الباحث علم الأديان المقارن البروفسور الأمريكي علي حيدر يلتقي المرجع الشيرازي ويروي قصّة إسلامه

زار البروفسور الأمريكي والمحقق الديني علي حيدر سماحةَ آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيته المكرم بمدينة قم المقدسة. والبروفسور الأمريكي حائز على أعلى الشهادات في مجال علم الأديان المقارن، والذي يعيش حالياً في فنلندا.

في هذا اللقاء، تناول سماحة السيد المرجع دام ظله جوانب من السيرة العطرة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مشيراً إلى الشدائد والمصاعب والأذى الذي تحمّله صلى الله عليه وآله من المشركين، حيث قال:

لقد لقي النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أذى كثيراً من الجهلة والمشركين، لكنّ ذلك لم يثنه عن أن يدعو لهم بالهداية والخير. على سبيل المثال:

 في معركة اُحد عندما ترك المسلمون الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ليواجه المشركين بمفرده وراحوا يجمعون الغنائم، انتهز المشركون هذه الفرصة فحاصروه صلى الله عليه وآله وحملوا عليه بالسيوف والرماح والأحجار والأعواد وشجّوا رأسه الشريف وكسروا ثنيتيه وشدخوا جبينه الطاهر، ولولا أن تنادى عليّ أمير المؤمنين عليه السلام في تلك اللحظة ليذود عن أخيه وابن عمّه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله لأجهز عليه المشركون وحسموا الأمر.

وحينما أنقذ الله تعالى رسوله الأمين صلى الله عليه وآله، لم يدعُ عليهم أو يلعنهم على الرغم من أذى المشركين له وجفائهم بل دعا ربّه أن يهديهم بقوله «اللهم اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون».

وأكّد سماحة المرجع قائلاً:

 كذلك الحال معكم، فإذا تحمّلتم المشاقّ والأذى في سبيل هداية الجهلة والضالّين وآثرتم الحلم والصبر، سيكون لكم عند الله أجر عظيم.

في ختام هذا اللقاء، أثنى سماحة المرجع السيد الشيرازي على جهود البروفسور علي حيدر وثمّن ما يبذله في هذا المجال، سائلاً المولى القدير أن يمنّ عليه بالتوفيق و السداد.

وجدير بالذكر أنّ البروفسور علي حيدر هو من المستبصرين، وقد عانى كثيراً وتحمّل المشاق بصبر وجلد بسبب اعتناقه مذهب أهل البيت سلام الله عليهم ممّا اضطرّه إلى الهجرة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى فنلندا، وهو يسعى بصدر ملؤه الشوق والصدق إلى التعريف بمدرسة أهل البيت سلام الله عليهم وهداية الآخرين وذلك عن طريق إلقاء الخطب و تأليف الكتب في هذا المجال.

وبعد لقائه مع المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ومع سماحة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي دامت بركاته، ألقى البروفسور الأمريكي الأستاذ علي حيدر الخبير في علم الأديان المقارن كلمة تطرّق فيها لمواضيع كان منها (المقارنة بين الأديان) و(سبر جذور التعاليم والعقائد الشيعية في الأديان والشرائع السالفة) حيث قال:

لقد أجريت لسنوات طويلة دراسات عديدة قارنت فيها بين الأديان المختلفة، وتوصّلت في نهاية المطاف إلى وجود نصّ واحد فقط نازل من السماء من بين النصوص الموجودة. هذا النص عرض على جميع الناس في زمن النبي موسى عليه السلام وتُلي على الجميع، ونعني به الوصايا العشر لموسى والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم أيضاً باسم الفرقان وذلك في الآية 53 من سورة البقرة، ثم هممت بالبحث في سائر النصوص والكتب السماوية الأخرى من جملتها القرآن الكريم والإنجيل لأجد ما يحاكي هذا النصّ أو يعضده، ولقد استندت في هذه السلسلة من الدراسات والبحوث إلى معايير وأسس خاصة، حاولت خلالها الاستنتاج ما إذا كانت جميع الكتب السماوية للأديان تنسجم مع روح هذه الوصايا أم لا؟

 وتبعاً لذلك قمت بدراسة النصوص المقدسة للأديان، كل آية وكل عبارة بتأنٍّ وصبر ، كما قمت بمطالعة جميع الكتب السماوية باللغة العبرية وبقية اللغات. وأثناء هذه الدراسات والمطالعات لاحظت أنّ جميع هذه الأديان بلا استثناء تتناول بالتفصيل المعاملات والعبادات الموجودة في الشريعة الإسلامية، بل أنّ جميع الحركات الواردة بالنسبة للصلاة في الإسلام جاء ذكرها في الكتب المقدسة مثل التوراة والإنجيل.

على سبيل المثال: هناك ثلاثون آية تصرّح بجواز إقامة الصلاة والسجود على الأرض وطهارة ما يرجع أصله إليها، كما وجدت تسع آيات تتحدّث عن تسع شخصيات تاريخية ودينية مارست الزواج المؤقت أو ما يعرف بزواج المتعة. بل حتى الطقوس والعبادات التفصيلية للمسلمين لها جذور تاريخية في الكتب المقدسة الموجودة.

وأضاف البروفسور علي حيدر: لقد ولدت مسيحياً ومن أسرة مسيحية ولهذا وبحسب الطقوس المسيحية جرى تعميدي في الكنيسة، لكن مع هذا كنت دائماً أشعر بشيء ما يجذبني نحو الإسلام. والنقطة المثيرة التي واجهتها في دراساتي ومطالعاتي هي الآية 26 من الباب 106 في سفر مزامير داوود أي في منتصف الكتاب المقدس بالضبط، والتي تقول: «لقد استهانوا بأرض حمدا ولم يؤمنوا بكلمته»، وقمت بدراسات ومطالعات كثيرة حول شخصية حمدا ومن تكون فتوصّلت أخيراً إلى أنّها تعني اسم محمد (صلى الله عليه وآله) في العربية حيث تلفظ في العبرية حمدا، ولا شك أنّها إشارة صريحة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. حينذاك أدركت عظمة الحكمة الإلهية التي ساقتني إلى البحث عن الحقيقة طيلة السنين الماضية، ولو كنت طالعت الكتاب المقدس قبل ذلك لكنت وفّرت على نفسي كل هذه السنين. في الختام، أسأل الله تعالى أن يزيد في إيماننا به و برسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله يوماً بعد آخر.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 4/كانون الثاني/2006 -  3/ذي الحجة/1426