قائد القوات الامريكية يرى ان حادث سامراء كشف الكثير من التصدع الطائفي ويتوقع حرب اهلية واستهداف رموز أخرى

 قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جون أبي زيد إن على العراق توقع المزيد من الهجمات ذات الطابع الطائفي كتلك التي استهدفت مقام "العسكرية" الشيعي، ويقول إن الهجوم الذي يحمل بصمات القاعدة، مؤشر واضح وناجع على تغيير التنظيم لإستراتيجيته لإشعال حرب أهلية في العراق.

وفي حوار حول مؤثرات هجوم 22 فبراير/شباط الفائت عقب عودته من زيارة للعراق قال أبي زيد إن "ردة الفعل على الاعتداء جاءت أقوى من توقعاتهم (القاعدة).. وأتوقع أننا سنرى المزيد من الهجمات على رمز آخر في المستقبل القريب"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ومضى قائلاً "سيجدون أماكن أخرى غير محمية وسيوجهون ضرباتهم على آمل إشعال المزيد العنف الطائفي."

ووصف أبي زيد استهداف ضريح الإمامين في مدينة سامراء في أواخر فبراير/شباط بـ"الدعوة إلى اليقظة" التي تتطلب اهتمام الحكومة العراقية والقوات الأمريكية وعامة الشعب العراقي للحيلولة دون استهداف رموز أخرى.

وفي تأكيد على دور القاعدة في الهجوم قال قائد القيادة المركزية الأمريكية "التنظيم يسعى بوضوح نحو إشعال حرب أهلية في العراق."

وعلى نقيض قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال جورج كيسي، أشاد أبي زيد بجهود قوات الأمن العراقية قائلاً "أنا سعيد، سعيد للغاية بردة فعل القوات المسلحة العراقية."

واتهم كيسي في وقت سابق قوات الأمن العراقية، ذات الأغلبية الشيعية، بإطلاق يد المليشيات الشيعية المسلحة في مدينتي بغداد والبصرة، حيث استمرت الهجمات الانتقامية ضد المساجد السنية لعدة أيام قبيل احتوائها.

وأشتكى العديد من تلكؤ قوات الأمن والجيش العراقيين في التعامل مع العنف الطائفي الذي اندلع على مدى أسبوع  إثر تفجير المزار المقدس وأسفر عن سقوط مئات القتلى، غالبيتهم من المدنيين.

وقال أبي زيد إن التوتر بين الطائفتين الشيعة والسنة مازال في أوجه، وأن الهجوم على المقام المقدس "كشف الكثير من التصدع الطائفي الذي بدأ واضحاً لوهلة إلا أنه، وللمرة الأولى، يتحرك نحو اتجاه لا يساعد في العملية السياسية."

ويتخوف القادة العسكريون في أمريكا عرقلة العنف الطائفي جهود تشكيل حكومة جديدة واسعة تضم الأحزاب الرئيسية الثلاث: الشيعة والعرب السنة والأكراد.

وأختتم حديثه قائلاً إن الهجوم يعكس "الحاجة إلى بزوغ حكومة وحدة وطنية.. التأجيلات في تشكيلها يؤثر سلباً على الوضع الأمني."

وعلى صعيد متصل، قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع إن الجيش عزز حراسته حول مساجد العراق باستخدام طائرات التجسس وجهود الاستخبارات منذ حادثة تدمير مقام "العسكرية" الشيعي.

وقال نائب قائد القوات الجوية الأمريكية في العراق وأفغانستان، اللواء آلان جي. بيك، إن الجيش أرسل بتعزيزات من طائرات التجسس لحراسة المساجد، التي كانت الهدف دوماً لعمليات رصد لجمع معلومات استخباراتية، منذ حادثة تدمير المقام الشيعي قبيل قرابة الاسبوعين.

وكان الجنرال جورج كيسي رفض خلال افادة للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن طريق الاقمار الصناعية من كامب فيكتوري قرب بغداد استبعاد احتمال نشوب حرب اهلية في العراق الذي يسوده التوتر الطائفي والعرقي.

وقال كيسي "هل حدث عنف وارهاب هنا في العراق في اعقاب تفجيرات سامراء. هذا أمر واضح. هل العنف اصبح خارج نطاق السيطرة.. بالتأكيد لا. الازمة مرت الان على ما يبدو."

واضاف "ولكن يجب علينا جميعا ان ندرك ان العراقيين ما زالوا تحت تهديد الهجمات الارهابية التي يقوم بها اشخاص لا يتورعون عن القيام باي شيء لتقويض تشكيل حكومة منتخبة دستوريا.. حكومة وحدة وطنية تمثل جميع العراقيين."

وكان كيسي قد تنبأ العام الماضي بخفض ملموس في القوات الامريكية في العراق في الربيع اذا سارت العملية السياسية بصورة ايجابية وتحقق تقدم في تطوير قوات الامن العراقية.

وقال كيسي للصحفيين ان احداث العنف التي شهدتها الفترة الماضية "امر من المؤكد اننا سنضعه في الاعتبار" في التوصيات التي سيرفعها الى وزارة الدفاع (البنتاجون) والى الرئيس الامريكي جورج بوش في الربيع القادم بشأن امكانية تخفيض القوات الامريكية البالغ قوامها 136 الف فرد في العراق.

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع قد ذكروا ان الخيارات تشمل تخفيض قوام القوات الى نحو 100 الف فرد او تخفيضا اقل او عدم الخفض.

وكان بعض الخبراء قد ذكروا ان اعمال العنف التي اعقبت تفجير سامراء اوصلت العراق الى حافة حرب اهلية بعد قرابة ثلاثة اعوام من غزو القوات الامريكية للاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. وقال كيسي ان تفجير سامراء ربما نفذه تنظيم القاعدة او جماعة تابعة له.

وعندما سئل عما اذا كان العراق يدنو من الحرب الاهلية او قد ينزلق في مثل هذا الصراع قال كيسي "اي شيء يمكن ان يحدث."

واستطرد قائلا "ولكن اعتقد انه ما دامت قوات التحالف تعمل هنا على الارض مع قوات الامن العراقية وتظل الاغلبية الكبيرة من الشعب العراقي ملتزمة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما اعتقد تماما انهم يفعلونه.. فانني اعتقد ان فرص تلك (الحرب الاهلية) ليست جيدة."

ووصل الشيعة الذين يمثلون نحو 60 في المئة من الشعب العراقي الى السلطة بعد ان كانوا مضطهدين في عهد صدام. بينما يدبر السنة الذين كانت لهم السيطرة في العراق في عهد الرئيس السابق معظم اعمال العنف. كما ان الاكراد يسعون هم ايضا الى السلطة.

وقال كيسي ان القوات الامريكية تعتقد ان نحو 350 مدنيا لاقوا حتفهم في اعمال العنف في الاونة الاخيرة. وكانت تقارير رسمية متحفظة قد ذكرت ان القتلى عددهم 500 شخص على الاقل.

وذكر كيسي ان قوات الامن العراقية التي دربتها الولايات المتحدة والتي قادت التصدي لاعمال العنف "ابلت بلاء حسنا بصفة عامة" لكن ليس في كل الاحوال.

فعلى سبيل المثال سمحت بعض قوات الامن الحكومية لاعضاء ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بالمرور من بعض نقطات التفتيش.

وقال كيسي "الواضح ان هذا امر لن نغض النظر فيه وكذلك قيادة قوات الامن العراقية."

وذكر ان قوات الحكومة ساعدت بعض الجماعات المسلحة خاصة في شرق بغداد وان اعضاء الميليشيات كانوا المسؤولين الرئيسيين عن الهجمات التي استهدفت المساجد في منطقة بغداد في اعقاب تفجير سامراء.

وقال كيسي ان الامر سيحتاج الى "مجهود جماعي" لمواجهة الخطر الذي تمثله الميليشيات. واضاف "هناك جوانب عديدة للامر ولا اعتقد اننا سننجح تماما الا بعد ان تصبح قوات الامن العراقية.. الشرطة والجيش.. هي الوحيدة التي تحمل السلاح في العراق." 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  5 /اذار/2006 -4 /صفر/1427