بعد الهزيمة الغضب في فتح يتحول الى تحليل للذات

يشعر علاء سناقرة أحد مسلحي فتح بالغضب الشديد للهزيمة الساحقة التي لقيتها الحركة على يد حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال لرويترز من مخيم بلاطة للاجئين بالضفة الغربية "اني اشعر بالغضب والكل في فتح يشعرون بالغضب." لكنه اضاف "لكن اذا كان هذا هو مايريده الناس سيتعين علينا ان نقبله."

وجاء الفوز الكاسح لحماس في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الاربعاء بمثابة صدمة مزلزلة لسناقرة ومؤيدي فتح الاخرين.

ولكن العديد من اعضاء فتح يقولون ان غضبهم منصب بدرجة اكبر على زعمائهم وليس على حماس وان نتيجة الانتخابات يجب ان تتحول الى صيحة تنبيه لفتح كي ترتب البيت من الداخل بعد عقود من الهيمنة على السياسة الفلسطينية.

ويعتقد كثيرون في فتح ان حماس لن يكون بوسعها تنفيذ وعودها اثناء الحملة الانتخابية للشعب الفلسطيني مما يفتح الباب امام عودة فتح مرة اخرى.

وتظل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس قوة يحسب حسابها وخاصة في الضفة الغربية المحتلة رغم ان الحركة قد اصابها الوهن.

ويقول كبار مسؤولي فتح ان اعضاء فتح لايزالون مخلصين لحركتهم وسيخوضون قتالا من اجلها ضد حماس اذا تعرضوا لاستفزاز.

كما ان الرئيس الامريكي جورج بوش لايزال يدعم عباس الذي وعد بمواصلة برنامجه للتفاوض مع اسرائيل من اجل اقامة دولة فلسطينية.

وحصلت فتح على 43 مقعدا فقط في البرلمان المؤلف من 132 عضوا مقابل 76 مقعدا فازت بها حماس. واصبح لدى حماس التي تعهدت بتدمير اسرائيل ونفذت عشرات التفجيرات الانتحارية ضدها فرصة الان لتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة.

ويقول اعضاء بفتح ان نتيجة الانتخابات ستجبر الحركة التي ظلت مهيمنة على مقاليد الحكم طويلا على ان تحول انتباهها الى الداخل لتنفيذ اصلاحات بهدف اعادة تشكيل صورتها التي ترتبط حاليا في اذهان الكثير من الفلسطينيين بالفساد والعجز عن انهاء حالة جمود صنع السلام مع اسرائيل.

وقال جبريل الرجوب احد كبار مسؤولي فتح لرويترز ان فتح ستولد من جديد.

ويطالب الجيل الجديد من الشبان الذين يحملون توجهات اصلاحية داخل فتح بنصيب في عملية صنع القرار التي هيمن عليها لفترة طويلة جيل من الزعماء الاكبر سنا.

وقال الرجوب الذي خسر هو نفسه في انتخابات الاربعاء ان نتيجة الاقتراع يمكن ان تمنح الاصلاحيين في فتح الدفعة التي يحتاجونها لاجبار الحرس القديم على المغادرة وتنصيب زعامة جديدة.

وقال صلاح عبد الشافي المحلل الفلسطيني ان المعركة الحقيقية بعد الانتخابات ستبدأ داخل فتح. واضاف ان فتح كانت تؤجل حل ازمتها الداخلية ولكنها بعد الانتخابات سيتعين عليها ان تواجه مشاكلها.

وانقلب العديد من اعضاء فتح الشبان على الحرس القديم الان وهم يلقون عليهم مسؤولية احتكار السلطة والمساهمة في وزيادة شعبية حماس.

وفي قطاع غزة نظم الالاف من انصار فتح مسيرة احتجاج يوم الجمعة ودعوا عباس وزعماء اخرين بالحركة للاستقالة كما اشعلوا النار في سيارات خارج مقر المجلس التشريعي هناك.

ودعا محمد دحلان وهو من كبار مسؤولي فتح ومن جيل الشبان المتظاهرين الى الهدوء وحث الحشد على وقف مظاهر الغضب.

وقال مسؤول كبير بكتائب شهداء الاقصى المرتبطة بفتح "غضبنا موجه الى قيادتنا. فشلهم في اصلاح فتح ادى الى هزيمتها."

ودعا زعماء بحركة فتح لانتقال سلمي للسلطة.

ولكن مشاعر الخصومة لاتزال عميقة بين فتح العلمانية وحماس الاسلامية ولايزال العديد من مسلحي حماس يكنون شعورا بالمرارة بعد حملات المداهمة الامنية التي نفذتها قوات الامن الفلسطينية ضدهم ضمن مساعي عباس في عملية السلام.

واصدرت كتائب شهداء الاقصى بيانا هددت فيه "بتصفية اي مسؤول في فتح" يغير رايه ويشارك في حكومة تقودها حماس.

ويقول بعض المحللين ان حماس يمكنها ان تستغل الانقسامات داخل فتح حاليا لتحقيق مكاسب سياسية.

ويقول المحلل عبد الشافي انه اذا استغلت حماس هذه الخلافات والانقسامات فان الازمة ستتعمق بدرجة اكبر داخل فتح بما يمكن ان يؤدي الى تفسخها.

وأطلق مسلحون من حركة فتح النار في الهواء واقتحموا مباني البرلمان يوم السبت وطالبوا باستقالة قيادة الحركة بعد أن تعرضت لهزيمة ساحقة في الانتخابات على يد حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وكان الغضب في معظمه موجها لزعماء حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمهيمنة منذ فترة طويلة إلا أن الاحتجاجات تضيف الى الشكوك التي تحيط بمدى قدرة حماس على تشكيل حكومة والتعامل مع قوات الأمن.

والقى الفوز المفاجيء للجماعة الاسلامية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الاسبوع الماضي بعملية تحقيق السلام في الشرق الاوسط في مهب الريح.

وردد مسلحون في رام الله هتافات رافضة للشراكة مع حماس وهم يطلقون النار في الهواء.

واستولى المسلحون على مبنى البرلمان لمدة 20 دقيقة تقريبا وراحوا يرددون مطالبهم من فوق سطحه قبل أن يهبطوا بسلام. واستمروا في اطلاق النار وهم في طريقهم لمكاتب عباس في مجمع المقاطعة إلا أنهم لم يطالبوا عباس تحديدا بالتنحي.

وتبادل نشطاء من حركتي المقاومة الاسلامية حماس وفتح اطلاق النار في قطاع غزة يوم الجمعة بعد الفوز الساحق الذي حققته حماس في الانتخابات البرلمانية على فتح المهيمنة منذ فترة طويلة.

وخرج نحو 20 الف من انصار فتح الى الشوارع في احتجاجات غاضبة عبر قطاع غزة وقاموا بحرق سيارات خارج مبنى البرلمان الفلسطيني واطلقوا النار في الهواء .

وقام الحشد الذي اشعل النار في اطارات السيارات في الشوارع بتمزيق بعض ملصقات حماس .

واصدرت كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح بيانا هددت فيه "بتصفية اي مسؤول في فتح" يغير رأيه ويشارك في حكومة تقودها حماس.

وفي اول اشتباك بين نشطاء الحركتين منذ انتخابات يوم الاربعاء قال شهود ان ثلاثة اشخاص اصيبوا في الاشتباك الذي دار قرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

وفي تفجر للوضع في وقت لاحق تبادل مسلحون من حماس وقوات الامن الفلسطينية اطلاق النيران في خان يونس مما اسفر عن اصابة مسلحين من حماس وضابطي امن.

وقالت مصادر امنية ان شرطيين اخرين اصيبا بجروح عندما اطلق مسلحون ملثمون يرتدون عصابات الرأس الخضراء المميزة لحماس النار على سيارة دورية مما يؤكد الصعوبات المقبلة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 30  /كانون الثاني/2006 - 29/ذي الحجة/1426