القوة ضد إيران.. خيار محفوف بالمخاطر.. قد يفجر حربا نفطية

ستحتفظ الولايات المتحدة بخيار قصف البرنامج النووي الايراني والقضاء عليه تماما ولكن ذلك سيكون مغامرة عسكرية كبرى ستدفع طهران لانتقام عنيف.

هذه هي وجهة النظر التي سادت على ما يبدو خلال اربعة ايام من النقاش في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا حيث احتلت ايران مكانة بارزة على جدول اعمال المنتدى رغم غيابها عن تشكيلة القادة والوزراء.

وانضم البرنامج النووي الايراني الذي تقول طهران انه مخصص لتوليد الكهرباء لكن الولايات المتحدة تعتبره واجهة لانتاج قنابل نووية الى النتيجة المفاجئة للانتخابات الفلسطينية باعتبارهما الشاغل الرئيسي لقلق المجتمع الدولي.

وقال السناتور الامريكي جون مكين وهو من المنافسين البارزين في انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2008 عن الحزب الجمهوري "علينا أن نحتفظ بالخيار العسكري كملجأ اخير ولكننا لن نستبعده."

واكد قادة اخرون شاركوا في المنتدى ومنهم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو على ضرورة التحلي بالحذر والدبلوماسية.

وقال كينيث بولاك خبير الشؤون الايرانية في معهد بروكينجز الامريكي للابحاث ان الخيار العسكري لا يعتبر الحل الامثل ولكنه احتمال قائم.

واضاف انه على الرغم من ان اسرائيل تحتفظ بخيار استخدام القوة العسكرية فان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها القوة الجوية لتنفيذ "مئات الطلعات الجوية اليومية" المطلوبة ربما لاسابيع لشل حركة الدفاعات الجوية الايرانية وتدمير المنشات ذات الصلة بالبرنامج النووي.

واضاف "هذا سيعني الدخول في حرب مع ايران واعتقد ان من الطبيعي ان نتوقع ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي."

وقال "سمعنا بعض القادة الايرانيين يقولون بوضوح تام انهم سيردون... في الزمان والمكان الذي يختارونه وان المكان سيكون على الارجح في العراق وافغانستان وسيكون الزمان في توقيت قريب."

واستطرد "اذا كنا نعتقد ان الوضع سيء الان (في العراق) فتصوروا ماذا سيحدث عندما ينضم 6000 من قوات الحرس الثوري الايراني وافراد المخابرات الى المسلحين."

وقال القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني يحيى رحيم صفوي يوم السبت "اذا تعرضنا لهجوم عسكري فسوف نرد بقوة دفاعية صاروخية مؤثرة للغاية."

ويقول خبراء عسكريون ان الصواريخ الايرانية شهاب-3 يصل مداها الى نحو 2000 كيلومتر مما يعني وقوع اسرائيل والقواعد الامريكية في العراق والقوات الاجنبية في العراق في نطاق مرماها.

وقال بولاك انه حتى اذا كللت "ضربة وقائية" امريكية بالنجاح فانها ربما لن تعيق البرنامج النووي الايراني الا لفترة ما بين عامين واربعة اعوام في ضوء الخبرة التي اكتسبتها ايران بالفعل.

وحددت جلسة نقاش بشان ايران في منتدى دافوس ثلاثة خيارات اخرى هي الدبلوماسية.. او "تغيير النظام" على النمط العراقي.. او عدم اتخاذ اي تصرف والامل في ان تكون الامور افضل.

ورفض سترو الخيار الاخير باعتباره خيارا غير مسؤول وأكد على خيار الدبلومساية "لضمان التوصل الى اتفاق لا يمثل اذلالا لاي جانب."

وقال السناتور الامريكي ساكسبي تشامبليس وهو عضو جمهوري عن ولاية جورجيا ان من الممكن تصور اختيار الولايات المتحدة للقوة العسكرية ولكن فقط على رأس تحالف دولي موسع وبعد استنفاد الجهود الدبلوماسية.

وقال تشامبليس وهو عضو بلجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ "اعتقد ان الامر سيتطلب اجماعا كبيرا قبل القيام باي اجراء عسكري."

واضاف "لم نصل حاليا الى النقطة التي يمكنني ان اركن فيها الى الاعتقاد بان امريكا مستعدة للقيام بذلك بدون تحالف كبير من الشركاء والذي يرجى ان يكون من داخل العالم العربي وخارجه ايضا."

وجرى النقاش في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ضغوطا من اجل احالة ايران الى مجلس الامن الدولي.

ويمكن ان يفرض المجلس في نهاية المطاف عقوبات ولكن هذا في حالة عدم استخدام روسيا والصين -وكلتيهما لهما علاقات اقتصادية كبيرة مع طهران وتشعران بالقلق من الدوافع الامريكية- حق النقض (الفيتو).

وقال الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون "سواء كنا نريد في الواقع فرض عقوبات على ايران ام لا .. واذا اعتقدوا ان المجتمع الدولي يريد ذلك فسيكون له تاثير كبير" على رغبة طهران في التوصل الى تسوية.

وتابع "ولكن ماداموا يعتقدون ان الدول التي تريد نفطهم لن تؤيد ذلك.. فسيكون لديهم حينئذ مجال اكبر للعداء."

من جهة اخرى يقول المحللون الاقتصاديون البريطانيون أن سعر برميل النفط قد يرتفع إلى حدود 90 دولاراً إذا أقدمت إيران على وقف تصدير النفط إلى الأسواق العالمية، كرد فعل على عقوبات يفرض مجلس الأمن الدولي عليها في إطار تداعيات الأزمة حول برنامجها النووي.

وقال كونا هاك رئيس تحرير قسم الأسهم في مجلة الاستخبارات الاقتصادية لصحيفة الأوبزيرفر اللندنية ان القلق حيال برنامج إيران النووي زاد من سعر برميل النفط 10 دولارات حتى اليوم، وأن وقف تصدير النفط الإيراني يعتبر كارثياً.

وأضاف لن أفاجأ إذا وصل سعر برميل النفط إلى أعلى من 90 دولاراً .

وتصدّر إيران 2.6 مليون برميل من النفط يومياً ما يوازي 5% من صادرات النفط العالمي.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هدّد بوقف تصدير النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية إذا فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 31  /كانون الثاني/2006 - 1/محرم الحرام/1427