قيادة القاعدة أصبحت مستنزفة ومعظم المسلمين يرفضون رسالتهم

أبلغ أعضاء وكالات الاستخبارات الأميركية لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ أن قيادة القاعدة قد استنزفت إلى حد كبير، إلا أن أولويتها القصوى ما زالت تخطيط وتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة، وضد مصالح الولايات المتحدة  في الخارج وضد حلفاء الولايات المتحدة.

ففي شهادة أدلى بها أمام اللجنة في 28 شباط/فبراير، جون نيغروبونتي مدير الاستخبارات القومية، والجنرال مايكل هايدن، النائب الرئيسي لمدير الاستخبارات القومية، واللوتنانت جنرال مايكل مايبلس، مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية، أوجز هؤلاء  حال الحرب العالمية على الارهاب.

وقال المسؤولون، إن القاعدة ومنظمات أخرى تشكل ما أسموه "الحركة الجهادية العالمية" تبقى أخطر تهديد للأمن القومي الأميركي.

وقال مايبلس إن القاعدة تتبع الآن مسارا غير مركزي بتشجيعها جماعات متطرفة أخرى، أمثال الجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا، والجماعة السلفية للوعظ والقتال في أفريقيا، وأنصار الإسلام في العراق وسواها.

ووافق المسؤولون الذين أدلوا بشهاداتهم على أنه رغم أن المتفجرات التقليدية تبقى السلاح المفضل لدى الإرهابيين، إلا أن كثيرين منهم ما زالوا مهتمين بالحصول على أسلحة كيميائية، بيولوجية، ونووية لاستعمالها في هجمات مستقبلية.

وقال نيغروبونتي في بيانه المعد: "الحقيقة أن بيانات الاستخبارات تشير إلى أن حوالي 40 منظمة إرهابية، أو متمردين أو جماعات تنتحل الدين امتلكت، أو أعربت عن اهتمامها في امتلاك أسلحة كيميائية، أو بيولوجية، أو إشعاعية أو عوامل أو أسلحة نووية."

ولاحظ مايبلز أن الإرهابيين يستعملون وسائل الإعلام والإنترنت بصورة متطورة لأغراض التجنيد والدعاية.

وقال "إن القاعدة نشرت دعاية عن هذه الأحداث بحملة دعائية مندفعة استخدمت فيها أشرطة فيديو وأخرى سمعية لكبار قادة القاعدة. وأضاف إن القاعدة والجماعات الجهادية المرتبطة بها تستخدم تكنولوجيا الإنترنت من أجل الاتصالات والدعاية."

وذكر مايبلز أن استخدام الإنترنت من قبل الإرهابيين من أجل قيادة ومراقبة الخلايا الإرهابية آخذ في الازدياد.

وقال أيضاً "إن التكنولوجيا، بما في ذلك البريد الالكتروني، ومواقع شبكة الإنترنت وغرف المناقشات المحمية بكلمة السر، تستخدم للاتصالات وتعزيز الايديولوجية الجهادية وترويج المشاعر المعادية للولايات المتحدة."

وقال المسؤولون الأميركيون إن الأمن المحسن، والتعاون الاستخباراتي والعسكري مع حلفاء الولايات المتحدة هو عنصر أساسي من الاستراتيجية الأميركية لهزم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى.

وأشاد نيغروبونتي بباكستان والمملكة العربية السعودية، فضلا عن أسبانيا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، وفرنسا ودول أخرى عديدة تعتبرها الولايات المتحدة حليفة لها في الحرب العالمية على الإرهاب.

وقال المسؤولون أيضاً إن عنصراً أساسياً آخر هو استراتيجية طويلة الأمد لدعم دول أثناء عملها لبناء ديمقراطيات وأسواق حرة، الأمر الذي سيحل كثيراً من المشاكل الاجتماعية المتأصلة التي تؤدي إلى الإرهاب.

وقال مايبلز أيضاً "إن وجهات النظر الإيجابية تجاه الولايات المتحدة في كثير من الدول الإسلامية لا تزال شحيحة وسريعة التأثر بالأحداث المتغيرة."

ووضع نيغروبونتي الإرهاب في إطار حوار أوسع داخل العالم الإسلامي حول التطور السياسي والاقتصادي في المستقبل.

وقال نيغروبونتي، "إن معظم المسلمين يرفضون رسالة المتطرفين، ولدى اعتناقهم الديمقراطية،  سيكونون قادرين على إرفاق ذلك بإيمانهم بضرورة بناء حياة أفضل."

نهاية النص

من جهة اخرى اعلن المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات الجنرال ريك لينش ان القوات الاميركية اعتقلت 61 عنصرا من تنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي في منطقة الفلوجة على بعد نحو خمسين كلم غرب بغداد.

واوضح انه "تم اعتقال المتمردين يوم الاثنين خلال هجوم على احدى قواعدهم التدريبية حيث كانوا يصنعون قنابل".

وتشن القوات الاميركية عمليات دورية في محافظة الانبار التي يؤكد الاميركيون انها تضم عددا كبيرا من المقاتلين الاجانب.

وقال الجنرال الاميركي ان "قوات التحالف حصلت على معلومات عن وجود قاعدة لتنظيم القاعدة في العراق في منطقة تبعد حوالى خمسين كيلومترا شمال شرق الفلوجة تستخدم للتدريب وانتاج القنابل". واضاف ان "العملية سمحت باعتقال 61 من عناصر شبكة الزرقاوي في العراق".

واوضح ان بين المعقتلين اشخاصا يهتمون بالجانب "اللوجستي" للزرقاوي مشيرا الى ان كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر تمت مصادرتها.

من جهته اعلن الجيش الاميركي في بيان ان عشرة مسلحين آخرين اعتقلوا اليوم الخميس في سلسلة من العمليات في الحبانية غرب الفلوجة. واوضح البيان انه بعد عملية "سعيد" تراجعت العمليات ضد الاميركيين الى 104 خلال الاسبوع الذي انتهى في 24 شباط/فبراير مقابل 145 في الاسبوع الذي سبقه.

واكد الجنرال لينش ان الهجمات في جميع انحاء العراق تراجعت في الفترة نفسها من 555 الى 522 هجوما. في المقابل شهدت الهجمات في الجنوب العراقي ارتفاعا في تلك الفترة من 15 الى 33 هجوما.

القاعدة وراء العملية.. والصدر يدعو لإلغاء الوقفين السني والشيعي.. والمحكمة تدين الطاغية بالوثائق

هذا وكان مستشار الامن الوطني موفق الربيعي قد اعلن سابقا عن اعتقال عشرة من المتورطين في تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء مرتبطين بتنظيم القاعدة.

وقال الربيعي للصحافيين بعد زيارته للمرجع الديني الكبير علي السيستاني في النجف (160 كلم جنوب بغداد) «القينا القبض على عشرة من المتورطين في تفجير مرقد الامامين وهم اربعة من حراس المرقد وستة اخرون ».

واضاف «لقد توصلنا في التحقيقات الاولية الى خيطين يؤكدان ان تنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي يقف وراء العملية». 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  5 /اذار/2006 -4 /صفر/1427