أمريكا تدعم في صمت برامج تشجيع الديمقراطية في ايران

بينما تركز السياسة الامريكية المعلنة تجاه ايران على منع طهران من انتاج أسلحة نووية تنفق وزارة الخارجية الامريكية ملايين الدولارات على منح لدعم برامج في إيران في محاولة لتعزيز الديمقراطية في الجمهورية الاسلامية.

وأنفقت وزارة الخارجية خلال العامين الماضيين حوالي أربعة ملايين دولار في صورة منح لتشجيع الديمقراطية في ايران وخصصت نحو عشرة ملايين دولار هذا العام لهذا الغرض.

وقالت ايريكا باركس روجلز من مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل في وزارة الخارجية الذي يدير هذه المنح "ما نهدف الى تحقيقه هو محاولة أن ندعم قبل أي شيء اخر هؤلاء الذين يعيشون في ايران ويريدون لبلدهم قدرا أكبر من حرية التعبير وقدرا أكبر من المشاركة وحقوقا أكبر للنساء وحرية أكبر للصحافة."

وأضافت باركس روجلز أن الولايات المتحدة لا تهدف الى الاطاحة بالحكومة الايرانية من خلال هذه المنح كما تشير طهران وانما تهدف الى دعم هؤلاء الذين "فتحوا أعينهم بالفعل."

وقالت في مقابلة مع رويترز "من الواضح أن أربعة ملايين دولار لن تؤدي الى ذلك (الاطاحة بالحكومة)." ومضت تقول "ما نسعى الى تحقيقه هو المساعدة في دعم هؤلاء الذين يريدون أن يروا نوع الحكم ونوع المجتمع الذي يستحقونه."

وكان رد فعل المسؤولين الايرانيين على برامج المنح هذه غاضبا في الماضي ووصفوا البرامج بأنها انتهاك لاتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين والتي وافقت الولايات المتحدة بمقتضاها على عدم التدخل في شؤون ايران الداخلية.

ورفضت باركس راجلز لاعتبارات أمنية تقديم تفاصيل عمن يحصل على الاموال لكنها قالت انهم ليسوا جماعات المعارضة بالمنفى كما كان الحال عندما كانت واشنطن تدعم الجماعات العراقية في المنفى قبل غزو العراق في مارس اذار عام 2003.

وقال محلل ايراني طلب عدم الكشف عن اسمه ان بعض الاموال استخدم على سبيل المثال في تدريب ايرانيين سافروا لدول مثل تركيا ورومانيا على الديمقراطية.

والى جانب المنح تحاول وزارة الخارجية الامريكية أيضا توصيل الرسالة الامريكية من خلال محطة اذاعة باللغة الفارسية تسمى راديو فاردا تمولها الولايات المتحدة. وبالاضافة الى ذلك يبث راديو صوت أمريكا برامج باللغة الفارسية.

ونشر "الديمقراطية والحرية" خصوصا في البلدان الاسلامية موضع اهتمام لحكومة الرئيس الامريكي جورج بوش. وتعرض البرنامج لانتقادات البعض لكونه محاولة صريحة لفرض معتقدات سياسية أمريكية على اخرين.

الا أن باركس روجلز لا توافق على ذلك وقالت ان وزارة الخارجية الامريكية لا تفرض أي صيغة محددة للديمقراطية سواء كانت أمريكية أو بريطانية أو فرنسية.

وأضافت "ما نسعى اليه هو محاولة دعم والدفاع عن هؤلاء الذين يطالبون بالحرية والعدالة والديمقراطية في بلدهم."

والاموال المخصصة لهذه المنح هي أول أموال علنية تخصصها واشنطن لجماعات ايرانية منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 التي أدت الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ونظرا للعقوبات المفروضة على طهران تعين على وزارة الخارجية الامريكية أن تتحرك بحذر في اختيار الجماعات التي تستطيع دعمها ولضمان عدم استخدام الاموال في دعم أي أنشطة لها صلة بالحكومة الايرانية.

وقال مايكل روبن خبير الشؤون الايرانية لدى معهد المشروع الامريكي وهو مركز أبحاث محافظ ان الحكومة الامريكية يجب أن تبذل أكثر من ذلك كثيرا لدعم الديمقراطية في ايران مضيفا أن الميزانية التي خصصتها لتجميل مركز كنيدي بواشنطن أكبر مما خصصته لتشجيع الديمقراطية في ايران.

وأضاف أن ميزانية تقدر بنحو 50 مليون دولار في العام هدف أكثر واقعية لكنه لن يكون مفيدا دعم جماعات ايرانية في المنفى كما كان الحال مع العراق.

من جهة اخرى ظهرت في الاسواق الايرانية صحيفة اصلاحية تحمل اسم "اتيماد ميلي" (الثقة الوطنية) يصدرها حزب يحمل نفس الاسم بعد شهر من حظر اطلاق قناة فضائية تابعة لهذا الحزب.

ويترأس الحزب مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق الذي جاء في المرتبة الثالثة في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران/يونيو الماضي. واحتج على طريقة تعاطي المحافظين مع الانتخابات التي ادت الى صعود محمود احمدي نجاد الى الجولة الثانية وفوزه برئاسة البلاد.

وتركز الصحيفة المؤلفة من 16 صفحة ملونة على المعلومات العامة.

وتصدر نحو 40 صحيفة في ايران نصفها يديره الاصلاحيون رغم سيطرة الحكومة المحافظة برئاسة احمدي نجاد.

وتم حظر قناة "صبا" التلفزيونية التي يمولها كروبي في 22 كانون الاول/ديسمبر قبل ان تبث اول برامجها من دبي. ولا يسمح الدستور الايراني بعمل اية محطة اذاعية او تلفزيونية خارج السيطرة الحكومية.

وتحظر الاطباق الفضائية اللاقطة في ايران الا ان تلك الاطباق تنتشر فوق سطوح ملايين المنازل رغم مداهمات الشرطة وفرض الغرامات.

ولو اطلقت لكانت قناة "صبا" اول قناة تلفزيونية فضائية بتمويل من مسؤول ايراني سابق. ويلتقط الايرانيون اكثر من 20 محطة تلفزيونية تابعة للمعارضة وتتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 23 /كانون الثاني/2006 - 22/ذي الحجة/1426