اسرائيل تسعى لعزل حماس ماليا وحماس تلجأ الى حزب الله

قال مسؤولون اسرائيليون يوم الثلاثاء ان اسرائيل تحاول اقناع الدول المانحة بوقف دعمها للسلطة الفلسطينية بعد أن يؤدي البرلمان الفلسطيني الجديد الذي تتمتع فيه حماس بالاغلبية اليمين الدستورية في مطلع الاسبوع القادم وذلك في اطار حملة لاضعاف الحركة.

كما ذكرت مصادر أمنية إسرائيلي ان إسرائيل تبحث سبل الضغط على حماس التي وصلت إلى السلطة في اعقاب الانتخابات البرلمانية التي اجريت في 25 يناير كانون الثاني حتى تنبذ الحركة العنف وتعترف بإسرائيل وتوافق على احترام اتفاقات السلام المؤقتة.

وكان من المتوقع تقديم مسودة اقتراحات اسرائيلية لاضعاف حماس إلى وزير الدفاع شاؤول موفاز يوم الثلاثاء.

وقالت المصادر ان الاقتراحات تتراوح بين تضييق الخناق ماليا على اي حكومة تقودها حماس الى ان تنهار وزيادة صعوبة سفر الفلسطينيين وحصولهم على تصاريح عمل في إسرائيل.

وقال موفاز في اعقاب محادثات في القاهرة ان الرئيس حسني مبارك طلب من حماس قبول مطالب اسرائيل الخاصة بتغيير موقفها.

وقال موفاز إن مبارك يعتقد ان الضغط على حماس والتعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيحقق النتيجة المرجوة "لكنه لم يعد بان هذا سيحدث في يوم واحد."

ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريجيف تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز ذكر أن اسرائيل والولايات المتحدة تعدان خطة لزعزعة حماس.

وقال "الاستراتيجية هي ان نطرح على القيادة القادمة للسلطة الفلسطينية الاختيار بين امرين.. أما أن يحولوا نفسهم إلى محاور سياسي شرعي...وأما ان يتعرضوا لعزلة دولية."

وهونت حماس التي يدعو ميثاقها الى القضاء على إسرائيل من شأن محاولات الولايات المتحدة واسرائيل لعزلها ودعتهما إلى احترام فوزها في الانتخابات.

وقال مشير المصري المتحدث باسم الحركة إن حماس تحث كل دول العالم على اعادة النظر في سياساتها ازاء حماس والشعب الفلسطيني. وصرح بان حماس مستعدة للحوار.

وذكرت مصادر أمنية ان إسرائيل تهدف إلى عزل حماس ماليا ودبلوماسيا وتقليص التأييد الشعبي الذي تتمتع به.

وقال مصدر مطلع على مسار المشاورات الامريكية الاسرائيلية ان قطع التمويل بصفة مستمرة عن السلطة الفلسطينية يمكن أن يهز استقرار حكومة تقودها حماس لدرجة قد تدفع الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس الذي يطالب باقرار السلام مع اسرائيل للدعوة الى اجراء انتخابات جديدة.

لكن المصدر أقر بان مثل هذه النتيجة "صعبة التحقيق".

واشار ريجيف إلى قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعو الدول الاعضاء لتجميد التمويل "للكيانات والاشخاص الضالعين في الاعمال الارهابية" وصرح بان هناك محادثات تجري مع عدد من وزراء الخارجية بشأن توقيت قطع التمويل.

وقال ريجيف "يوم السبت حين يؤدي البرلمان الفلسطيني الجديد اليمين الدستورية باغلبية واضحة لحماس تكون منظمة ارهابية قد سيطرت على الحكومة الفلسطينية."

وأضاف مشيرا إلى القرار رقم 1373 "المجتمع الدولي ملزم بموجب القانون الدولي بالا يقدم دعما مباشرا أو غير مباشر فور أن تضطلع منظمة ارهابية بالسيطرة على كيان سياسي."

لكن الولايات المتحدة واسرائيل قد تواجهان صعوبة في شن حملة مستمرة ومنسقة على حماس.

وأعلنت روسيا الاسبوع الماضي انها ستدعو زعماء حماس الى موسكو لاجراء محادثات مباشرة. كما قد تحاول ايران سد الفجوة المالية ولكن مسؤولين امريكيين قالوا انهم يشكون في ان طهران تملك الموارد والخبرة اللازمتين لضمان استمرار السلطة الفلسطينية في العمل دون مساندة دولية.

ويحصل الفلسطينيون على مليار دولار سنويا من مانحين وتحتاج السلطة الفلسطينية لما لا يقل عن 100 مليون دولار في الشهر. وقال مسؤولون فلسطينيون انهم يتوقعون ان تزيد المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى دعمها للسلطة الفلسطينية خلال الاشهر القليلة القادمة.

كما ان دعوة اسرائيل لقطع التمويل الدولي عن الفلسطينيين فورا قد تتعارض مع توجه رباعي الوساطة في الشرق الاوسط الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا.

ففي اجتماع عقد في 30 يناير كانون الثاني قال رباعي الوساطة انه يتعين على المانحين الاستمرار في دعم حكومة عباس المؤقتة على الاقل لحين تشكيل حكومة جديدة بقيادة حماس.

ورغم ان الموعد المقرر لاداء البرلمان الفلسطيني لليمين الدستورية هو يوم السبت إلا أن تشكيل حكومة بقيادة حماس قد يستغرق عدة أسابيع.

ودبرت حماس نحو 60 هجوما انتحاريا على اسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 لكنها التزمت بدرجة كبيرة بالتهدئة التي اعلنت في مارس اذار الماضي.

من جهتها انتقدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الثلاثاء تدخل الولايات المتحدة واسرائيل بعد تقرير عن أن مسؤولين من البلدين يبحثون سبل زعزعة استقرار الحكومة الفلسطينية التي ستقودها حماس.

وقال مشير المصري المتحدث باسم حماس "الولايات المتحدة التي تدعي بأنها أم الديمقراطيات يجب عليها أن تحترم نتائج الانتخابات وأن تحترم ارادة الشعب الفلسطيني."

وتأمل الولايات المتحدة واسرائيل في عزل حكومة بقيادة حماس ماليا ودبلوماسيا للضغط عليها لنبذ العنف والاعتراف بالدولة اليهودية والالتزام بالاتفاقات المؤقتة الموقعة مع اسرائيل.

وفي اطار مواجهة هذه الحملة كشف موقع على الانترنت لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاربعاء ان مقاتلين من الحركة الفلسطينية تلقوا تمويلا وتدريبا من جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من ايران وهي صلة طالما انكرها قادة حماس.

ورفض متحدث باسم حماس في غزة التعليق على المعلومات الواردة على موقع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة.

ولم يرد تعليق فوري من حزب الله في بيروت.

وقال الموقع ان حماس التي ينص ميثاقها على تدمير اسرائيل وفازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية يوم 25 يناير كانون الثاني الماضي تلقت اموالا من حزب الله لتشكيل أول خلية لحماس في الضفة الغربية بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي عام 2000.

وعلى مدى ثلاث سنوات نفذت الخلية هجمات قتل فيها 18 اسرائيليا وقتلت قوات الامن الاسرائيلية أو سجنت عشرة من أعضاء الخلية.

وقال الموقع ان جاسر البرغوثي عضو حماس الذي شكل الخلية وجند مقاتليها ارسل مبعوثين للبنان ليتدربوا لدى حزب الله ويعودوا بالتمويل المطلوب دون ان يذكر ارقاما.

ولم يوضح الموقع اذا كان حزب الله قدم التمويل أو التدريب لخلايا اخرى لحماس.

وتقول اسرائيل منذ سنوات ان حزب الله أحد ألد أعدائها والذي لعب دورا أساسيا في انسحابها من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما قدم التمويل والدعم الامدادي لحماس.

وتعتبر اسرائيل الجماعتين منظمتين ارهابيتين وهو رأي تؤيده الولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 16  /شباط /2006 -17 /محرم الحرام/1427