
قالت منظمة الصحة العالمية ان الطبيعة والانسان يشتركان في مسؤولية
التسبب بالكوارث التي شهدها العالم مثل ظاهرة المد البحري (تسونامي)
والاعاصير الاستوائية والانهيارات الارضية والبراكين والزلازل والجراد
ووباء الانفلونزا في عام 2005.
واوضحت المنظمة في نشرة لها من العاصمة المكسيكية نيوميكسيكو وزعت
هنا امس ان التغييرات المناخية والاحتباس الحراري والذي تسبب به سلوك
الانسان الناتج عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الفقراء
للعيش في مناطق خطرة وعدم الاستعداد لمواجهة الكوارث والتعليم يتحمل
مسؤوليتها كل من الحكومات والعامة.
وقال المستشار الاقليمي للاستعداد للطوارىء والتخفيف من الكوارث في
منظمة الصحة عبر امريكا (بي اي اتش او) في مدينة واشنطن سيرو اوغارت
انه لا يحب استخدام عبارة "كارثة طبيعية" مشيرا الى حتمية وجود عامل ما
من صنع الانسان في تلك الكوارث.
وفسر اوغارت ذلك بان الكوارث الطبيعية ليس لها هذا التاثير الهائل
على حياة البشر ما لم يكونوا عرضة لتلك المخاطر في الدرجة الاولى.
واشار اوغارت الى انه في عام 2005 ضربت عدة زلازل قوية مناطق في
امريكا الجنوبية تفوق قوتها الزلزال الذي دمر شمال باكستان واجزاء من
الهند في اكتوبر الماضي قائلا "ان هذه المناطق ذات كثافة سكانية منخفضة
لذلك تسببت باضرار اقل".
يذكر ان عام 2005 بدا بظاهرة المد البحري (تسونامي) كنتيجة لزلزال
وقع في 26 من ديسمبر 2004 في قارة اسيا وباعاصير في امريكا الوسطى
والشمالية كاعصار (كاترينا) والذي تسبب بالفيضانات في مدينة نيو
اورليانز الامريكية.
كما دمر الجراد المحاصيل الزراعية في النيجر وتسبب بمجاعة وثورة
بركان في السلفادور والانهيارات الارضية في امريكا اللاتينية واخرها
كان الزلزال الذي ضرب باكستان والهند في الثامن من اكتوبر وتقدر حصيلة
القتلى في كل هذه الكوارث بمئات الالوف من البشر.
وطبقا لمركز الابحاث في علم اوبئة الكوارث (كريد) وهي مركز يتعاون
مع منظمة الصحة العالمية ويدير قاعدة بيانات عالمية حول الكوارث ومركزه
بلجيكا فان عدد من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والرياح والجفاف
والكوارث الجيولوجية ازدادت.
وذكر المركز انه تم الابلاغ عن 75 كارثة على المستوى العالمي في عام
1975 مقارنة بما يقارب 400 كارثة عام 2004. وردا على تساؤلات حول مدى
سوء الاوضاع او هل ستسوء اكثر من ذلك او لماذا يزداد عدد الكوارث
وتتضاعف قوتها قال المتحدث الرسمي في ادارة التعامل مع الازمات في
منظمة الصحة العالمية ماركو كوكيك ان بعض المجتمعات اكثر عرضة لاثار
الكوارث الطبيعية عما كانوا عليه خلال المئة عام الماضية بسبب التدهور
البيئي.
واضاف كوكيك ان العاصفة الاستوائية التي ضربت البحر الكاريبي في
سبتمبر عام 2004 لم يكن هناك ما يوقف المياه من التجمع وتدمير هاييتي
نظرا لانحسار مساحة الغابات مشيرا الى الحاجة معالجة القضايا الاساسية
مثل الفقر وعدم المساواة فعلى سبيل المثال يقوم العديد من الاشخاص بقطع
الاشجار لان الاخشاب ارخص مصدر للوقود كما ان الكوارث نتاج التطور
والصناعة.
وفي اوروبا يعتقد الخبراء ان فرنسا والمانيا اكثر عرضة لاثار
الفيضانات اليوم لان بعض الانهار الرئيسية مثل الراين تم تقويمها
لتسهيل الحركة التجارية. |