استطلاع.. افريقيا أكثر مناطق العالم تفاؤلا في 2006 رغم الفقر والايدز

على الرغم من الفقر والجفاف ومرض الايدز فان استطلاعا للاراء اظهر ان أفريقيا هي أكثر مناطق العالم تفاؤلا في عام 2006 مما يشير إلى ان تحسن الاتجاهات الاقتصادية والسياسية في القارة كان له تأثير.

ويرى 57 بالمئة من الافارقة الذين استطلعت مؤسسة جالوب انترناشونال لقياس الرأي العام أراءهم أن عام 2006 سيكون أفضل من 2005 بالمقارنة مع 48 بالمئة في بقية العالم و54 بالمئة من منطقة المحيط الهادي ثاني أكثر مناطق العالم تفاؤلا.

وأظهر الاستطلاع الذي شمل 52 الف شخص على مستوى العالم أن أفريقيا هي الاكثر تفاؤلا على الصعيد الاقتصادي فتوقع 52 بالمئة عام رخاء مقابل 35 بالمئة على مستوى العالم.

وأشير الى تحسن الادارة السياسية وتسارع معدلات النمو والاعفاءات الكبيرة من الديون باعتبارها من العوامل وراء هذا التفاؤل غير أن بعض الاقتصاديين قالوا ان الاستطلاع عكس على الارجح اراء الاقلية الغنية المقيمة في الحضر في افريقيا.

وقال روبرت بوناي الاقتصادي المختص بشؤون افريقيا في ستاندارد بنك "أتصور ان الافارقة في المتوسط يشعرون بتفاؤل أكثر بكثير... فقد تحسنت نظم الادارة فضلا عن فرص تحسين ظروف المعيشة."

وأضاف "السياسات بدأت تتغير... انها أبعد ما تكون عن الكمال لكن الاتجاه العام ايجابي."

ويتسارع معدل النمو الاقتصادي في أفقر قارات العالم مع توقع أن ينمو اقتصاد جنوب افريقيا بمعدل خمسة بالمئة هذا العام وهو أعلى معدل منذ أكثر من 20 عاما.

وتمثل جنوب افريقيا نحو 39 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي في دول جنوب الصحراء الكبرى وأشارت دراسة أعدها صندوق النقد الدولي إلى ان امتداد أثر هذا النمو لدول اخرى أكبر منه في أي منطقة أخرى في العالم.

وسجلت جنوب افريقيا نسبة تفاؤل بلغت 60 بالمئة وبلغت النسبة 61 بالمئة في نيجيريا ثاني أكبر اقتصاد في دول جنوب الصحراء وأكبر منتج للنفط فيها.

كما يعني الاعفاء من الديون وزيادة المساعدات التي تعهدت بها دول مجموعة الثماني الغنية العام الماضي أن دولا مثل تنزانيا وزامبيا وغانا سيكون لديها المزيد الذي يمكنها انفاقه على البنية الاساسية والاتصالات والتكنولوجيا.

وفي الوقت نفسه فان أسعار السلع الرئيسية التي تنتجها الدول الافريقية مثل البلاتين والذهب والنحاس ترتفع في حين تراجعت أسعار النفط مما يحسن توقعات التضخم بالنسبة للعديد من الدول التي تستورد الوقود.

ويقول المحللون إن من العوامل الايجابية كذلك تحسن الادارة السياسية مع بدء ترسخ الديمقراطية في دول مثل جمهورية الكونجو الديمقراطية وادراك صناع القرار للحاجة للابقاء على الوضع المالي للدولة في حالة جيدة.

ويقول بوناي إن استطلاع جالوب الذي نشر على موقع المؤسسة على الانترنت في أواخر ديسمبر كانون الاول لا يعكس على الارجح اراء غالبية سكان القارة من المقيمين في الريف الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم ويعتمدون في رزقهم على الزراعة.

ويضيف "المهم هو تحسين الزراعة... كان هناك جفاف والافتقار للبنية الاساسية يزيد على الناس صعوبة بيع محاصيلهم. لكني اعتقد ان افريقيا متفائلة دائما فهذه النتيجة للاستطلاع تأتي على الرغم من الايدز والجوع والافتقار للفرص على المدى الطويل."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 6/كانون الثاني/2006 -  5/ذي الحجة/1426