ديمقراطية الولائم العراقية!!

محمد الوادي

لايمكن قياس الحالة العراقية الحالية باي حالة اخرى في العالم  اذا كانت ديمقراطية حقيقية او ديكتاتورية مستبدة او حتى عشائرية متعصبة.

 هي لاهذا ولاذاك ولا مابينهما , فمنذ حوالي الشهرين جرت الانتخابات وخرجت الملايين من البشر لكن ولحد هذه اللحظة لو تسال اي مواطن عراقي ما الذي يجري في بلدك ؟ اين اصبحت الانتخابات ونتائجها ؟ سوف لن تحصل على جواب شافي ومفيد !! و! لو توجهت بنفس هذا السؤال " المسكين " الى   اللاعبين بالسياسة العراقية الحالية لبادرك بجمل ومفردات مثل" الشفافية والديمقراطية والتوافق والمداولات "  وقد اصبحت هذه التصريحات مملة لدى المواطن العراقي من كثرة تكرارها وعدم واقعيتها , ولزيادة الملل على المسكين الحقيقي الذي اسمه المواطن , اضيف لها في الاؤنة الاخيرة " مباحثات الولائم " !! مع تاكيدي ان المثل العراقي الذي يقول " املأ البطون تعمى العيون " او المثل المصري القائل " املأ الفم تستحي العين " لامكان لها في مثل تجمعات الولائم هذه اطلاقآ . لانه قبل وبعد الولائم تصدر من بعض الاطراف تصريحات اقل وصف عراقي لها انها " وقحة "لابل ان احدهم بحضورالجميع وبعد انتهاء احدى الولائم مباشرة بدأ يطلق قنابله المزرية !!

اخر اخبار ديمقراطية الولائم الفريدة هذه , جاءت من اثنين من السادة العلمانيين الذين يؤمنون " كما يصرحون هم بذلك دائمآ " بالديمقراطية الحقيقية ونتائج صندوق الانتخابات واحترام اختيارات الناخبين الذين صوتوا في تسابق رهيب مع الموت للوصول الى مراكز التصويت والادلاء باصواتهم .  هما د. علاوي و د.الباججي حيث صرح الاثنان في هذا الاسبوع هذا التصريح الغريب الذي يقول نصآ " يجب تشكيل الحكومة المقبلة بمعزل عن نتائج الانتخابات!!" والحقيقية انا لااتوقع من اي عراقي يصاب بالصدمة لهذه التصريحات او غيرها لان الامور ومنذ فترة ليس قصيرة اصبح فيها اللعب على المكشوف ودون خجل لامن النفس ولامن هذه الملايين التي خرجت وهي تحمل ارواحها على أكفها متحدية الارهاب والظلام ولااعرف اذا كان تحديها هذا يشمل الانتهازية السياسية التي يحيط بها النفاق والدجل وعدم احترام رغبات الملايين واختياراتهم وحب السلطة وعبادة الكرسي اللعين هذا الذي اوصلنا الى حالنا البائس الذي نعيشه منذ اكثر من اربعة عقود متواصلة ولم ينقطع لحد الان ولن ينقطع

ابدآ مادام البعض يفكر ان الواجهة السياسية في العراق ميراث شخصي لايمكن التفريط به .

ولم تنقطع بركات الولائم عند هذا الحد بل انها جادت الينا بفكرة " جهنمية " لم تتلقفها كل ديمقراطيات العالم الحديثة والقديمة منها على حد سواء لا المتطورة ولا المتخلفة , حيث تناقلت وسائل الاعلام اقتراح يقال انه من السيد مسعود البرزاني بالتشاور مع قائمة التوافق العراقية يدعوا الى تشكيل " مجلس اهل الحل والعقد !!" او " مجلس استشاري!!" واجب هذا المجلس النظر في القرارات المهمة والتصديق عليها ويتكون من رؤساء القوائم البرلمانية !! وهذه " لطمة " اخرى يحاول بعض ابطال السياسة في العراق الجديد توجيهها الى الديمقراطية الوليدة في البلد وهي ليس لها غير تعريف واحد لايقبل القسمة على اثنيين يقول " نحن لانحترم صندوق الانتخابات ونحاول ان نستخف بعقول الجمهور العراقي " ولم يخبرنا احد لحد الان هل " السادة " اعضاء هذا المجلس غير الشرعي , يرثون او يوٌرثون , وايضآ بعد تشكيل مجلسهم الهجين هذا ماذا سيفعل مجلس النواب المنتخب وماهي واجبات اعضائه !! ولااتمادى بطلب حقوق الاعضاء لانها معروفة سلفآ وهي الخطوة الوحيدة المقدمة بشكل منتظم دون انقطاع .

من حق اي عراقي ان يسال ماهذا الذي يجري في بلدنا اليوم وكل يوم ؟ ماهذه الافكار الخائبة وكيف تولد وتتوالد هكذا دون خجل او ادنى رادع من ضمير , وهل هذه الديمقراطية التي كنتم تبشرون بها العراقيين , وعن اي شفافية تتكلمون , ومن اي بند في الدستور توالدت هذه الافكار , او اننا رجعنا الى الفكرة الصنمية التي تقول " ان الدستور مجرد ورقة نحن نكتبها!!"

اليس هكذا كان الصنم الساقط يفسر الدستور والقانون على أهواهه ونزواته ومصالحه !! وهل انكم فقدتم صوابكم الى الحد الذي فقدتم رؤية احدى عشر مليون عراقي ذهبوا واختاروا وقرروا !!ومن قال لكم ان ناس العراق قاصرين وانتم " الفطاحل" الاوصياء و ايضآ ماهو تفسير سكوت بعضكم على جرائم الفساد والمليارات المسروقة من اموال العراقيين في الوقت الذي كل " الحرامية " مازالوا احرار طلقاء !!

هناك خلل لايقبل الشك في افكاركم وتصرفاتكم هذه وتفسيرها ليس بالعسير , لكن ايضآ يبدوا ان البعض يتناول في هذه الولائم طعام فاسد بدأت عوارضه الصحية والاخلاقية والمهنية تطفوا على السطح , او ان البعض قد استوطن الفساد فاختلط عنده مع الانتهازية وحب المناصب ففقد الرشد والصواب والرؤية الصحيحة في ان واحد!! ولاتصدقوا قولي السابق ان المواطن العراقي مسكين !! بل انتم المساكين حقآ لانكم لاتعرفون ان حتى سكوت العراقي هو معناه ثورة مؤجلة , وان هذا الشعب الكريم سكوته لن يطول اذا استمرت بعض مهازل الديكتاتوريات الجديدة في العراق .وحينها ستكون الولائم وادواتها من نوع اخر , لانه ليس ذلك بجديد على تاريخ الشعب العراقي ومن لم يستوعب حلمه هذه الاشارة , عليه الرجوع الى تاريخ العراق الحديث فقط خلال الخمسة عقود الاخيرة لااكثر ويجري جرد لمصير من حكمه!!  وسيرى حينها حجم الكارثة " التوافقية " على مجالس " السوء"  هذه التي يريدها ويقود اليها البعض الذين يطمحون ان يرثون ويٌورثون العراق وخيراته في بلد تحيط به الدماء منذ وجوده الاول وحتى يومنا هذا . فهل تفهمون .

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 12   /شباط /2006 -13 /محرم الحرام/1427