استحواذ من شركة الاسهم الخاصة برميرا.

ولم تذهب جهود جوجل طي النسيان وسط زيادة حدة النقاش حول امازون حيث تدفقت اعداد كبيرة من زوار المعرض على غرف يطلع زائروها على عروض وهم وقوف للاستماع لشرح عن الكيفية التي ستعمل بها جهود تحويل الكتب الى نسخ رقمية.

ولا يزال جوجل في موقف دفاعي منذ اعلانه عن مبادرتين لمسح الكتب ضوئيا في عام 2004. ويحاول جوجل ان يؤكد لصناعة الكتاب انه لن يجعل نسخ الطبعات التي لا تزال خاضعة لحماية حقوق الملكية الفكرية متاحة بصورة كاملة.

وقاضى ناشرون امريكيون جوجل. كما امتد العداء تجاهه الى خارج الولايات المتحدة.

ودعا نايجل نيوتون الرئيس التنفيذي لدار نشر بلومسبري التي تنشر رواية هاري بوتر مع افتتاح المعرض الى مقاطعة جوجل قائلا ان خطط المسح الضوئي الرقمي تخفي وراءها الكثير من الشرور برغم ان جوجل اعلن غير ذلك.

وقال "يتعين عليهم وقف سعيهم الى التربح مستفيدين من الادب العالمي."

واضاف "يجب الاخذ في الاعتبار ان من المحتمل ان يضغط جوجل كخطوة تالية على الناشرين للسماح له بنشر نصوص الكتب الكاملة في اطار الصراع على حصته في السوق في مواجهة محركات بحث اخرى محتملة."

وتقول فيكتوريا بارنسلي رئيسة متاجر هاربر كولينز انها ليست لديها خطط للابتعاد عن جوجل لكنها اشارت الى ان شركتها تنفق ملايين الجنيهات لبناء مخزونها الرقمي.

وقالت "لن نفعل ما يرغب فيه نيوتون وهو عدم الحديث مع جوجل."

"سيكون اغلاق باب الحوار ضربا من الجنون."

وقالت "اعتقد ان امكانية البحث التي يبرع فيها جوجل ستؤدي الى احداث تحول في صناعتنا. اعتقد ان ذلك هو الامر الاكثر اثارة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 8/اذار/2006 -8 /صفر/1427