المساجد هى الاماكن المفضلة لعقد القران عند المصريين

اصبحت المساجد هى الامكنة المفضلة لعقد القران فى مختلف أنحاء مصر بعد أن تغيرت عادات عقد الزواج بسبب الظروف الاقتصادية والتكلفة العالية التى يتكبدها الاهل لاتمام الزواج واقامة الافراح والتى باتت تكلفتها باهظة.

ويحرص المصريون فى السنوات الأخيرة على كافة شرائحهم الاجتماعية على عقد القران فى المساجد كل حسب حالته الاقتصادية فأبناء الطبقات الفقيرة يعقدون قرانهم فى الجوامع القريبة من منازلهم بدون مقابل اما الميسورون منهم فيعقدون القران فى قاعات ملحقة بالمساجد الكبرى مثل مسجد رأس الحسين عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام وغيرها او فى مشيخة الازهر ودار الافتاء.

وتلقى قاعات عقد القران الملحقة بالمساجد الكبرى وبمشيخة الازهر ودار الافتاء اقبالا متزايدا يوما بعد يوم مما يستلزم الحجز المسبق حتى يتم تحديد ميعاد لعقد القران خاصة فى فصلى الربيع والصيف ومع قدوم عيدى الفطر والاضحى .

ومع تغير العادات لتواكب العصر اتجه المصريون وأصدقاؤهم وأقاربهم الى عقد القران بهذه القاعات فى حضور المأذون الذى يتمم اجراءات الزواج لتتعالى الزغاريد قبل وبعد توقيع العريس ووكيل العروس والشهود على العقد وليتم بعد ذلك توزيع الشيكولاتة والحلوى والمشروبات على الحضور .

وقال مأذون منطقة المطرية شرق القاهرة احمد نصر لـ (كونا) ان ما يحدث هذه الايام يختلف تماما عما كان يحدث فى الماضى حيث كان الغالب هو عقد القران فى المنازل بحضور المأذون والاهل والاقارب .

ورأى ان عقد القران فى المسجد هو امر مستحب وجزء من احياء رسالة المسجد الجامع التى كانت سائدة منذ دخول الاسلام الى مصر مضيفا ان الجامع يشهد صلاة الجمعة وصلوات الجماعة وكل امر ذي بال للمسلمين كالقضاء والصلح بين الناس ومجالس العلم وغيرها من امور الدنيا والدين اضافة الى ان المساجد من احب الاماكن الي الله تعالى والمسلمين.

واضاف ان من بين اسباب العودة الى المسجد هو اتجاه كثير من الشباب الي الالتزام بالدين حيث يجد العروسان فى عقد القران فى المساجد نوعا من المباركة الربانية لهذا الزواج حتى يستمر ويدوم طول العمر اضافة الى التقرب الي الله مؤكدا اهمية عودة المساجد الى القيام بدورها في خدمة قضايا المجتمع والتخفيف عن كاهل الاسرة المسلمة - ولفت نصر الى دور المساجد فى تحقيق التكافل الاجتماعى الذى نادى به الاسلام فبجانب دورها المستحدث فى عقد القران بها والذى يتم فى الغالب بعد العصر أو المغرب تقوم بدور آخر فى دعم التكافل بين الناس حيث تقوم بتجهيز غير القادرين من الشباب ومساعدتهم على اتمام الزواج.

وأوضح أن معظم المساجد بها لجان تقوم بالتنسيق مع أهل الحى الميسورين وبعض رجال الأعمال ومن خلال التبرعات لتقوم بشراء ما يلزم بيت متواضع للزوجية من خلال ما يقدمه أهل الخير. من جانبه قال امام مسجد الرحمة بمصر الجديدة الشيخ سيد النقراشى ان الجامع الذى تأسس فى منتصف الثمانينات انشىء به ملحق اجتماعي وهو عيادة طبية بها كل التخصصات اضافة الى قاعتين لعقد القران وتقبل العزاء يتم تأجيرهما نظير مبالغ بسيطة وذلك للمساعدة فى الانفاق على المشروعات الخيرية ومنها علاج الفقراء وكفالة الايتام وغيرها. واشار الى ان عقد القران كان منتشرا قديما فى المنازل لان المساجد لم تكن مجهزة بالقاعات المنفصلة عن المسجد التى تسمح بالتعبير عن الفرح بالزغاريد والغناء وغيرها من المظاهر البسيطة للاحتفال بالزواج وبما يتناسب مع الشرع مضيفا "اما الان فالقاعات مستقلة ومجهزة ومفروشة بالسجاد وبعضها مكيف بما يناسب مظاهر الاحتفال".

يذكر ان عدد اعضاء نقابة المأذونين الذين يقومون بعقد القران واشهار الطلاق يصل الى اكثر من 2400 مأذون من خريجى كليات الحقوق وكليات الشريعة والقانون جامعة الازهر يعانى غالبيتهم من البطالة وقلة العمل وذلك نظرا لانتشار سماسرة يعملون فى جلب الزبائن للمأذونين الذين يعقدون القران بالمساجد الكبرى.

وذكر احدث تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء فى مصر ان عدد حالات الزواج فى عام 2005 سجل 550 ألف حالة زواج مقابل 64 ألف حالة طلاق موضحا ان نسبة حالات الطلاق مقارنة بحالات الزواج انخفضت عن الأعوام السابقة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 24  /كانون الثاني/2006 - 23/ذي الحجة/1426