حماس تحت مجهر الاختبار

علي حسين عبيد

لم يتفاجأ الاسرائيليون والغربيون وحدهم بنتائج الانتخابات الفلسطينية التي جرت مؤخرا بل امتدت المفاجأة الى الفلسطينيين أنفسهم ومنهم حماس أيضا، فهذا الفوز غير المتوقع جاء ليهشم ويلغي جميع السينورياهات السياسية المخطط لها من قبل اسرائيل والغرب بشكل عام بل حتى من قبل منظمة فتح نفسها الأمر الذي ينطوي على مسؤوليات جديدة تلقى على عاتق حماس خاصة انها أصبحت تمثل الشعب الفلسطيني وليس نفسها فحسب.

 والامر الذي سيبقى محط مراقبة الجميع هو كيف ستقوم حماس بمسؤولياتها السياسية ازاء الشعب الفلسطيني اولا وكيف ستتحرك في المحيطين الاقليمي والدولي لكي تثبت بأنها جديرة بهذا المكسب وانها تستحق هذا الفوز الساحق في الانتخابات؟!.

لا نريد ان نقول ان المرحلة الجديدة نقلت حماس من حالة الى اخرى، ولا ندعوا الى قطعية تامة مع التوجهات السياسية الماضية لحماس، لكن الامر الذي لا يمكن التغاضي عنه هو ان حماس لم تعد تمثل نفسها فحسب بل تمثل جميع الفلسطينيين وتتحمل مسؤولية قيادتهم أيا كانت نتائج هذه القيادة.

 وعليه نتمنى أن تأخذ السلطة الفلسطينية الجديدة بنظر الاعتبار إمكانية التحرك السياسي السلمي في المحيطين الدولي والاقليمي اضافة الى المحيط الداخلي لتحقيق الاهداف الفلسطينية إرتكازا على المبادئ الاسلامية التي تستند وتدعوا الى السلم قبل اي طريق آخر( واذا جنحوا للسلم فاجنح لها)، كما أننا نرى ان المرحلة الجديدة في تأريخ الدولة الفلسطينية تضم بين طياتها متغيرات متسارعة من الممكن استثمارها لصالح الشعب الفلسطيني ولكن هذا الامر منوط بالدرجة الاولى بالقادة الفلسطينين الجدد وبطبيعة الطرائق التي ينتهجها السياسيون قبل غيرهم وهذا لا يتعلق بالجانب الفلسطيني حصرا بل هنالك الاطراف الاخرى التي يقع عليها جزء كبير من تقبل واستيعاب المرحلة الجديدة التي تصدرت فيها حماس قيادة الدولة الفلسطينية والتعامل معها وفق المعطيات الجديدة، غير ان المسؤولية الاكبر تقع على الطرف الفلسطيني لكي يلغي مخاوف الآخرين ويفوت الفرصة على كل من  يهدف الى تشويه الصورة الحقيقية للقيادة الاسلامية الجديدة في فلسطين.

ان السلم هو مبدأ مهم من مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وعلينا ان نذّكر العالم بذلك من خلال الفعل وليس القول فحسب، ونحسب ان حماس تقع الآن تحت مجهر الاختبار العالمي والعربي والمحلي لكي تثبت انها تمتلك السلاح السياسي الناجح الى جانب سلاح القتال الفعال.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 30  /كانون الثاني/2006 - 29/ذي الحجة/1426