فتح تستعين بعرفات وحماس بالإسلام والاعتراف بإسرائيل

تقول رسالة نصية من نشطاء حركة فتح "نحثكم على التصويت لدم ياسر عرفات"

وتقول الرسالة التي بعث بها نشطاء حركة المقاومة الاسلامية"حماس" "صوت للهلال الاخضر.

"ارسل هذه الرسالة وسيباركك الله."

وعند الاتصال بخدمة الاستفسار التليفونية الفلسطينية ستسمع اولا رسالة مسجلة سلفا من هذا الطرف او الاخر قبل الانتخابات التي ستجري في 25 يناير كانون الثاني والتي تواجه فيها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديا قويا من حماس.

ولصقت صور المرشحين في كل زاوية..ولا تظهر سوى العينين من وراء النقاب لبعض مرشحات حماس . وتتدلى لافتات من اعمدة الانارة . وامتلات الصحف باعلانات مكلفة تتعهد بمحاربة الفساد.

وقال زياد ابو عين المسؤول بحركة فتح ان هذه معركة مصيرية ولابد من الاستعداد لها جيدا.

وادى التنافس بين حماس وفتح الى جعل هذه الانتخابات اكثر الانتخابات انفتاحا بالنسبة للفسطينيين الذين يشهدون بالفعل قدرا من الديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزة اكبر مما يوجد في كثير من الشرق الاوسط. وجرت الانتخابات البرلمانية السابقة في عام 1996 .

وقال المعلق الفلسطيني علي جرباوي ان اول انتخابات فلسطينية كانت تقريبا مثل الانتخابات العربية الاخرى لكن هذه الانتخابات مختلفة.

واضاف انه لم يكن يوجد سوى حزب كبير واحد وهو فتح وبعد ذلك احزاب اصغر بكثير لم تكن تسبب ازعاجا لفتح اما الان فحماس حركة قوية.

وتنامت شعبية حماس وذلك الى حد كبير بسبب مواقفها ضد الفساد وشبكة مؤسساتها الخيرية وايضا لحملة التفجيرات الانتحارية وتعهدها بتدمير اسرائيل.

وادى صراع بين حرس قديم يواجه اتهامات بالفساد وجيل اصغر ومسلحين يسعون الى سلطة اكبر الى اضعاف حركة فتح منذ وفاة عرفات في عام 2004 .

وقال ابو حسن في مركز تجاري في مدينة غزة انه في السابق كان يوجد حزب واحد مهيمن واليوم يوجد تنافس على خدمة الشعب بصرف النظر من الذي يفوز.

ولم تشارك حماس في انتخابات 1996 لانها رفضت الاتفاقيات المؤقتة مع اسرائيل. وتقول ان تلك الاتفاقيات اصبحت ميتة الان وتأمل بدور سياسي اكبر.

وحكم عرفات الذي تلعب شخصيته دورا كبيرا في حملة فتح بشكل اكثر صرامة من عباس وقاوم دعوات من المانحين الغربيين للانتخابات التي طال تأخيرها بعد ان ادت الانتفاضة الى اعمال عنف جديدة مع اسرائيل.

وبالنسبة لعباس فان الانتخابات فرصة لتعزيز قبضته في الوقت الذي يحذب فيه حماس ايضا الى التيار السياسي الرئيسي. ويأمل عباس ان يسمح له ذلك بدفع النشطين الى نزع سلاحهم بموجب خطة سلام تدعمها امريكا رغم انها يرفضونها حتى الان.

ولكن بعض المخضرمين في فتح مازالوا يريدون تأجيل الانتخابات شاعرين بانهم سيخسرونها بالتأكيد. وحصل فتح ومستقلون متحالفون معها على 68 مقعدا من بين 88 مقعدا في الانتخابات السابقة.

وعلى الرغم من قلق المانحين الغربيين من فوز حماس فانهم حريصون ايضا على رؤية الانتخابات تتم بسلاسة كوسيلة لتعزيز الديمقراطية الفلسطينية.

وفي هذا السياق اعلن رئيس قائمة حركة حماس الى الانتخابات التشريعية الفلسطينية اسماعيل هنية الجمعة ان حركته لن تتخلى عن السلاح ولا عن المقاومة بعد دخولها الى المجلس التشريعي.

وقال هنية خلال مهرجان انتخابي في مدينة غزة "ارادوا الضغط على حماس لتتخلى عن المقاومة وعن السلاح وعن خيارها الاستراتيجي في فلسطين كل فلسطين لكن نقول اليوم باسم حماس وباسم قائمة التغيير والاصلاح فشلت كل محاولات الضغط والابتزاز. ثوابت حماس لا تتغير ولا تتبدل بتغيير الظروف والازمنة والاماكن".

وقال هنية ان "حماس ستبقى وفية للجهاد والمقاومة ستبقى وفية للبندقية ولفلسطين والقدس وستمضي الى ان ترفع الرايات فوق القدس".

واكد هنية ان "حماس ستدخل التشريعي على قاعدة المقاومة وليس على قاعدة اوسلو فاتفاق اوسلو انتهى".

ورفضت حماس اتفاقات اوسلو الموقعة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1993 باعتبارها تعترف باسرائيل وتشكل تخليا عن حقوق الشعب الفلسطيني. وبالتالي رفضت حماس خوض الانتخابات التشريعية الاولى سنة 1996 على هذا الاساس.

وتشارك الحركة في الانتخابات التشريعية لاول مرة. وتنافس حماس حركة فتح حزب السلطة الفلسطينية التي كانت تسيطر على ثلاثة ارباع مقاعد المجلس التشريعي الذي انشىء على اساس اتفاقات اوسلو.

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة ان حركتي فتح وحماس متساويتان تقريبا في عدد الاصوات للانتخابات التي ستجري في 25 كانون الثاني/يناير الحالي.

وبحسب نتائج الاستطلاع الذي اجراه "جيروساليم ميديا اند كوميونيكشن سنتر" حصلت فتح على 32,3% من الاصوات في مقابل 30,2% لحماس.

وتسيطر حركة فتح على المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب في 1996 ولها 62 نائبا من نواب البرلمان ال88. وتشارك حركة حماس لاول مرة في الاقتراع الذي سينظم الاربعاء بعدما قاطعت انتخابات العام 1996.

وبحسب هذا الاستطلاع فان لائحة "فلسطين المستقلة" برئاسة مصطفى البرغوثي ستحتل المرتبة الثالثة مع 12,6% من نوايا الانتخاب تليها لائحة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع 7,6% من الاصوات.

واضاف الاستطلاع ان لائحة "البديل" وهي تحالف احزاب اليسار ستحصل على 6,1% من الاصوات مقابل 3,4% فقط للائحة "الطريق الثالث" التي يرئسها وزير المالية المنتهية ولايته سلام فياض والنائبة المستقلة المنتهية ولايتها حنان عشراوي.

ولن تحصل اي من اللوائح الاخرى على نسبة 2% من الاصوات المطلوبة للدخول الى المجلس التشريعي الفلسطيني.

وقال 3,3% من الذين شملهم الاستطلاع انهم لم يحددوا خياراتهم بعد او لم يعطوا جوابا.

وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية من 1001 شخص في الضفة الغربية وقطاع غزة بين 13 و15 كانون الثاني/يناير دون تحديد هامش الخطأ فيه. وسيتألف المجلس التشريعي الفلسطيني المقبل من 132 نائبا.

من جهته قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مقابلة نشرت يوم السبت ان حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) تعترف بوجود اسرائيل وسوف تمضي في طريق المفاوضات مع الدولة اليهودية.

وأضاف أبو الغيط الذي أقامت حكومته صلات قوية مع حماس ونشطاء فلسطينيين اخرين في العام الماضي ان انضمام حماس للعملية السلمية في الاراضي الفلسطينية سيؤدي الى تغيير جوهري في فكرها ومنطلقاتها.

وتشارك حماس التي تدعو الى اقامة دولة اسلامية في كامل ارجاء فلسطين التاريخية تحل محل اسرائيل لاول مرة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي تجرى في 25 من يناير كانون الثاني الجاري. وتشكل حماس تحديا قويا لحركة فتح الحاكمة.

وقال أبو الغيط في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر باللغة العربية في لندن "أثق بأن حماس تعترف بوجود اسرائيل وأثق بأنها قادرة على التعايش مع فكرة التفاوض مع اسرائيل."

وأضاف الوزير قائلا "لا داعي لاستمرار المواربة في هذا الشأن خاصة أن حماس سبق لها أن قبلت التهدئة مع اسرائيل من أجل التفاوض. واتساءل هل كانت هذه التهدئة مع شبح.."

وكان لمصر دور في اقناع حماس وجماعة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في فبراير شباط الماضي بقبول وقف مشروط للهجمات على الاسرائيليين حتى نهاية عام 2005. وأظهرت حماس التزاما أكبر بالهدنة مقارنة بكثير من الفصائل الفلسطينية الاخرى.

وقال أبو الغيط ان "حماس التي تعمل في الاطار السياسي من خلال العمل البرلماني مختلفة تماما عن حماس التي تتبنى الكفاح المسلح... ومرة أخرى نرى أن انضمام حماس للعملية السياسية سيؤدي الي تغيير جوهري في فكرها ومنطلقاتها."

وردا على سؤال عن التهديدات الامريكية والاوروبية بقطع المعونات عن الشعب الفلسطيني في حالة فوز حماس في الانتخابات قال أبو الغيط ان الانتخابات يجب أن تجرى دون تدخل.

وقال متحدث باسم حماس في الاسبوع الماضي ان الحركة لا تقبل أي نقاش بشأن نزع السلاح وانها ملتزمة بمقاومة الاحتلال.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 22 /كانون الثاني/2006 - 21/ذي الحجة/1426