مؤشرات عن اندلاع حرب عرقية محتملة في المنطقة البلقانية

يتوقع المراقبون ان تشهد المنطقة البلقانية تحولا كبيرا للاوضاع خلال المرحلة المقبلة يتزامن مع المفاوضات الخاصة بالوضعية النهائية المستقبلية لاقليم كوسوفو غير انه لا تزال هناك تخوفات من احتمال اندلاع الازمة العرقية مجددا.

وقد أعطت الامم المتحدة بدعم امريكي الضوء الاخضر للتحرك فى اتجاه حسم القضية الخاصة بالاقليم الامر الذى كشف عنه تقرير سكرتير عام المنظمة الدولية كوفي عنان الاخير والذى اذيع امس الاول والذي اوصى فيه بمواصلة سريعة للمفاوضات على الرغم من اشارته الى احتمال حدوث بعض السلبيات.

ووقع الاختيار على الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري لتولي مهمة المبعوث الخاص للمنظمة الدولية للوساطة فى المفاوضات بين الصرب والالبان بشأن هذه القضية وهي مهمة بدأها بعقد لقاءات استطلاعية الاسبوع الماضي مع الجانبين.

وتزامن هذا التحرك مع استمرار الخلاف المعلن فى الرؤية بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي بشأن اتحاد صربيا والجبل الاسود حيث اشار المفوض الاوروبي السامي لشؤون الامن والسياسة الخارجية خافيير سولانا الى ان واشنطن ترفض تطبيع علاقاتها مع الاتحاد حتى يتم تسليم زعيم صرب البوسنه السابق رادوفان كراديتش وقائد قواته الصربية البوسنية الجنرال رادكو ملاديتش الى المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب فى يوغوسلافيا السابقة.

ووقعت بروكسل مع بلغراد اتفاقية مماثلة للاتفاقيات الموقعة مع جميع دول المنطقة البلقانية للشروع في مفاتوضات الانضمام للتكتل القاري.

ويرى المحلل السياسي البلغاري ايفان كريستيف في تصريح لوكالة (كونا) ان دور الامريكيين يمثل خاصية كبيرة خلال المرحلة القادمة فى التحرك بالمنطقة البلقانية بهدف تحقيق استقلال اقليم كوسوفو الا انه يؤكد على ان التحرك اذا تم دون الموافقة المبدئية للاطراف المعنية بالمنطقة وعلى راسها الجانب الصربي فان الاحتمالات قوية بان تشهد المنطقة اشتعال فتيل الازمة العرقية مجددا.

وبهذا الصدد يقول رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والقومية فى مقدونيا برانكو جيورجيفسكي ان الخطورة تكمن فى صعوبة قدرة اقليم كوسوفو على الاستمرار كدولة مستقلة فبعد ان يتم تحقيق الاستقال ان عاجلا ام اجلا سيتم التوصل الى انضمامه او انضمام ثلثي مساحته الجغرافية التي يقطنها الالبان الى جمهورية البانيا.

واضاف ان هذا الامر في حال حدوثه سيدفع بالمنطقة ذات الاغلبية الالبانية فى مقدونيا والواقعة على الحدود مع البانيا للمطالبة بالمثل مع ما سيكون لذلك من عواقب على المنطقة باسرها.

ويشير الى انه فى حال تنفيذ هذا السيناريو فان مقدونيا "سوف تنهار كدولة مستقلة بشكل نهائي الامر الذى سيفتح شهية بلغاريا المجاورة لاعادة الماضي واستعادة حلمها الضائع فى استرجاع الجزء المتبقي من مقدونيا لتشكيل ما يسمى بـ (بلغاريا العظمى)".

وربما لهذه الاسباب والمخاوف قال المفوض الاوروبي خافيير سولانا ان الاهم هو منح الاولوية للعمل على تأمين الاستقرار في المنطقة البلقانية وعدم السماح بعودة الاوضاع الى وضعية اراقة الدماء السابقة وهو ما يمكن تحقيقة فقط اذا تم الحفاظ على مبدأ عدم انتهاك الحدود الحالية مع وضع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ضمانات لتحقيق ذلك.

ويشير رئيس الاكاديمية البلغارية للعلوم والدراسات الدكتور ديميتر اغناتوف الى ان اليونان تدعم بشدة مبدأ الحفاظ على مبدأ عدم انتهاك الحدود الحالية للمنطقة البلقانية وان اثينا يمكن لها ان تلعب دورا قياديا فى استقرار امن المنطقة وخاصة فى الوقت الراهن بعد عضويتها غير الدائمة فى مجلس الامن الدولي وترؤسها لجنة التعاون مع المنطقة البلقانية فى المنظمة الدولية.

ومن الطبيعي ان ترفض اثينا في الوقت الراهن الكشف عن اوراقها وخططها التى ستسعى الى تحقيقها فى المنطقة غير ان وزير خارجيتها بيتروس موليفياتيس قال مؤخرا ان كل قرار وحل يجب ان ينصب في المقام الاول على ضمان الاستقرار الاقليمي وان يكون ثانيا فى اطار الآفاق الاوروبية للمنطقة.

وفى هذا الاطار والمضمون يبدو ان اليونان لديها اهتمام بالمحافظة على وحدة الدولة المقدونية وقد يدفعها هذا السبب الى الاسراع قدر الامكان فى وضع نهاية للخلاف المعلق حول اسم الجمهورية اليوغوسلافية السابقة والتعامل بفاعلية مع المبعوث الدولى للامم المتحدة والوسيط فى المفاوضات بينها وبين اسكوبيا ماتيو نيميتس تلافيا لاعطاء اية مبررات لاندلاع فتيل الازمات العرقية مجددا فى المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 6/كانون الثاني/2006 -  5/ذي الحجة/1426